قصة مأساة الثورة السورية
في زمنٍ قريب، عاشت الأرض السورية أياماً مأساوية شهدت فيها المأساة والقهر على نحوٍ لم يكن يخطر ببال أحد. قامت تلك الفترة الداكنة بقرصنة حقوق الإنسان وداسّت على الكرامة البشرية، وذلك تحت ستار من الزعم السياسي الملتوي والنفوذ الشيوعي المستمد من جناحي القارة الأوروبية.
قد انطلقت حركة الاحتجاجات في عام 2011 كمحاولة أخيرة للشعب السوري لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق أمانيه في حياة كريمة. كان الشباب والشابات يرفعون لافتات الحرية والكرامة، يتظاهرون سلمياً من أجل غدٍ أفضل. ومع ذلك، كانت مطالبهم تلقى صدى أعمى وقلبًا جامدًا من قِبَل النظام السوري.
أما هذا النظام فقد لجأ إلى تكتيك القمع والقوة المفرطة لكبح حركة الاحتجاجات. تحولت الشوارع إلى حقول معركة والميادين إلى مقابر. انهارت البيوت واستباحت الحياة، ومعها انهارت الآمال والأحلام.
أكثر ما ميّز هذه الفترة المظلمة هو الدعم الذي تلقاه نظام البعث السوري من أطراف دولية مختلفة. امتداداً للنفوذ الشيوعي السوفياتي السابق، تلقى النظام دعمًا قويًا من روسيا الاتحادية وإيران الشيعية، إذ أصبحا شريكين له في قمع شعبه وقتل آماله.
ولكن اللافت هو الدور الذي لعبته الصين في هذا السياق. حيث أسهمت الصين بتقديم الدعم المالي والاقتصادي لنظام البعث، معبرة عن تحالفها الاستراتيجي مع القوى الشيوعية والأيديولوجية.
على مدى سنوات التمرد والحراك، ارتفعت أعداد القتلى والجرحى بشكل مأساوي. حيث تجاوز عدد القتلى المليون شهيد، وأصيب الملايين بجروح جسيمة، وتم تشريد أكثر من عشرة ملايين شخص، مشتتين بين أوطان اللجوء والمخيمات.
هذه الأرقام المحزنة ليست مجرد إحصائيات باردة، بل هي حياة بشرية تمزقت واجتاحتها أمواج الألم والفقدان. أصوات الأطفال الباكية وصرخات الأمهات المكسورة تعكس مأساتهم ومعاناتهم.
إن قصة السوريين ليست مجرد قصة بلاد، بل هي قصة شعب، شهد بكاءهم الليل والنهار، وما زالوا يحملون بقوة رغم الجراح العميقة التي خلّفها النظام القمعي.
للأسف، أعيدت في سوريا الأيديولوجيا الشيوعية القديمة إلى الحياة من جديد من خلال دعم دولٍ كانت تسعى إلى نشر سلوكياتها الاستبدادية واستعماريتها. وبينما يبقى الشعب السوري يصارع من أجل البقاء وتحقيق آماله المأجورة، يجب على العالم أن يواجه هذا الواقع بكل حزم وصدق. فالأرواح التي اندثرت تحت ظلم البعث تستحق أن تتذكر، وأن يندى لها الجبين في مواجهة كل أشكال القهر والظلم.
أيام القهر والنفوذ الإيراني والروسي والصيني
عصورٌ من القهر والنفوذ، حيث تجاوزت الدماء والأوجاع الحدود، وحيث امتدّت أيديولوجية الشيوعية بلا رحمة. هذه قصة سوريا في أعوام الظلام والاستبداد، حيث امتزجت آلام القتلى والمهجّرين مع دعمٍ روسي وإيراني وصيني للنظام البعثي، كمحاولة لإحياء أفكار الشيوعية وإرساء نفوذٍ جديد.
قهر الشعب السوري وأيديولوجية البعث
في تلك الأيام الدامية، ارتفع عدّ القتلى السوريين بشكل مأساوي. زخم القمع والإبادة لم يترك مجالًا للرحمة، حيث اندلعت ثورة شعبية طالما توقّع الكثيرون أنها ستكون بوابة للحرية. لكن النظام البعثي، المعروف بتوجيهه الصارم وتمسّكه بأفكار الشيوعية، لم يكن مستعدًا للتراجع.
الدعم الروسي والإيراني والصيني
بينما كان العالم يشهد تغييراتٍ وتحولاتٍ، استمرّ النظام السوري في البقاء بفضل دعم روسي متزايد. كان هذا الدعم يعزز الأيديولوجية الشيوعية المنهجية التي تحكم سوريا، وكأنه استمرار لنفوذ الاتحاد السوفياتي السابق. إضافةً إلى ذلك، كان الدعم الإيراني يعزّز دور النظام ويجعله أداةً لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة. وكما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، فإن التدخل الصيني أشعل مزيدًا من الجدل، حيث ظهرت آفاقٌ جديدة لاستمرار أفكار الشيوعية.
الأرقام المحزنة: مهجرون وقتلى
أرقامٌ صادمة تروي قصة الفظائع التي شهدتها سوريا. أكثر من مليون سوري تم تهجيرهم قسريًّا، معاناةً تركت أثرًا عميقًا في حياة هؤلاء النازحين. ومع كل خطوةٍ للأمام، يتسع الفجوة بين الأمل والواقع، مع تزايد أعداد القتلى الذين بلغوا مئات الآلاف. هذه الأرقام تتحدث عن مأساة إنسانية نادرًا ما يشهدها التاريخ.
الختام
عندما تتجاوز السياسة والأيديولوجيا حدود الإنسانية، يكون الثمن باهظًا. قصة سوريا تحت سيطرة البعث والدعم الشيوعي تجسّد معاناة الشعب والتضحيات التي بذلها من أجل الحرية. رغم مرور الزمن، تبقى هذه القصة تذكيرًا قويًّا بأنّ التاريخ لا ينسى، وأنه يجب أن نستخلص الدروس من مأساتنا لنبني مستقبلًا أفضل