التظلّم المشروع والتظلم الدرامي

التّظلّم المشروع: هو خطاب (المظلوم حقيقة) لاسترجاع حقه، أو لإنصافه.
والتظلم غير المشروع أو (الدرامي): هو ادّعاء أحدهم مظلمة ليبتزّ بها أو يسرق بها أموال الناس كما هو حال اليهود الصهاينة في ادعائهم الهولوكوست، وادعاء الرافضة مقتل الحسين عليه السلام، رغم أنهم هم من قتله، ورموا دمه بأهل السنّة، وتباكوا عليه وجعلوا من يوم عاشوراء (لطمية) لزرع الاحقاد ضد أهل السنّة.
التظلّم غير المشروع في الوقت المعاصر، استخدم جيدا من قِبل دعاة الاسلام السياسي الثوري (الاسلاموية)، واليسار بعمومه كذلك. فالإسلامويون وسّعوا مفهوم البلاء الكوني الذي يصيب المؤمن إلى تحدي الواقع بغير حقّ لاستدارج البلاء قصداً وإيقاعه على منتسبيهم أو جماعتهم الأم، ليتخذوها (لطمية) يُطبّلون ويزمرون ليل نهار بها، محتجين بقوله تعالى: (إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ).
أمّا الضحيّة من المسلمين، فيواسي نفسه ويتناسى آلامه وجراحه باعتقاده المغلوط أن هذا البلاء ما هو إلا ثمن بخس يتقرب الى الله به لأجل السبيل الأمثل للحياة الاسلامية وطريق المؤمنين الصادقين، وليس سبيل الإيمان الضعيف المرجئ.
وبهذا تنقاد الجماهير الى حتفها، حين يتَحَدّوْن – وهم جماعة ضعيفة – أنظمة راسخة في القوة والعمل الاستخباراتي، فُيقتل من يُقتل، ويُسجن من يُسجن، ويهرب منهم من يهرب.
وبعض هؤلاء يفيق في الطريق ويدرك الفخّ الذي وقع به، فيخرج عن صمته ويعلن البراءة من الحزب أو الجماعة، ليقع مرة أخرى في بلاء لا يقل عن الأول ظلما، وهو بلاء يمسّ عِرضه وشرفه ودينه، فيُتّهم من قبل إخوانه في الحزب أو الجماعة أبشع الاتهامات ليحافظوا بذلك الإفك على منتسبيهم.
إن التظلّم غير المشروع هو جريمة نكراء، وأخطره ما ارتكب باسم الله، وهو لدى كل من اليهود الصهاينة والرافضة والإسلاموية الثورية.
هذا والله أعلم.
عدنان الصوص
٢٧/٩/٢٠٢٠
التظلّم المشروع والتظلم الدرامي
تمرير للأعلى