لقد أحدثت الثورة السورية انقلابا كبيرا في المفاهيم , وفي الحياة السورية وبثت في نفوسنا حياة جديدة , وسرت في نفوسنا روح جديدة , وبعثت فينا روح الأمل والخلاص , وبدأت تسري في دمائنا أنغام الحرية , فكان من فضائل الثورة ما يأتي :لقد أعادت إلى المجتمع السوري منظومة القيم والأخلاق الفاضلة كالتعاون والصدق والأمانة وتقديم العون للفقير والتكاتف والتعاون والتعاضد واحترام الكبير .
-
عودة اللحمة وردم الهوة مابين الريف والمدينة , والتي حفر ما بينها النظام خنادق الكراهية والحسد والحقد , وادعاء استئثار المدينة بالمكاسب والوظائف , ليغطي على زمرته التي يمنحها أكثر وأكبر الوظائف على حساب الفئات الاجتماعية الأخرى .
-
تلاحم الفقراء والأغنياء من أبناء سورية الحبيبة , ومد يد العون للمحتاج , ودعم الثورة في كافة المجالات في المدن الثائرة حتى غدت ربطة الخبز تطوف خمسة بيوت وتعود إلى البيت الأول إيثارا للجيران ,وراح أهل الريف يرسلون السيارات المحملة بالخبز والخضار والفواكه والطحين والبطانيات إلى المدن , كما صاروا يشاركون ومازالوا في مظاهرات المدن تضامن عجيب لا مثيل له, تثبته شواهد كثيرة يعرفها كل سوري حر, ولم يتخلف عن ذلك التضامن إلا بعض تجار حلب الذين ساهموا وبالعكس في دعم الشبيحة والقتلة لتدوم لهم مصالحهم , نسأل الله أن يهديهم ويردهم إلى أهليهم ,
-
شاء الله أن يجمع القلوب وتمتزج الأرواح فلا تنتهي الثورة إلا والجميع على قلب رجل واحد لبناء سورية المستقبل إن شاء الله .
-
الإحساس بقيمة الوطن وضرورة الدفاع عنه وإلزامية العودة به إلى الديمقراطية قبل مجيء الطائفيين وحزب البعث إلى السلطة عام 1963 .
-
نبذ الطائفية التي يمارسها النظام منذ مجيء حافظ المقبور عام 1970 :
حيث ظل هذا المأفون الحاقد وابنه بشار من بعده يمارسون الطائفية على كافة شرائح المجتمع السوري ويعاقبون من ينتقد تصرفهم الطائفي , فيزج بهم في السجون
فيعذبون ويعدمون لأنهم يعيبون على أركان النظام ممارسة الطائفية , حرام على الوطنيين أن ينتقدوا الطائفية , ولكن حلال على السلطة أن تمارس ما تشاء من التفرقة بين أبناء الشعب الواحد في كافة مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية منها والدوائر والمخابرات والمناصب العليا في الدولة .
– لقد أسقطت الثورة شعار الطائفية الذي ألح عليه النظام منذ بداية الثورة ليستجر الثوار إلى حمل السلاح ليبرر قتل المتظاهرين إلى جانب إجرامه الذي فاق كل إجرام .
-
سقوط شعارات إنصاف الفلاحين وحقوق العمال ؛ بسبب الظلم الكبير الذي وقع عليها والبطالة التي عمت هذه الفئات , ومارس النظام أبشع أنواع الابتزاز لهذين الفريقين , لقد غدا الريف بفضل هذه الثورة العظيمة من أبرز العناصر الفاعلة في الوقوف في وجه النظام الفاسد .
-
رجوع كثير من أبناء الوطن إلى أصالتهم وعروبتهم وإسلامهم وقيمهم الرفيعة, إنه عود أكيد للدين الحميد , واستنجادهم بالله لينصرهم على الظالم تشق عنان السماء .
-
لقد أعادت لنا الثورة الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات , لقد أزالت الثورة الأدران التي علقت بسبب هذا النظام الفاسد .
-
لقد كسرت هذه الثورة حاجز الخوف للشعب السوري , وأيقظت المعارضة من غفوتها
وبعثت فيها روح الأمل بالانتصار, والعودة للوطن – إن شاء الله – بعد فراق طويل .
-
إن فضائل الثورة عظيمة فهيَّا نحافظ على هذه المكتسبات , ولنمض بثورتنا إلى الأمام
-
فلا رجوع إلى الطائفية المقيتة بعد اليوم .
-
ولا رجوع إلى الفساد الإداري والخلقي .
-
ولا رجوع إلى الظلم والقهر والتسلط .
-
ولا رجوع إلى الإقصاء والتهميش .
-
لا رجوع لا رجوع إلى الوراء لا رجوع إلى الوراء لا وألف لا مهما عظمت التضحيات ,إن الرجوع كارثي يعني مجيء حافظ الثاني والثالث .
وإلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان
( وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون )
نصر حمدون