لماذا المصالحة مع السعودية مهمة؟

الفساد والإصلاح

أصبحت السعودية هي أهم دولة في العالم العربي في الوقت الحالي، خاصة بغياب الأقاليم العربية الكبرى والمؤثرة تقليديًا عن المسرح، وهي العراق والشام ومصر. ولكن غالبية النقد للسعودية يظل حول الفساد، وعلى الرغم من ذلك، فهناك عملية إصلاح كبيرة تجري في السعودية، كما أن من المعروف أن خطر سيطرة إيران على الجزيرة العربية في حال سقطت السعودية هو فساد أشد بألف مرة. لذلك ينبغي أن يوجد إنكار على الفساد، ولكن من دون أن يؤدي إنكار المنكر إلى منكر أكبر منه، والفساد بشكل عام لا يمكن أن يتوقف في أي عصر من العصور، حيث دوما لابد من تواجد المنافقين والمفسدين في الأرض.

إن العالم اليوم مع السعودية بين طريقتين:

1 – اِما ان ندعم التطور والحداثة والتقدم فكريًا وتشريعيًا وعمليًا، لأنه الطريق نحو الاندماج الكامل مع العالم المعاصر والوصول إلى مصاف الدول العظمى.

2 – أو ترك السعودية الى مصيرها الدموي المحتوم بأيدي القوى الإرهابية والأحزاب الشيوعية والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، والميليشيات العابرة للحدود والعصابات المرتبطة بها حول العالم، والتي لو سيطرت على الجزيرة العربية فستكون اكبر ضربة سياسية وعسكرية واقتصادية للعالم بأسره.

تطور الاقتصاد

تطور الاقصاد السعودي مراحل كبيرة متواصلة في العقدين الأخيرين، فقد انتقل من اقتصاد معتمد على النفط إلى اقتصاد صناعي متقدم، كما تحسنت الزراعة بشكل كبير في السعودية نتيجة التطور التنكولوجي وتوفر رأس المال، وكذلك بسبب التغيير المناخي الذي جعل نسبة الهطول المطري تزداد كثيرًا في السنوات الأخيرة في السعودية، وكأنه وقت تحقق الحديث النبوي الشريف الذي أخبر بعودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا. لقد كانت السعودية قبل هذه التطورات الأخيرة هي أفضل دولة في العقيدة الإسلامية الصحيحة، إلا أنه كان ينقصها الاعتدال والعلوم الدنيوية والتكنولوجيا، ونلاحظ أنها خطت اليوم خطوات حثيثة في طريق الاعتدال ونبذ التشدد، كما أنها قد أرسلت عشرات آلاف المبتعثين من الطلاب للدراسة دوليا في أفضل جامعات العالم، وقد مضى على خطة الابتعاث فترات طويلة بحيث أصبح خريجوها يمسكون بزمام الكثير من الأعمال والإدارات الكبيرة في الدولة والمؤسسات.

أهمية الموقع الجغرافي في هذا الوقت

ما نتمناه من نهضة الدولة السعودية هي كل الخير لها وللشعب السعودي، فهي أول دولة عربية كبرى تقوم في هذا الموقع الجغرافي منذ عصر الخلافة الراشدة، إذ بقيت مراكز الخلافة الإسلامية تنتقل بين دمشق وبغداد والقاهرة واسطنبول. وحاليا يصعب تخيل عودة نهوض العالم العربي والإسلامي عبر هذه الدول التقليدية كما كان يحدث سابقًا في التاريخ، وذلك لأن الاستعمار والتآمر الصهيوني والشيوعي العالمي قد عمل على تعطيل تطور هذه الدول والشعوب بشكل هائل، وذلك لمنع قيام أي قائمة للمسلمين من جديد، وربما أنهم لم يتوقعوا أن تتمكن الجزيرة العربية التي هي مجرد صحراء في تخيلهم من إعادة النهوض للأمة العربية والإسلامية، فقد فاجأتهم قدرة الدولة السعودية على استكمال معظم شروط النهضة من كافة نواحيها، فهي تجمع بين عقيدة صحيحة وعلوم متقدمة واقتصاد قوي مزدهر واستقرار سياسي وأمني، ونتمنى أن تكون المصالحة العربية بين قطر والسعودية بداية حقبة عربية جديدة، وذلك بعد أكثر من قرن على الانتكاسات والصراعات.

زاهر طلب
9/1/2021

للاستزادة وللتأكد من حقيقة التطور الصناعي والزراعي في السعودية:

السعودية تمضي في تطوير القطاع الزراعي لتحقيق الاستدامة | الشرق الأوسط (aawsat.com)

بالأرقام.. ماذا يعني فصل وزارة مستقلة للصناعة السعودية؟ (alarabiya.net)

اقتصاد السعودية – ويكيبيديا (wikipedia.org)

رؤية السعودية 2030 – ويكيبيديا (wikipedia.org)

Scroll to Top