بعد رحيل الرئيس مبارك رسالة الى الشعب المصري الشقيق
قال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ) الآية. بعد رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة في مصر العزيزة على قلوب الملايين من العرب والمسلمين، وبعد تسارع الأحداث في الوطن العربي خاصة والعالم عامة، لا بد لنا من وقفات:
الوقفة الاولى:
لقد نجح المخططون من دهاقنة يهود عن طريق وكلائهم في إيران والمغرر بهم من بعض الشباب طيب القلب في العالم العربي والاسلامي، بل وفي العالم أجمع، في تغيير أسلوب الثورات الانقلابية بواسطة الجيوش ضد الدول المستهدفة، إلى ثورات شعبية يحميها الجيش، كما هي الحالة في مصر، فهل الجيش المصري يستطيع أن يقود هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الامة العربية في مصر إلى المصلحة بعيدا عن المفسدة؟ وإن كانت نية الجيش هي كذلك – وهي كذلك ان شاء الله – فهل يستطيع أن يقاوم رياح التغيير مما يريده يهود من سياسات خارجية على وجه الخصوص إلى ما يريده هو؟
نعم لقد نجح اليهود في تغيير الأسلوب وتكريس نجاح الثورات الشعبية ضد من لا يريدون، وكانت المسرحية في تونس ما هي إلا أسلوب مقصود لإقناع الشعوب في الدول السنية المعتدلة بأن تحذوا حذو الثورة التونسية، وبهذا تستطيع الصهيوينة وإسرائيل أن تحيّد الدول الغربية وأمريكا على وجه الخصوص في معارضة تلك الثورات الشعبية كونها سلمية شعبية ولا تحمل أية راية أيديولوجية، بل ذهبت أمريكا الى ما هو أبعد من التحييد إلى التأييد، بل إلى الضغط بأسلوبها المدروس على الرئيس مبارك للتنحي عن السلطة، وبغض النظر عن الدوافع الأمريكية، فهي خيانة كبرى لاصدقائها في المنطقة.
الوقفة الثانية:
الهدف الصهيوني القريب من إسقاط الدول السنية هو إسقاط العملية السلمية التي هي بداية النهاية لإسرائيل، فهذه الثورات وخلط الأوراق في العالم، حتى ارتفاع النفط على وجه غير مسبوق في طول مدته التي بلغت سنوات بعد سنوات، ما هي وغيرها إلا لتوفير الأسباب والظروف للقضاء على كل من يتمسك بالعملية السلمية.
الوقفة الثالثة:
ومن خلال تلك النقاط أعلاه وبعد فهمها جيدا تكون السعودية على رأس القائمة من الدول المستهدفة بعد مصر كونها صاحبة المبادرة العربية التي أحرجت ولا زالت تحرج إسرائيل، إضافة إلى استهداف الأردن والسلطة الفلسطينية.
الوقفة الرابعة:
على الشعوب في الدول السنية المعتدلة المتبقية (السعودية والأردن والسلطة وغيرها) أن تلتف حول قياداتها من جديد لتسقط المخطط الصهيوإيراني الرامي لإقامة إسرائيل الكبرى. ولا يتم لهم ذلك ما دامت تلك الدول تعادي المناهج الثورية التضليلية بشتى صورها.
الوقفة الخامسة:
على الشعب المصري الآن وبعد ذهاب الرئيس مبارك ونظامه، أن لا يستمر بلا وعي في السير خلف شعارات تصبح خادعة براقة، بل لا زالت الفرصة سانحة أمامه للعمل على إحباط بقية المخطط الصهيوني الرامي الى إلغاء العملية السلمية، وذلك من خلال الإبقاء عليها وعلى السياسة الخارجية المصرية المعتدلة البعيدة على الخطوط الثورية اليسارية أو الناصرية أو الثورية المتلبسة بالإسلام السياسي. فإنكم يا إخوتنا في مصر قد ذقتم من البلاء والمحن ما يكفي اللبيت من العودة إليها ثانية، فقد خانتكم الثورات السابقة بشعاراتها الخداعة، وعلى رأسها ثورة 23 يوليو 1952.
الوقفة السادسة:
لا زالت الأحداث تتسارع بقوة، ورياح التغيير للأسوء تزداد يوما بعد آخر، فإذا تغيرت السياسات الخارجية للدول السنية المعتدلة، الى سياسات ثورية بغض النظر عن شعاراتها ويافطاتها المزينة بالإسلام أو بالديموقراطية وحرية الرأي والتعبير، أو بالعدالة الاجتماعية كما يقولون، فإن ذلك قد يكون إيذانا بقرب خروج المسيح الدجال الذي هو من نسل يهود ويعتقد بعقائد الرافضة أو يستخدمها تقية. وبخروج ذلك الدجال تنفك الأزمة اليهودية، وتنحل المسألة اليهودية ويسيطر اليهود على العالم.