بعد 12 عاما: تحولات مهمة تشهدها الثورة السورية هل تشير حقاً إلى نهاية نظام الأسد؟

تحركات عسكرية غامضة في سوريا والعراق

تعجّ الأيام الأخيرة بتقارير عن تحركات عسكرية ضخمة في مناطق العراق وسوريا، ولكن يجب علينا أن نمتنع عن الإسراع في التقديم على الاستنتاجات. لا تزال هناك حاجة لمصادر رسمية تؤكد هذه المعلومات. دعونا نبقى هادئين ومتيقنين من الأخبار قبل اتخاذ أي موقف. كما أن الأخبار الجمعة تتوقع مظاهرات متنامية ضد نظام الأسد في سوريا. هذه التحركات تأتي بعد تصاعد توجهات الدعم العربي المعتدل بعد فشل مبادرة عربية سابقة. تبدو هذه التطورات واعدة، ولكن ينبغي لنا أن نبقى متحفظين ومتابعين للتطورات.

مظاهرات جديدة ضد الأسد ترسم لوحة مختلفة

تنتشر هذه الأيام مظاهرات عارمة ضد نظام الأسد في مناطق جديدة في سوريا. هذه المظاهرات تأتي في وقت شهدت فيه الأمور تحولًا عربيًا معتدلًا بعد فشل المبادرة العربية ورفضها بشكل كامل من قبل بشار الأسد في مقابلته التلفزيونية الأخيرة. ما هي تداعيات هذه المظاهرات على المشهد السوري والإقليمي؟

قد تكون تلك الأخبار الجديدة مبشرة، ورغم أن هناك مصادر عراقية أيضا تؤكد صحة هذه الأخبار، إلا أنه يجب أن نكون حذرين من الشائعات والأخبار المضللة. يعود تاريخ النظام البعثي السوري في تضخيم وتفجير تلك الأحداث لتحقيق أهدافه بادعاء النصر بعد أن تنتهي حدة الأحداث. في الوقت نفسه، تبذل اللوبيات الشيوعية في العالم جهداً لتهدئة التوترات، مما يجعل من الصعب التأكد مما ستؤول إليه الأحداث بوضوح.

ولكن بمراقبة النمط التطوري لأزمة نظام الأسد، ينكشف لنا أنه في كل مرة تتصاعد فيها الأزمة، تصبح الفرصة لإسقاطه أكبر. وعلى الرغم من جهود اللوبيات الشيوعية في تأجيل ذلك، إلا أن نظام الأسد لا يمكن أن يستمر إلى الأبد.

أما المرة الحالية من تصعيد الأزمة، فتتميز بما يلي:

  1. سقوط دعم أو تأييد الأسد نهائياً من بعض دول الاعتدال مثل الامارات وعُمان وما شابه.
  2. تحرك حقيقي وغير مسبوق طال انتظاره طويلا ضد نظام الأسد من الحاضنة الطائفية الخاصة به في الساحل والسويداء.
  3. تزامن مع اتفاق أمريكي إيراني تم تسريبه يقضي بانسحاب المليشيات الإيرانية من العراق وسوريا وإلا فهناك ضربة عسكرية على إيران (يحتاج هذا الخبر لا يزال لمزيد من التحقق).
  4. رغبة أمريكية (نرجو أن تكون حقيقية) بالانتقام من روسيا بسبب جمود الحرب الأوكرانية والانقلابات الشيوعية الجديدة في إفريقيا.
  5. وصول ملف مفاوضات المفاعل النووي الإيراني إلى طريق مسدود تماما مما يهددها بضربة عسكرية أمريكية نهائية.
  6. فشل المصالحة الإيرانية السعودية برعاية الصين في الأشهر الأخيرة، مما يساعد على تأييد السعودية لمثل هذه التحركات.
  7. نجاح الخطة السعودية في إجبار إدارة بايدن الديمقراطية على احترام إرادة السعودية بعد صفقاتها مع الصين وبريكس وما شابه.
  8. انقلاب الموقف الأردني تماما ضد نظام الأسد ومطالبته بإنشاء مناطق عازلة لمنع تهريب المخدرات ولإعادة بعض اللاجئين.
  9. وصول نتائج قانون قيصر الاقتصادية القاسية على حاضنة النظام الى نتائج غير مسبوقة في أزمة معيشية خانقة وفشل النظام البعثي في احتواء الأزمة حيث قام برفع الدعم وتحرير أسعار السلع الأساسية قبل أيام.
  10. وصول ملفات دولية قانونية ضد الأسد على صعيد جرائم الإبادة وتعذيب المعتقلين واستخدام الكيماوي الى مستويات كافية للمساعدة في التحرك الدولي والعسكري ضده.

