أضرار عملية السلام على توسع إسرائيل ولماذا ترفضها؟

إن سبب رفض إسرائيل للمضي في عملية هو بسبب مضارها الكثيرة عليها، فليس دقيقًا ما يقوله الكثيرون أنها تسعى للسيطة على العرب اقتصاديًا، فهذا غير دقيق وإلا فلماذا في كل مرة تتهرب منها إسرائيل؟ فأضرار عملية السلام على الدولة اليهودية تتجلى بشكل رئيس بأنها ستقضي عليها بما يشابه الوصفة الطبية أو تضعفها إلى حد كبير، فإسرائيل بالأصل دولة شاذة، قامت على أسس من الدعم والتعاطف الغربي معها ضد العرب بتصويرهم على أنهم إرهابيين معتدين وأنها داعية سلام! وفي حالة تغيير هذه الصورة ليصبح العرب هم دعاة السلام، فإن الدعم الغربي لإسرائيل يصبح غير مضمون الاستمرار، بل سوف يبدأ العرب بالحصول على الدعم والتعاطف الأكبر إلى جانبهم.

كما أن من الأسباب أن عقيدتهم في التوراة مبنية على الحروب والقتل والاحتلال، فمن الملاحظ أنهم يتوسعون غالبًا عند شن الحروب عليهم، بينما عمليات السلام من شأنها أن تضيق عليهم قدرتهم في التوسع وتحصرهم في أماكن توجدهم، بل كذلك فإن السلام يرتب عليهم أن يدفعوا استحقاقات عملية السلام، وهي إرجاع الأرض المحتلة بقرار 242، ووالسماح بعودة اللاجئين، والفعل فإن هذا بحد ذاته يخالف عقديتهم الدينية في التوارة، ولهذا السبب قُتل رابين، فاستمرار مخالفة العقيدة من شأنه من أن يزعزع إيمان الشعب اليهودي بها، وهذا خطر كبير عليهم.

فإذا عرفنا لماذا إسرائيل تهربت من عملية السلام؟ من خلال معرفة خطر عملية السلام على إسرائيل، هذا يفتح لنا باب الأمل من جديد بعد اليأس والإحباط، فنصبح قادرين على استيعاب هدف هذه العملية، واستيعاب الداعين الى عملية السلام، ونفهم لماذا مثلًا مصر والأردن والسعودية وهي الدول المعتدلة الوسطية قد دخلت في هذه العملية؟ ولماذا قتل بسببها الرئيس المصري السادات؟ فإن فهم مثل هذه الأمور يساعد في ردم الفجوة والفراغ الناتج عن افتضاح محور المقاومة الذي يتاجر بالقضايا والشعوب، وعلينا فقط أن نكون واثقين بأن محور عملية السلام يعملون لصالح الشعوب العربية والقضية الفلسطينية، ولكنهم يعملون بصمت، ورغم صعوبة المعركة التفاوضية التي تفوق صعوبة المعارك العسكرية، فإننا واثقين من نصر الله تعالى لأهل الحق.

أحمد راغب
زاهر طلب
25/9/2020

Scroll to Top