تحليل سياسي وفقه شرعي حول خطر الصراع مع الأنظمة

حتى يغيروا ما بأنفسهم

ليعلم أولئك البعض، ممن ذهبوا إلى من تصورات في طريق التغيير المنشود، ستؤدي إلى الانشغال بالحاكم، وتركيز الصراع مع النظام السياسي القائم وإسقاطه، فينتج عن ذلك ازدياد الفساد والإفساد في الناس لتوقف مسيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إعاقتها بحجة الانشغال بتغيير منكر الحكام. فمشروع الصراع مع الأنظمة الحاكمة وضرب الحاكم بالمحكوم من أهم الأساليب المستخدمة من قبل الصهيونية وذراعها الأقوى (الاشتراكية واليسارية) للسيطرة على العالم، فعن طريق الثورات الشعبية التي يقفون خلفها ويوجهونها بواسطة عملائهم الاشتراكيين على اختلاف أسمائهم، يقودون الثورة ويركبون الموجة، ويقومون بعد ذلك بتصفية المعارضة، مهما كان دينها أو عرقها.

وللتدليل على ذلك نقرأ في بروتوكولات حكماء صهيون ما يلي:

((وذلك حين يحين الوقت لتغيير كل الحكومات القائمة من أجل أوتقراطيتنا، أن تعرفنا لملكنا الاتوقراطي([1]) يمكننا أن نتحقق منه قبل إلغاء الدساتير، أعني بالضبط أن تعرف أن حكمنا سيبدأ في اللحظة ذاتها حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم (وهذا ما سيكون مدبراً على أيدينا) فيصرخون هاتفين: اخلعوهم وأعطونا حاكماً عالمياً واحداً يستطيع أن يوحدنا، ويمحق كل أسباب الخلاف، وهي الحدود والقوميات والأديان والديون ونحوها.. حاكماً يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة اللذين لا يمكن أن يوجدا في ظل رؤسائنا وملوكنا وممثلينا. ولكنكم تعلمون علماً دقيقاً وافياً أنه لكي يصرخ الجمهور بمثل هذا الرجاء، لابد أن يستمر في كل البلاد اضطراب العلاقات القائمة بين الشعوب والحكومات، فتستمر العداوات والحروب والكراهية والموت استشهاداً أيضاً))([2]) .

((إننا نخشى تحالف القوى الحاكمة مع الأمميين (غير اليهود) مع قوة الرعاع العمياء، غير أننا قد اتخذنا كل الاحتياطيات لنمنع احتمال حدوث هذا الحادث. فقد أقمنا بين القوتين سداً قوامه الرعب الذي تحسه القوتان كل من الأخرى، وهكذا تبقى قوة الشعب سنداً إلى جانبنا، سنكون وحدنا قادتها، وسنوجهها لبلوغ أغراضنا))([3]).

وتقول أيضاً:

((ولكي يكون الملك([4]) محبوباً ومعظماً من كل رعاياه ـ يجب أن يخاطبهم جهاراً مرات كثيرة. فمثل هذه الإجراءات ستجعل القوتين في انسجام، أعني قوة الشعب وقوة الملك اللتين قد فصلنا بينهما في البلاد الأممية (غير اليهودية) بإبقائنا كلا منهما في خوف دائم من الأخرى. ولقد كان لزاماً علينا أن نبقي كلتا القوتين في خوف من الأخرى، لأنهما حين انفصلتا وقعتا تحت نفوذنا))([5]).

وقبل البدء بالاستدلال على ما ذهبنا إليه من أن التغيير المنشود يكون بتغيير الأنفس أولاً([6])، علينا أن نتذكر حقيقة شرعية، أن الالتزام بالإسلام لا يصح إلا إذا كان خالصاً لله تعالى، فإيمان المصالح والمنافع، وإيمان الإكراه والقهر مخالف لقوله تعالى: )وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ([البينة:5]، ومخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) [متفق عليه].

