إلى متى يبقى البعض يقول لا نريد تدخلا عسكريا خارجيا؟ بحجة أن الغرب لايد ذلك. أليس الغرب الآن قد أصبح مستعدا للتدخل عسكريا لمنع استخدام الكيماوي؟ إن هذه ورقة جوكر مهمة جدا لا تحتاج قرارا من مجلس الأمن، قد تكون هي الفرصة الأخيرة، ويجب أن لا نجعل الغرب مرة أخرى لا يريد التدخل بسبب أن المعارضة السورية ترفض التدخل العسكري، كما حصل سابقا.
ويكفينا كل فترة نخادع أنفسنا ببعض الانتصارات في دمشق وريفها، ونظن أن الجيش الحر أصبح على أبواب القصر! كم مرة حدث هذا ثم تبين أنه غير دقيق؟ أو حتى لو كان صحيحا، إلا أن الدعم الروسي والإيراني الكبير كل مرة يقلب الموقف؟ وإلى متى كل مرة تخدعنا روسيا بإشارات كاذبة عن تحول في موقفها وتخليها عن الأسد، ثم يتحفنا الدجال لافروف بأن الأسد باق رغم أنف الجميع!
كفانا سذاجة، فمتى نعلم أن هكذا نظام مجرم مدعوم بكل هذه القورى الدولية الإجرامية لا يسقط إلا بتدخل عسكري خارجي؟ فلنطالب بحقنا الشرعي الدولي بالتدخل العسكري، ولنرغم أنوف هؤلاء الروس الشيوعيين المتعجرفين.
الغرب ليس رهن إشارتنا ليتدخل ولكن بمقدورنا دفعه إلى ذلك
سيخرج إلينا متفزلك لا يعيش تحت القصف اليومي المدمر، ليقول لنا إن الغرب ليس رهن إشارة الشعب السوري ليقوم بالتدخل، ولكن السياسة الصحيحة ليست هي القبول بما هو موجود، بل بالعمل الجاد إلى ما نحن نريده، وهذا واجب الائتلاف الوطني بالعمل على تقديم الضمانات للغرب بالحفاظ على مصالحهم وعلى السلام في المنطقة ومع إسرائيل، فالدول الغربية ليست هئيات خيرية، وهي تتدخل لوحدها إذا كان لها مصلحة كما في مالي، ولا تتدخل إذا لم تكن لها مصلحة كما في سوريا.
فواجبنا هو إيجاد وخلق هذه المصلحة الغربية في التدخل العسكري، وهكذا فعل قادة الثورة في كوسوفو ضد صربيا المدعومة من روسيا، فالغرب كان لا يريد التدخل، والفيتو الروسي كان مسلطا على رقابهم، ولكن الشعب الكوسوفي وقيادة الثورة عملوا على إقناع الغرب بالتدخل بدون قرار من مجلس الأمن، وهكذا يجب نحن أيضا أن نفعل، وإلا فربما (لا سمح الله) قد ينتظر الثورة السورية ذلك السيناريو الشيشاني أو الجزائري الذي تم فيه سحق الثورات الشعبية بالأرض المحروقة بدعم من روسيا الشيوعية أكبر مجرم في التاريخ.