( ستُصالِحُكم الرُّومُ صُلحًا آمِنًا، ثم تَغْزُونَ وهم عَدُوًّا فتُنْصرونَ، وتَسلَمونَ وتَغنَمونَ، ثم تَنصَرِفونَ حتى تَنزِلوا بمَرْجٍ ذي تُلولٍ، فيَرفَعُ رَجُلٌ مِن النَّصْرانيَّةِ صَليبًا، فيقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ، فيَغضَبُ رَجُلٌ مِن المُسلِمينَ، فيقومُ إليه فيَدُقُّه، فعندَ ذلك تَغدِرُ الرُّومُ، ويَجمَعونَ للمَلحَمةِ.) الحديث.
أولا
يخبرنا الحديث النبوي الصحيح عن انشاء حلف بين المسلمين والروم لقتال عدو مشترك بيننا، ولا يتم ذلك إلا بتنحية خلافاتنا جانبا ولو مؤقتاُ.
فمن باب أولى نحن المسلمين بمختلف انظمتنا ومختلف جماعاتنا أن ننحي خلافاتنا جانيا لقتال هذا العدو المشترك بيننا وبين الروم، الا وهو العدو الشرقي الزاحف، ورأس حربته الماركسية وايران الخمينية.
لماذا لا نؤجل الصراعات بين المذاهب الفكرية والعقدية الاسلامية حينا من الدهر ويتم تشكيل حلف واحد لقتال هذا العدو المشترك بيننا وبين الروم؟
الا يدعونا هذا الى ترشيد الخلاف؟
ألم يدع شيخ الإسلام ابن تيمية المترددين من الصوفية والاشاعرة وغيرهم حينها، لصد خطر التتار الزاحف القادم من الشرق على ديار الاسلام؟ فنجح فذ ذلك نجاحا حققنا به النصر.
لماذا لا نقف نحن المسلمين من جهتنا صفاً واحدا لمقاومة المشروع التوسعي الايراني الشرقي، سواء شارك الروم معنا ام لم يشاركوا، بل نجد بعضا منا يقف في صف ايران للاسف.
ثانيا:
ومن فوائد الحديث…
غدر الروم بالمسلمين بعد الانتصار على العدو المشترك…
فغدرهم بعد المعركة بنا الذي يدل على عداوتهم لنا، لا يمنعنا من التحالف بهم ابتداء، ولا يجوز لاحد ابطال هذا الحلف بحجة غدرهم وذلك لاقرار النبي صلى الله عليه وسلم من انشاء هذا الحلف كون الحديث اشتمل على اوصاف شرعية، وهي (ستصالحون)، (صلحا آمنا)، (فتقاتلون)، (تغنمون)، (يغدورن).
ومن فوائد الحديث كذلك، ان المسلمين في تحالفهم مع الروم يدفعون عن انفسهم الخطر الشرقي الأكبر المشترك بيننا وبين الروم بالخطر الأصغر الاصفر الرومي.
هذا والله اعلم.
عدنان الصوص
٧/٥/٢٠٢٠