فمن تظاهر بالإسلام طلباً لمنفعة أو دفعاً لمفسدة، أو تزلفاً لحاكم، فقد نافق ومن نافق خسر خسراناً مبيناً، ومقصود الشريعة إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان، فعلينا أن نتذكر هذه الحقيقة للأهمية الأساسية.

الأدلة على أن التغيير يكون بتغيير ما بالأنفس

الآيات القرآنية:

ورد في القرآن الكريم، العديد من الآيات الدالة على إثبات التعاضد وتركيز العمل على إصلاح الرعية والانشغال بذلك، منها:

أولاً: إذا صلحت الرعية أفرزت حاكماً صالحاً، وإذا فسدت الرعية أفرزت حاكما فاسداً: ورد هذا المفهوم الجلي في العديد من المواضع من كتاب الله تعالى منها:

1-     قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام:129].

تدل الآية على أن الله تعالى يولي بعض ظلمة المجتمع بعضاً في الحكم، فإذا علمنا أن الحاكم هو إفراز من المجتمع، وأن المجتمع يُسوّد على نفسه من يراه الأصلح لتحقيق أهدافه وغاياته، دل ذلك بكل تأكيد على أن القاعدة العامة تقول: ((إذا صلحت الرعية أفرزت حاكماً صالحاً، وإذا فسدت الرعية أفرزت حاكماً فاسداً)).

ينقل القرطبي قول ابن عباس وابن زيد في تفسير هذه الآية قائلاً:

قال ابن عباس: ((إذا رضي الله عن قوم ولى أمرهم خيارهم، وإذا سخط الله عن قوم ولى أمرهم شرارهم)).

وقال ابن زيد: ((نُسلّط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله، وهذا تهديد للظالم إن لم يمتنع من ظلمه يسلط الله عليه ظالماً آخــر، ويدخل في الآيـة جميع من يظلم نفسه أو يظلم الرعية أو التاجر يظلم الناس في تجارته أو السارق وغيرهم))([7]) انتهى.

قال ابن أبي العز الحنفي:

((فإذا أراد الرعية أن يتخلَّصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم))([8]).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله:

((وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم ويصححوا عقيدتهم ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح تحقيقا لقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:11]، وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين([9]) بقوله: ((أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم)). وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس وهو الثورة بالسلاح على الحكام. بواسطة الانقلابات العسكرية([10]) فإنها مع كونها من بدع العصر الحاضر فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس وكذلك فلا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها: )ولينصرنَّ اللهُ مَن يَنصُرهُ( [الحج:40]))([11])، انتهى.

وفي معرض حديثه عن أسباب انتقال الأمر من الخلافة إلى الملك، قال ابن تيمية: ((وقد ذكرت في غير هذا الموضع، أن مصير الأمر إلى المُلوك ونوابهم من الولاة، والقضاة والأمراء، ليس لنقص فيهم فقط، بل لنقص في الراعي والرعية جميعا، فإنه((كما تكونوا يُوَلّ عليكم))([12])، وقد قال الله تعالى: ) وكذلِكَ نولي بعضَ الظالمينَ بعضاً))([13] )،انتهى. ([الحج:40]

2-   قوله تعالى: ) إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ( [الرعد:11].

وهذه الآية أصرح في الدلالة على المراد، وهي عامة تشمل نوعي التغيير سواء من الخير إلى الشر أو العكس. ونلاحظ أن الآية تتحدث عن تغيير يحدث في القوم ـ أي الجماعة ـ وليس في شخص الحاكم دون المحكوم. وليس بالضرورة أن يحصل التغيير بتغيير فئة قليلة في المجتمع، إنما المراد أن يكون التغيير غالبا فيه. وتجدر الإشارة إلي أن الله تعالى قد وعد بالتغيير إلى الخير والتمكين للمؤمنين في الأرض بعد توفر شروط وانتفاء موانع كما سيأتي بيانه قريباً إن شاء الله تعالى.

يقول الطبري في تفسيرها: ((إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضاً، واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره))([14]).

