تفجيرات دمشق ـ تنظيم القاعدة أم النظام؟!

بمناسبة تفجيرات دمشق قبل يومين، والتي راح ضحيتها حوالي 50 قتيلا، فإن الحديث عن تنظيم القاعدة قد عاد إلى الساحة السورية والإعلامية العالمية.

نعم كان من المتوقع أن يتطوع تنظيم القاعدة من بداية الثورة السورية ليعطي دفعة وحجة قوية للنظام السوري ليحارب بها الشعب والعالم بأسره، ولكنه لم يفعل ذلك لأمر تعلمه دمشق، ولعله لم يحن يومها إخراج هذه الورقة التي يصعب السيطرة على مفاسدها، فقد تتطور إلى تدخل قوى أخرى تتسبب في إنهاء النظام. فلو سلمنا برواية من يقول إن التفجيرات هي من تدبير تنظيم القاعدة، فإننا نعلم تماما بأن هذا الفعل بمثابة هدية (قاعدية) للنظام الوحشي الاشتراكي السوري. فها هو يتماهى كالطاووس أمام الناظرين كونه يزعم أنه هو الحامي للشعب السوري من هذا الدمار الهائل، ومما قد تأتي به الأيام من حرب أهلية بين الفصائل المختلفة ومن المآتم والمجازر الأبشع من مجازر النظام نفسه. كما حصل في العراق سابقا.

وهنا سيقف الشعب السوري الغلبان ليقارن بين مفسدتين، مفسدة النظام أم مفسدة القاعدة؟ فمجرد وصولنا إلى هذه النتيجة فهو انتصار لبشار وحزبه اللعين، أليس من الممكن أن يعود الشعب عن ثورته وينتصر الطاغية على الجميع بهذا الفعل من تنظيم القاعدة؟

لذا فعلى أفراد تنظيم القاعدة المخلصين التنبه إلى مسيرتهم التي تخدم أعتى الطغاة في التاريخ، وهذا دليل على سلوكهم الطريق الوخيم.

أما إذا كان النظام نفسه قد قام بهذا الفعل واتهم به تنظيم القاعدة، فان العقلاء قد توقعوا ذلك قبل ذلك، فالنظام فرع عن موسكو، وهم يسيرون على خطاها وسياستها التي أنهت الجهاد في الشيشان بمثل هذه التفجيرات. ويبقى لنا هنا أن نقول مرة أخرى على أفراد تنظيم القاعدة المخلصين التنبّه إلى مسيرتهم التي تخدم أعتا الطغاة في التاريخ، وهذا دليل على سلوكهم الطريق الوخيم.

وكلمة أخيرة للشعب السوري بضرورة الالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه للانتصار على الظلم والظالمين، وان لا يخدعوا بمسرحيات النظام وحيله التي لا تنتهي، وأن يدركوا بأن تنظيم القاعدة هذا قد أقام جهاده على مفاهيم ونظرات حزب التحرير الإسلامي، وأن حزب التحرير الإسلامي ما هو إلا مرآة لنظرات ومفاهيم ماركس ولينين مزينة بالآيات القرآنية والمصطلحات الإسلامية.

عدنان الصوص 12/5/2012

Scroll to Top