لمن لا يعرف… كامب ديفيد كانت في مصلحة العرب وليس في مصلحة اسرائيل. فقد صورها الإعلام وروج على أنها خيانة… لكن إسرائيل لم تكن تريد كامب ديفيد ولا عملية السلام. وهي لا تزال تحاربها وترفضها حتى الآن. إسرائيل لها أجنده توسعية في أراضي الدول العربية لإقامة متطلبات عقائدها بـ “إسرائيل الكبرى” من الفرات الى النيل… وتوسعها لا يحصل إلا بالحروب.
وبوجود نظام يساري في الجهة المقابلة لها، يهيّء لها الجو المناسب للانتصار كما فعل من قبل الاشتراكيان “جمال عبدالناصر” و”حافظ الاسد”، ولذلك كان الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات رحمه الله، ذو نظره ثاقبة وبعيدة، ففهم مخطط الصهاينة وعرف كيف يتعامل معه في وقته بحسب خبرته ومعرفته بعبد الناصر، فأجبر إسرائيل على توقيع معاهدة كامب ديفيد، وبما أن “اليسارالعربي” فكرا وعملا يدور في الفلك الماركسي العالمي والذي يعمل بتوجيه من الصهيونية العالمية، فكان لا بد له أن يقف في وجه العملية السلمية وكامب ديفيد ويروج ضدها، لأنها تقف ضد أحلام الصهيونية بالتوسع، فعملية السلام هي الدواء لمخططات إسرائيل والقضاء عليها.
ولهذا السبب كان نبيل العربي اليساري الناصري ضد عملية السلام ورافضا لها قديما… وهكذا نفهم لماذا يقف اليساريين ولا يهمني مسماهم من (قومية عربية أو بعث أو اشتراكية…) فهم جميعا يخرجون من نفس الجحر الماركسي الصهيوني، ولن يخرجوا عن توجيهات الحركة اليسارية الدولية التي وجدت لتحقيق المعتقدات التوراتيه لإسرائيل، ولهذا وجدنا نبيل العربي قد رفض عملية السلام التي تقوض مخططات اسرائيل, ونراه الآن يقف مع بشار الأسد البعثي الاشتراكي، الذي ينفذ مخططات إسرائيل، ويعطيه الفرصة تلو الأخرى للقضاء على الثورة السورية، ويساعده على البقاء في خدمة الصهيونية… وهكذا نرى كيف يقوم اليساريون العرب بخدمة المخططات الصهيونية ويسعون الى تنفيذها بالضحك على البسطاء والمغيبين من أمتنا بشعارات قومية يسارية دجلية ذات مضمون ثوري يلهب عواطف الناس لا يفهم مضمونها الا هم، ولا تخدم الا اسرائيل.