بقلم: Aida Sham
ثلاث أسماء كان أصحابها سبب الداء الذي حملته لنا الرياح من بلاد الروس؛ فأنتج لنا في الشرق طغاة ساقونا قطيعاً آخر على درب الاستبداد الدموي، وما زالوا…
جاء جوزيف ستالين بعد لينينن وبعد أن تخلص من منافسه تروتسكي بنفيه خارج البلاد، وكان حكمه دموياً أكثر من حكم لينين، بدأه بالسيطرة على وسائل الانتاج، مع أن الفلاحين (بفضل سياسة سلفه) كانوا بالكاد يعيشون كفاف يومهم. وبدأ الجيش الاحمر بجمع المحاصيل ووضع يده على انتاج الاراضي، وعلى الآلات الزراعية أيضا؛ فلم يبق للفلاحين طعام يأكلونه ولا محراث يحرثون به، وعاد القحط الذي كان يعتبره لينين مفيدا جدا لصالح الشيوعية، ودام عدة سنوات ومات ما يقرب من ستة ملايين جوعاً!
ثم أدى القحط إلى أكل لحوم البشر، إذ فقد الفلاحون صوابهم من الجوع وبدؤوا أولا بأكل الجيف، ثم وصل الامر ببعضهم الى خطف الاطفال وأكلهم!
لقد حوّل نظام ستالين الانسان الى حيوان متوحش، كما هدفت الشيوعية، وأعدم كثيراً من رجال الدين وملّاك الأراضي الذين سماهم اقطاعيين، وأرسل الباقي منهم إلى معسكرات العمل الستالينية حيث ماتوا هناك من قسوة الظروف.
كان ستالين مسروراً جداً بهذا القتل والرعب، حيث أعلن في خطابه في مؤتمر الحزب الشيوعي عام 1934 أن مبدأ سيطرة الدولة على وسائل الانتاج قد أثمر وجاء بنتائج لكنه في الحقيقة وهتف له المسؤولون بحرارة الا انه في نهاية الاقتراع السري لم يؤيد ستالين 1300 شخص من1900 فبدأ باغتيالهم، كما أزال كل من يرى فيه خصما مستقبليا له ومن بينهم ضباط الجيش، مما أوصل بلاده إلى ضعف شديد مكّن النازية من احتلالها عام 1940، وفقد الاتحاد السوفييتي في حربه تلك 25 مليون مواطن حياتهم، ولكن أعداد الضحايا الذين قتلهم ستالين يزيد كثيرا على ضحايا الحرب النازية، حيث اعتقل سبعة ملايين أعدم منهم مليون شخص، وبلغ عدد الذين قتلهم ستالين طوال حكمه أربعين مليون انسان، ونفى الناس إلى أراضي سيبيريا المظلمة بالقطارات، وطرد 400 ألف من المسلمين من قراهم فقد أكثر من نصفهم حياته في الطريق، أو في معسكرات العمل .
في الرابع من آذار عام 1953 أبلغت القيادة السوفيتية الشعب بأن زعيمهم مريض، وفي الثامنة من مساء الخامس منه، شارك أعضاء اللجنة المركزية ومجلس الوزراء وهيئة رئاسة مجلس السوفييت في اجتماع مشترك، وسرعان ما ظهرت قيادة جديدة للبلاد مؤلفة منها مالينكوف رئيس مجلس الوزراء وبيريا وزيراً للداخلية، وبعد ساعة من ذلك اجتمعت النخبة في مزرعة ستالين، ويقال أن بيريا ترك ستالين، بعد إصابته بجلطة دماغية، دون علاج لمدة 30 ساعة مما أدى إلى استحالة شفائه، وأن الممرضة موساييفا قامت بحقن المريض بحقنة قاتلة من الأدرينالين ليتقرر موت ستالين بشكل نهائي.
تم الاعلان رسمياً أن ستالين توفي بعد إصابته بنزيف حاد في الدماغ، وتم تشريح الجثة في أقل من يوم واحد وقررت النخبة الحاكمة بسرعة تحنيط الجثة ووضع ستالين في الضريح بالقرب من لينين.