وقال القرطبي و ابن كثير بمثله.

ويقول ابن القيم:

((وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته، فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه، ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد:11]))([15]).

ويقول محب الدين الخطيب في كلام نفيس:

((وقد يظن من لا نظر له في حياة الشعوب وسياستها أن الحاكم يستطيع أن يكون كما يريد أن يكون حيثما يكون. وهذا خطأ، فللبيئة التأثير في الحاكم، وفي نظام الحكم أكثر مما للحاكم ونظام الحكم من التأثير على البيئة. وهذا من معاني قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)))([16])، انتهى.

ثانياً: أن العذاب ينزل بذنوب الأقوام من أهل القرى، وليس الولاة فقط:

وسبب وضع هذا العنوان أن البعض قد ابتعد عن الحق كثيراً في رسم حدود مسؤولية الحكام، فأناط بهم تغيير كل شيء في المجتمع سواء وقع الأمر ضمن دائرة مسؤوليته، أم ضمن دوائر أصحاب المسؤوليات الأخرى، التي ذكرها الحديث الشريف: ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...)).

والآيات الدالة على المعنى المذكور في العنوان كثيرة، منها:

  • (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [الحج:48].
  • (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الأنبياء:11].

من الملاحظ أن هذه الآيات تؤكد بوضوح وجلاء، أن السبب المباشر لوقوع العذاب، وقوع الظلم من أهل القرى عامة حكاماً ومحكومين وليس بذنوب الحكام فقط. وأنها سنة الله التي قد خلت في عباده، كما قال تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) [غافر:85].

قال ابن القيم:

((ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم، وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه، وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب، كما قيل:

إذا كنت في نعمة  فارعها

فإن المعاصي تزيل النعم

فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس))([17])، انتهى.

ويقول كذلك:

((فما أزيلت نعم الله بغير معصيته، إذا كنت في نعمة فارعها، فإن المعاصي تزيل النعم. فآفتك من نفسك، وبلاؤك من نفسك، وأنت في الحقيقة الذي بالغت في عداوتك، وبلغت من معاداة نفسك ما لا يبلغ العدو منك. كما قيل: ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه))([18])، انتهى.

ثالثاً: إن البركة تنزل بسبب تحقق إيمان أهل القرى جميعاً وليس الولاة فقط.

والآيات في ذلك كثيرة، منها:

  • (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].

رابعاً: شروط تحقق الوعد بالتمكين والاستخلاف (التغيير إلى الخير) متعلقة بالجماعة وليس بالولاة فقط.

ومن الآيات الدالة على ذلك ما يلي:

  • (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].

تضمنت الآية الشروط الواجبة لتحقيق وعد الله تعالى لعباده بالاستخلاف والتمكين في الأرض، وهما تحقق الإيمان والعمل الصالح، ومن الملاحظ أن الخطاب في الآية جاء بصيغة الجمع: ( آمنوا منكم، ليستخلفنهم )، ولم يأت بصيغة الفرد للتأكيد على ما نحن بصدد تقديم البراهين عليه، من أن التغيير يكون بعموم المجتمع لا بخصوص الأفراد، كالحكام على سبيل المثال. ثم اختُتمت الآية بشرط آخر مُناطٍ به سلامة الإيمان وصحته، وهو عدم الشرك لضمان سلامة توحيد كلمة (لا إله إلا الله)، ولو كان شيئاً يسيراً كما في قوله تعالى: (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).

الأحاديث النبوية:

  • عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:((لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بين أصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث))([19]).

ودلالة الحديث: أن الهلاك ينزل بالعباد إذا كثر الخبث، ولا تتحقق كثرة الخبث في المجتمع إلا بفساد أكثره، وفساد الحاكم وحده دون المجتمع لا يتحقق به كثرة الخبث، فثبت أن العذاب ينزل بذنوب الأقوام من أهل القرى رعاة ورعية، وليس بذنوب الحكام فقط.

  • وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة))([20]).

