لم أختر هذا العنوان كما يتبادر للذهن لأتهم الجيش الحر بمكروه، بل لأجلب الانتباه إلى قضية مهمة جدا بخصوص هذا الجيش العظيم، فهذه الثورة بدأت سلمية ولا يمكن في هذا النسيج المجتمعي المتنوع الأطياف إلا أن تظل وتستمر الثورة سلمية، ما كان نريده هو وقوف الجيش السوري إلى جانب ثورة الشعب، لكنه لم يفعل لأنه جيش الأسد المبني بطريقة طائفية، إن ثورة الشعب سلمية ولا تحمل حتى سكين وهكذا سوف تظل حتى سقوط النظام، ما نتحاج إليه هو حماية المدنيين وتطبيق الحظر الجوي والمنطقة العازلة ودخول منظمات الإغاثة، كي نضمن استمرار سلمية الثورة وعدم تحولها إلى ثورة مسلحة قد تجر إلى حرب أهلية.
روسيا تتحجج بعمليات الجيش المنسق كي تدعي وجود حرب أهلية، ولهذا أمريكا قالت إن الأعمال العسكرية لا تخدم الثورة السورية، ولكن هذا الجيش الحر الشجاع هو ليس جزءا من المعارضة وليس تابعا للثورة، هو تكوّن لوحده إبرارا لقسمه بحماية الشعب، هو كوادر شريفة من الجيش السوري رفضوا قتل الناس وقمعهم، ولا يجب أن تحسب عملياته العسكرية على أنها جزء من الثورة.
وقد أحسن الجيش الحر بإصدار بيان صادر عن المجلس العسكري السوري المؤقت حول التضخيم الإعلامي لعملية مهاجمة فرع المخابرات الجويه وتدميره، حيث بعض ما جاء فيه أنه تم استهداف فرع مخابرات الجوية في حرستا لأنه قام بعمليات تصفية لمنشقين شرفاء وللمتظاهرين المدنيين، وأنه يشارك في ذلك خبراء إيرانيون، وأن هذا تدخل سافر من دولة إيران، وأهم ما جاء فيه لأنهم عسكريون فإن مهمتهم هي الدفاع عن الشعب السوري وحمايته من عصابة بشار الأسد المجرمة والعمل على إسقاط هذه العصابة.