وعلى الرغم من هذه التطورات، يجب أن نتذكر أن الأمور قد تأخذ منحنيات غير متوقعة. الأوضاع السياسية معقدة ومتغيرة باستمرار، وقد تنشأ تحديات جديدة لا يمكن التنبؤ بها. يبقى الأمل موجوداً، ولكن الحذر واجب.

باختصار، نشهد تحولات هامة في سوريا، والأمور تتطور بوتيرة سريعة. من المهم أن نتعامل مع هذه المعلومات بحذر ونضع الواقع والتحليل المستند إليه في الاعتبار. يبدو بالفعل أن هناك فرصة للتغيير، ولكنها تأتي مع تحديات كبيرة، لا يسعنا حالياً سوى مراقبة الأحداث والتأمل في تداعياتها على المدى القريب والبعيد.

تبقى الوضعية السورية مليئة بالتساؤلات والتحديات. قد تكون هذه هي الفرصة التي ينتظرها الشعب السوري للتحرر من نظام البعث الأسدي القمعي. ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع المعلومات بحذر، وأن نبقى على دراية بالتطورات والتغيرات المستمرة. إن المستقبل مجهول، ولكن الأمل والتحليل الدقيق سيكونان دليلنا خلال هذه الفترة الحرجة.

والله أعلم

الخلاصة:

على وقع التطورات السياسية والإقليمية، تشهد سوريا تحولات مفصلية قد تكون مؤشرات لتغيير جذري في الوضع السياسي والاقتصادي، وربما تشير إلى نهاية نظام الأسد القمعي. يتجلى ذلك في عدة نقاط تميز الأزمة الحالية عما سبقها من أزمات كانت توشك على إسقاطه:

1. تحركات عسكرية غامضة: ظهور تقارير حول تحركات عسكرية كبيرة للقوات الأمريكية في مناطق سورية والعراق تثير الاستفهامات حول الأهداف والنوايا وراء هذه الحركات. وعلى الرغم من عدم وجود مصادر رسمية تؤكد هذه الأخبار، إلا أنها تشير إلى تقلبات محتملة في الساحة الإقليمية.

2. مظاهرات ضد الأسد: اندلعت مظاهرات واسعة ضد نظام الأسد في مناطق متفرقة من سوريا. تعكس هذه المظاهرات توجهات شعبية متزايدة نحو التحرر من نظام القمع والانتهاكات الحقوقية. هذه التحركات تأتي في سياق تصاعد الضغوط الدولية على النظام السوري.

3. تداعيات دولية: تأتي التحولات في سوريا في إطار تحولات إقليمية ودولية معقدة. تسربت اتفاقيات بين الولايات المتحدة وإيران تنص على انسحاب المليشيات الإيرانية من سوريا والعراق. هذه الاتفاقيات قد تفجر تحولات جذرية في توازن القوى في المنطقة.

4. انكشاف جرائم النظام: تستمر التحقيقات الدولية في الكشف عن جرائم نظام الأسد ضد الإنسانية واستخدامه للأسلحة الكيميائية. هذه التحقيقات قد تؤدي إلى عزلة دولية للنظام ومحاسبته على جرائمه.

5. تداعيات اقتصادية واجتماعية: تأثيرات قانون قيصر الاقتصادي بدأت تظهر بوضوح في الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يمر بها الشعب السوري. ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتردي الأوضاع المعيشية يشكلان تحديات كبيرة تهدد استقرار النظام.

6. المواجهة مع القوى العالمية: تعيش سوريا حالة من الصراع البارد بين القوى العالمية بين روسيا والصين وأمريكا، مما يؤثر على توازن القوى في المنطقة. تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا تعزز من عنف الأزمة السورية.

7. مطالب الشعب السوري: يجسد التحرك الشعبي الحالي إرادة الشعب السوري في تغيير الوضع الراهن. بينما يطالب بعض الشعب بالتغيير الجذري، يرى آخرون ضرورة تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.

Scroll to Top