هل كورونا مؤامرة أم وباء حقيقي؟

عند البعض يتعدى الأمر بالقول أن هذا الوباء هو حرب بيولوجية بين الدول الكبرى إلى القول بأنه مجرد وهم محض أو أنه غير خطر ولا يحتاج إلى إجراءات للحظر، وأن الحظر هو مؤامرة لإسقاط اقتصاد الدول والعالم. وموضوع هذا المقال هو هل وباء كورونا هو وهم ومؤامرة محضة على الاقتصاد العالمي أم هو وباء حقيقي بغض النظر عن كون ظهور هذا الوباء الحقيقي قد حصل طبيعيا أم بفعل فاعل. لأن هذا الموضوع الأخير شائك للغاية وليس محلا للتناول في المقالات ويحتاج إلى لجان تحقيق دولية واستخبارية كبرى.

الأوبئة عبر التاريخ

إن التاريخ يخبرنا بالعديد جدًا من الأوبئة التي بعضها خطر جدا وبعضها خطر إلى حد كبير، حيث ظهرت العشرات من الأوبئة كل حين عبر التاريخ، مثل وباء طاعون جستنيان الإمبراطور الروماني، وطاعون عمواس المعروف في زمن الخلافة الراشدة، وصولًا إلى الطاعون الأسود الذي كان أعظم وباء عرفته البشرية في نهاية العصور الوسطى. وفي العصر الحديث استمر ظهور مختلف الأوبئة من شلل الأطفال إلى الكوليرا إلى الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 50 مليون شخص في بداية القرن العشرين، وقد ظهرت نتيجة لذلك فروع من اختصاصات الطب معنية بدراسة ومتابعة هذه الأوبئة. كما تشكلت العديد من المنظمات العالمية والدولية الكبرى المختصة بمحاربة هذه الأوبئة وتنسيق الجهود العالمية لمحاصرتها ومعالجتها وإيجاد اللقاحات الخاصة لكل منها.

وهذا بالتالي يقود إلى أن الأمر معروف عبر التاريخ وطبيعي جدًا. إضافةً إلى أن هؤلاء الأطباء والمنظمات المتخصصة هي منظمات علمية موثوقة ومعتمدة دوليا وقانونيا في كافة أنحاء العالم حسب اتفاقيات وبروتوكولات متفق عليها في الأوساط العلمية وبين كافة دول العالم. وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية. ولا يوجد أي مجال للتشكيك من حيث المبدأ بفكرة الأوبئة عموما وأن هذا الفيروس الأخيرة (كوفيد 19) هو وباء حقيقي يستحق إجراءات الحظر حسب علم الوبائيات التي يقول بها المختصون. كما أنه كان محل اتفاق من معظم دول العالم.

هل كورونا مؤامرة أم وباء حقيقي؟

الحروب البيولوجية

بعد أن انتهينا من الحديث حول أن وباء كورونا هو وباء حقيقي وليس مجرد أكذوبة وهمية، يمكن التكهن حول إذا كان في أصله فيروس مصنّع في مختبرات وتم إطلاقه في إطار حرب بيولوجية بين القوى الكبرى؟ أم أنه ظهر طبيعًا نتيجة العادات الغذائية السيئة في الصين من أكل لحوم حيوانات لاحمة وقذرة وما إلى ذلك. في هذا الصدد لا يمكن حاليًا التحقق من أي شيء، حتى أنه لا يفيد ذلك في هذا الوقت بمواجهة هذا الوباء أو الجائحة. ولكن يحسن الإشارة إلى فشل إجراءات الصين وتكتمها وتأخيرها في تقديم المعلومات والأخبار حول انتشار هذا الفيروس، وذلك بغض النظر حول ما إذا كان الفيروس طبيعي أم ناتج عن حرب بيولوجية. حيث تتحمل أول دولة يظهر فيها وباء المسؤولية عن حصره ومنعه من الانتشار والتحول إلى وباء عالمي، وهذا ما فشلت الصين فيه.

إجراءات دولة الصين

نخلص مما سبق إلى أن المشكلة الرئيسة في هذا الوباء في الوقت الحالي على الأقل، أو ما هو ثابت من المعطيات، أن دولة الصين قد تأخرت كثيرًا في الإبلاغ عنه، حتى أن بعض التقارير تؤكد أنها كانت على علم به وأنها منعت إجراءات التبليغ عنه من قبل الأطباء والممرضين بل وسجنت كل من تحدث منه، ومن ذلك قصة الطبيب المكتشف الأول لهذا الوباء والذي توفي به. كما تُتهم الصين بأنها سمحت للآلاف بالسفر من مدينة ووهان إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة وهي كانت تعلم بإصابتهم بالوباء، ويدل على ذلك أيضًا إعلانها المبكر جدًا بأنها سيطرت على المرض وأوقفت انتشاره وبدأت بتشغيل الآلة الإعلامية التي تمتدح طبيعة نظامها الديكتاتوري، بينما في الواقع كان هو سبب عرقلة إحتواء الوباء، في الوقت الذي نجحت كثير من الدول الديمقراطية في السيطرة عليه بواسطة الإلتزام مبكرًا بتعليمات حظر التجول.

زاهر طلب

18/4/2020

Scroll to Top