بعد ما حلّ في أرض مصر العزيزة على قلوبنا من فتن ومحن بسبب الصراع بين فئتين كبيرتين من المسلمين على السلطة، وبعد فض اعتصامات ميداني رابعة والنهضة بالقوة وما أسفر عنه من اصابات وقتلى بين الطرفين، ولا يزال الجرح ينزف.
قلت:
هي كلمة نصح لإخواني في الدين دفعني إليها عدة أمور، كان على رأسها تحالفهم مع الرافضة (إيران وحزب الله)، وتحالفهم مع اليسار ضد الأردن والسعودية ومصر. فماذا أبقيتم بهذا التحالف من فقه للموازنات؟ فحتى لو قلتم بأنكم تؤمنون به، فقد نقضتموه فعليا على أرض الواقع بتحالفكم مع الرافضة واليسار ضد الدول السنية.
فها هو الواقع أمامكم إن لم تريدوا النظر في عقائد من تحالفتم معه ولا النظر في عقائد الدول السنية المعتدلة، فبالله عليكم منْ مِنَ الفريقين يحفظ لكم الضرورات الخمس؟ نعم الضرورات الخمس التي هي أساس الحياة وقوامها، بحيث إذا ذهبت واحدة منها فان الحياة لا تستقيم لكم على حال.
أترك لكم التفكير، فما أنتم إلا اخواننا في الدين لا نفرط بكم ولا نرضى لكم التحالف مع غيرنا نحن، وخاصة مع حزب الشيطان ومحور الشر الأكبر والأخطر علينا وعليكم وعلى الإنسانية كلها فضلا عن عموم المسلمين.
ونتمنى بل ننتظر بشوق منكم البدء بمراجعات سريعة لمواقفكم معهم ضد دولنا السنية قبل فوات الأوان، فإن لم تفعلوا فاعلموا إنما ستُلحِقون الضرر بكم وبشبابكم وبناتكم وأموالكم وأوطانكم وأموالكم، أنتم قبل غيركم من المسلمين، وقبل الأنظمة التي تستهدفون أو التي لا ترضون. ولكم في تحالفكم القديم مع عبدالناصر الاشتراكي في عام 1952، وتحالفكم مع سوريا وإيران حديثاً لـ (عبرة)، فها هم يقتلونكم باعتباركم من أهل السنة حديثا في كل من سوريا وإيران وفي العراق وفي اليمن ولبنان، كما فعل بكم عبدالناصر قديما حين خدعكم ونقض عهده معكم بعدم تطبيق الشريعة، والذي على أساسه تحالفتم معه ضد الملكية في مصر، ورمى بشبابكم وبعض نسائكم في السجون، بل ضرب كلمة الإسلام كلها في مصر.
بل ها هم يرقصون هذه الايام طربا على فقدان حكمكم في مصر ويتشفون بكم وبإسلامنا، في حين لا زال البعض منهم يلتفون حولكم كي يحولوا بينكم وبين البدء بالمراجعات التي بها ستعودون لفكر الإمام حسن البنا رحمه الله، والرامي لإصلاح النفوس وبناء الاخلاق وبناء الأوطان لتحقيق التغيير المنشود بعيدًا عن أسلوب الصراع مع الأنظمة، هذا الصراع الدخيل على منهج الإسلام وما تربى عليه الجيل الأول من شباب الإخوان من جهة، والموافق للمناهج الثورية الماركسية والخمينية من جهة ثانية.
فليت شعري، كيف بنا أن نسكت والحال كما ترون لا يسرّ الصديق، والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوننا الى التناصح وأن يستمع بعضنا لبعض وأن نتحاور ونتشاور في الأمر، فكلنا معنيٌّ بالإسلام وسلامة المسلمين وأوطانهم، فهي والله أمانة في أعناقنا جميعا باعتبارنا من المسلمين قبل أن نختلف أو نفترق أحزابا.
وأخيرا:
فهل من الحكمة أن نعود مرة أخرى للترحم على بقية الدول السنية كما ترحمنا على النظام الملكي المصري السابق؟!!! أو أن نقول عنكم بسبب إصرار فئةٍ منكم ممن تأثروا بالثورية: (إخواننا بغوا علينا)؟!!! (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) الحديث.
هذا والحمد لله رب العالمين.
عدنان الصوص
27/8/2013