ودلالة الحديث: أن إعادة عروة الحكم إلى موضعها في التطبيق، لا بد أن يسبقها إعادة تطبيق العرى الأخرى بدءا من الصلاة وهكذا، فإن القاعدة العامة تقول: (أول قطعة تفكك، آخر قطعة تركب).

  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))([21]).

قال ابن حجر:

((قال الخطابي: اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التسمية، أي في الوصف، بالراعي، ومعانيهم مختلفة، فرعاية الإمام الأعظم حياطة الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم، ورعاية الرجل أهله، سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم، ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك، ورعاية الخادم حفظ ما تحت يده، والقيام بما يجب عليه من خدمته))([22])، انتهى.

وقال النووي:

((قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره. ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته))([23]).

وقال القرطبي في شرح قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أهلِهَا) [النساء:58].

((فجعل في هذه الأحاديث الصحيحة كل هؤلاء رعاة وحكاماً على مراتبهم))([24])، انتهى.

قلت: وهكذا تكتمل دوائر المسؤولية دون إفراط ولا تفريط. وهذا الأمر يعكس عظمة الإسلام العظيم حيث لم يجعل قيام الدين مُناطاً بفرد، أو بفئة من الناس أبداً، فهو دين الجماعة.

  • عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، فمن وقي شرها فقد وقي))([25]).

قال ابن حجر في الشرح:

((ونقل ابن التين عن أشهب: إنه ينبغي للحاكم أن يتخذ من يستكشف له أحوال الناس في السر، وليكن ثقة مأموناً فطناً عاقلاً، لأن المصيبة إنما تدخل على الحاكم المأمون من قبوله قول من لا يوثق به إذا كان هو حسن الظن به، فيجب عليه أن يتثبت في مثل ذلك))([26])، انتهى.

قلت: إذا كان تحقيق العدل في الرعية مقصود التشريع الإلهي، وقد أنيط هذا الأمر بالحاكم، وأمر الحاكم إنما يكون بأهل مشورته وبطانته الخيرة، فإنه  يلزم الرعية أن يجعلوا من أنفسهم بطانة لحاكمهم ولا يتركونه وشأنه لشياطين الإنس والجن، ولا أن يتعففوا عن أداء هذا الواجب، وخاصة في الأزمنة التي يقل فيها الأكفاء من الأمناء الصالحين، فإنهم لو فعلوا ذلك وتخلوا عن مواقع المسؤولية، فقد خدموا أعداء الأمة وساهموا في تسلط بطانة السوء على رقابهم، في حين أنهم مأمورون بأن لا يتخذوا بطانة من دونهم، كما في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَأَنْتُمْ أُوْلَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الْأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران:118-119].

يقول ابن كثير في تفسيرها:

((يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة: أي يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم.  والمنافقون بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالاً، أي يسعون في مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن، وبما يستطيعون من المكر والخديعة، ويودّون ما يعنت المؤمنين، ويحرجهم ويشق عليهم …. ثم قال تعالى: (قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)، أي قد لاح على صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم من العداوة مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل)).انتهى.

قلت: هذا وقد كثر المنافقون الذين يتربصون بالإسلام وأهله في هذا الزمان، وعلى رأسهم كثير من المنتمين للحركات القومية والاشتراكية من بعثية وناصرية وغيرهم، إذ ينطلقون بقوة إلى مهادنة ومداهنة الإسلاميين باعتبارهم القوة الكامنة (الرعاع) التي هم بحاجة ماسة لها مرحلياً للسيطرة على ما تبقى من الدول غير الاشتراكية في العالم الإسلامي فتنبه.

فهم يظهرون الولاء الظاهري للحكم القائم المستهدف، مع أنه قد بدت بعض البغضاء من أفواههم مستغلين هامش الديموقراطية، وما تخفي صدورهم أكبر، وهو تغيير النظام بآخر اشتراكي أو شيعي رافضي.

