قامت ثورة 25 يناير لإسباب عديدة ولها كثيرًا من الأهداف، ومن أهم أهدافها تحويل مصر من حالة الديكاتورية وحكم الفرد أو سيطرة مجموعة أو حزب لإتخاذ القرار الديموقراطي إلى حالة الديموقراطية. حقًا، لقد دخلت مصر في مرحلة الحضانة الديموقراطية، ونتج عنها مجلسي الشعب والشورى المنتخبين من قبل الشعب، وهذا نجاح وتفوق في أولى مراحل الحضانة الديموقراطية. ثم تبعها فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وقد احتفل الشعب المصري بالخطوة الجديدة وغير المسبوقة بالتحويل الديموقراطي بالذهاب لعمل توكيلات للمرشحين.
كل هذا هو تجهيز للعرس الديمواقراطي الأول في تاريخ مصر وهو إختيار أول مرشح لرئاسة مصر بشكل ديموقراطي باختيار الشعب. لكن سرعان ما رجع ظهور عادة قديمة كانت تحدث في مصر أيام الفتوات، أتذكرون معي بعض الروايات والأفلام التي كانت تصف ما يحدث أيام الفتوات؟ كان يوم الفرح يخرج مجموعة من الفتوات ويطلبوا إتاوة مقابل حمايتهم للفرح أو تكسير الفرح وضرب المعازيم.
إن هذا هو مايحدث بالظبط الأن، تقترب مصر من الاحتفال بعرسها الديموقراطي الأول في التاريخ، ويقترب الفتوات من أهل الفرح (الشعب المصري) ويقولون لهم لو إختارتم فلان وعلى وجهة الدقة أحمد شفيق وعمرو موسى، ستحترق مصر، وثاني يقول ستكون الفوضى في مصر وثالث ورابع وخامس …، ومازال التحذير مستمر. يعني فتوات الفرح يخيرون الناس بين اختيار فئة معينه أو شخص محدد وبين حرق الفرح وقتل أصحاب الفرح، حقًا أنه فيلم رائع يحتاج لكاتب ومخرج محترف، ويطلق عليه أسم “الإرهاب الفكري”. الشعب سيذهب للإنتخابات ويقول كلمته وإختياره، وعلى الجميع إحترام إرداة الشعب، ولا يحب أن يتحدث أحد مرة أخرى باسم الشعب ويقول الشعب يريد”…”. هل بعد إرداة الشعب في صندوق الإنتخابات إرادة أخرى؟!!! يبدو أن الإجابه نعم، وهي القوة وترهيب الشعب وتخويفه. لا لا لا لا لتخويف الشعب، لا لا لا لا للإرهاب الفكري، لا لا لا لا للوصاية على الشعب. وعلى الشعب أن يختار مايريده بكامل حريته وعلى الجميع إحترام إرداة الشعب.
د/ عمرو محمد يوسف