لا يمكن إسقاط هذا النظام البعثي السوري الأكثر إجراما في التاريخ، إلا بإسقاط أدواته التي أنشأها خصيصا لإسقاط الثورة السورية الشعبية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في سوريا بكافة فروعها وأشكالها من داعش إلى النصرة إلى أي فصيل آخر يثبت أنه تابع للقاعدة، وللعلم فهذا ليس أمرا ملهيا عن الهدف الأصلي بإسقاط النظام، فالنظام بعد سنة على الثورة كان ولا زال على وشك السقوط، وهو قد أحضر هذه القاعدة إلى سوريا لتحميه أمام المجتمع الدولي والأقليات، ولكي تقاتل القاعدة معه الجيش الحر وتجعل الشعب والعالم يكرهون هذه الثورة الأصيلة، فإذا تركزت الجهود على إسقاط القاعدة، فسوف يسقط معها النظام كتحصيل حاصل لجهود الثورة السابقة.
في العراق في فترة الفتنة الطائفية والقتل على الهوية، كانت أكبر مشكلة على السنة هي وجود القاعدة بين ظهرانهم وبل دعمهم لهم للأسف الشديد، ولهذا كانت جميع الأطراف تعاديهم بما فيهم الأمريكان، وكان المالكي ضالعا في الفتنة والقتل المذهبي مع مليشيات الشيعة المرتبطة بإيران، ثم لما قام السنة في الأنبار بصحوتهم المباركة وطردوا القاعدة الخوارج عملاء إيران، انتهت اللعبة وصار الجميع أصدقاء لهم سواء بصدق أو اضطرارا بنفاق، فحتى المالكي اضطر للقضاء على مليشيات حلفائه التي افتضح أمرها في حملات عسكرية كبرى، ثم تدريجيا استقرت الأوضاع إلى حد كبير، والآن في ثورة العراق الشبابية الجديدة، قد أخذوا بكل العبر والدروس من ماضيهم من الثورة السورية، فطردوا داعش وأسقطوا حجة المالكي فارتد على أعقابه خائبا.
لقد بلغت جرائم النظام البعثي مبلغا كبيرا خاصة بعد باستخدامه الكيماوي، ولا يوجد ما يمنع المجتمع الدولي من إسقاطه أو مساعدة الثورة جديا على ذلك سوى وجود القاعدة، هذه الشجرة الخبيثة التي إذا تم إسقاطها فمن المتوقع بشدة أن تعود حماسة دول أصدقاء سوريا بكل قوة لإسقاط هذا النظام الذي لم يعد ممكنا تصور بقائه.
كما يجب ألا يهمنا إعلام النظام وروسيا، بأن القاعدة عدوهم وأنهم يحاربون الإرهاب ويتمنون استئصالها، فهم أصحاب الإرهاب الحقيقي والداعم والمستفيد الأكبر من عمليات القاعدة، وتلك كلها دعايات مضللة موجهة لأهل الثورة كي يتمسكوا بهذا الفرع الخفي للنظام، ولقد أثبتت كثير من المواقف الفعلية على الأرض أن النظام والقاعدة على علاقة عضوية، ولهذا أتوقع أن النظام ربما يطلق دعاية مضللة جديدة في امتداح الجيش الحر إذا صار يحارب القاعدة، وهذا أيضا كل تضليل إعلامي كاذب ليسقطه من عيون الشعب، ولكن في الحقيقة سوف نرى على الأرض كيف سوف يستنفر النظام للدفاع عن أهم وأثمن أوراقه وهي القاعدة، التي في زوالها زواله إن شاء الله.