بعد 42 عاما من نجاح ثورة الفاتح من سبتمبر التي ترأس من خلالها العقيد معمر القذافي الحكم في ليبيا، وبعد هذه السنوات من العذاب والظلم والقمع والاستبداد، تجتاح المدن الليبية موجة غضب جماهيرية ضد النظام الاشتراكي القمعي الليبي وأفادت الانباء من مختلف المصادر أن قوات النظام الليبي قد بدأت بفقد السيطرة أو فقدتها في بعض المدن الليبية مثل بنغازي وطبرق ودرنة والبيضاء وبعض المدن القريبة من هذه المدن الليبية. وأمام هذا الحدث الكبير الشأن، ما هي السيناريوهات لنظام الحكم البديل عن النظام الليبي الحالي؟
1- النظام الحالي لا شك أنه نظام اشتراكي، ويدعو إلى قيام دولة فاطمية ثانية بعد سقوط الأولى في مصر في القرن الرابع الهجري، وهذه التركيبة (الرافضة والاشتراكية) هي من أبرز منتجات الفكر اليهودي.
2- النظام الحالي أصبح عميلا مفضوحا ومكشوفا للكثيرين بعلاقاته المشبوهة مع الرافضة وإيران، وتدخلاته لمصلحة إسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقمعه لأهل السنة ولكتاب الله، وكتابه الأخضر يشهد على ذلك.
3- قررت اليهودية العالمية إجراء بعض التعديلات حسب المرحلة، ومنها الانطلاق من خصوصيات المجتمعات المستهدفة، وعليه، فإن استخدام الإسلام السياسي المبرمج حسب مخططات الصهيونية العالمية هو عنوان المرحلة منذ أكثر من عقدين. فنرى أن هذا المخطط قد نجح باستبدال شاه إيران بهلوي على الرغم من علاقاته القوية بإسرائيل، بالثورة الخمينية اليسارية المزينة بالإسلام الشيعي الاكثر علاقة بإسرائيل.
4- لا بد من تغيير الحرس الصهيوني، أو حراس الهيكل القدماء بآخرين جدد لم تفح رائحتهم، ولم يكتشف الشعب سواد صحائفهم بعد. وبعد استعمال الإسلام السياسي الشيعي في إيران، وعدم قدرته ـ على الرغم من مضي أكثر من ثلاثين عاما على الثورة ـ على تحقيق عقائد اليهود وخروج الدجال الذي هو مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر في آن واحد، فقد سعت ولا زالت تسعى اليهودية لاستخدام الإسلام السياسي السني كواجهة لتحقيق اغراضها، فعلينا الحذر من هذه الجهة. وقد جربته في بعض البلاد السنية مرتبطا بالثورة الخمينية ونجحت في ذلك.
5- من خلال النظر بفقه الاضطرار لا الاختيار، فإن على اليهودية العالمية من وجهة نظرها الاسستغناء عن عميلها العقيد القذافي بنظام آخر يختلف صوريا عنه في صورته، ولكن يبقى على صلة قوية ومربوطا باليهودية. وعليه فإن فقدت اسرائيل السيطرة على مقاليد الحكم ومقابض النظام في ليبيا وأدركت أنه لا محالة زائل، فإن البديل المتاح حاليا هو ابن القذافي سيف الاسلام الذي يرفع راية الإسلام زورا ونفاقا منذ زمن، ويستعطف المسلمين الليبيين وعلى رأسهم الاخوان المسلمون في ليبيا، في حركة خبيثة منهم لصناعته كرجل مرحلة قادمة.
6- لا أعتقد بأن هذا هو البديل الوحيد لدى الدوائر اليهودية، ففي حال عدم نجاحه، وخاصة بعد تنحية ابن الرئيس مبارك عن الترشيح مستقبلا، فلا بد من أن تضع سيناريوهات أخرى بديلا عن سيف الإسلام القذافي، سنتعرف عليها في حينها، ولا يعني ذلك أن المعارضة الحالية لا أمل فيها قطّ في استبدال النظام الحالي بآخر وطني غير مرتبط باليهودية، إن هذا الخيار موجود ولكنه ضعيف جدا، ويمكن أن يتقوى بتوفر شروط وانتفاء موانع.
لذا فعلى أهل السنة الحذر من ماهية الأنظمة القادمة التي ترفع راية الإسلام السياسي، فلا تنخدع بهم حتى تعرضهم على الكتاب والسنة، وعلى فقة الموازنات في الشريعة الإسلامية، فإن الدجال قادم، وسيكون رجل المرحلة لدى أهل السنة في حينه إلا من رحم ربي. وعليه فلا بد من النظر في البرامج والسياسات التي ترفهعا الدوائر الصهيونية والحذر منها، ورفضها مهما تزينت بشعارات إسلامية إو قومية أو وطنية أو ديمقراطية غير مرتبطة بأيديولوجية.