إذن لزم الأمة أن تجعل من نفسها البطانة الصالحة للحاكم دون غيرها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، حتى يستقيم أمره ويسعد الناس بعدله. وعليه يلزمها قبل ذلك، السعي إلى إيجاد البطانة الصالحة التي ستقوم بأداء هذا الواجب، وذلك بتربية الأجيال الناشئة، ولا يكون ذلك بدون إيجاد الأسرة المسلمة ولا الفرد المسلم.

  • وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ..ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))([27]).

نلاحظ من هذا الحديث الشريف، أن صلاح الفرد أو فساده مرتبط بصلاح قلبه أو فساده وليس مرتبطاً بصلاح الرعاة أو فسادهم. فكم من قلوب صلحت مع فساد رعاتها؟ وكم من قلوب فسدت مع صلاح رعاتها؟

فلا يوجد للحاكم تأثير سحري على قلوب العباد ليصلح أو يفسد. فلو كان مجرد وصول الرجل الصالح إلى الحكم في مجتمع فاسد، يغير واقع المجتمع بقرار ملزم منه, لاتخذ من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة, فعدوله عن ذلك وتركه للعروض المغرية التي تقدمت له بها قريش، مقابل ترك الدعوة، دل على مخالفة هذه الطريقة لسنة الله تعالى في تغيير المجتمعات. فترك نقل السنة، نقل للترك.

  • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً، إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه))([28]).

قلت: وهذا الحديث يعزز مفهوم الحديث السابق. إذ كيف يتحقق مراد الله تعالى بالخير لولي الأمر دون وجود الوزير الصالح ؟ وكيف يوجد الوزير الصالح دون وجود المجتمع الصالح؟ وكيف يكون ذلك دون وجود الأسرة المسلمة والفرد المسلم؟

من القصص القرآني:

  • · قصة موسى عليه السلام مع فرعون:

(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [ابراهيم:6].

يقول ابن كثير:

((إن فرعون لعنه الله كان قد رأى رؤيا هالته… مضمونها أن زوال ملكه يكون على يدي رجل من بني إسرائيل. ويقال بعد تحدث سُمّاره عنده بأن بني إسرائيل يتوقعون خروج رجل منهم يكون لهم به دولة ورفعة، وهكذا جاء حديث الفتن كما سيأتي في موضعه في سورة طه إن شاء الله تعالى فعند ذلك أمر فرعون لعنه الله بقتل كل ذكر يولد بعد ذلك من بني إسرائيل وأن تترك البنات))، انتهى.

ولكن بعد أن صدر الأمر الفرعوني هذا ـ باعتباره أمرا إلهياً عند قومه ـ بقتل المواليد الذكور من بني إسرائيل خشية أن يزول ملكه على يد رجل منهم، نجد أنه لم يطبق هذا الأمر على المعني بالقضية لمعارضة امرأة فرعون تنفيذ حكم القتل في موسى الرضيع حين رأته، فقالت كلمتها: لا تقتلوه.

(وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص:9]. مما يدل على أن حكم الحاكم قد يتخلف أحيانا بأتفه الأسباب ممن حوله، وهذا يؤكد على أثر البطانة في حكمه. فثبتت ضرورة إيجاد البطانة الصالحة أولا كي تعين الحاكم على الخير والاستقامة.

لكن من أين تأتي البطانة الصالحة؟

إنها، طبعاً إفراز من المجتمع، فإن كان المجتمع صالحاً تكون البطانة صالحة، وإن كان المجتمع سيئاً ـ كما هو واقعنا ـ تكون البطانة سيئة.

فرضية:

تقول: لو أن مجتمعاً فاسقاً، استيقظ يوما ما ليجد حاكمه، بقدرة الله تعالى،  قد صلح أو آمن، فهل بالضرورة أن يتوب المجتمع من ساعته ويرجع إلى الله تعالى؟

مما مضى ـ أخي القارىء ـ يتضح لنا بطلان الزعم بأن صلاح المجتمع وفساده مناط بصلاح الحاكم وفساده، فقد تاب النجاشي وآمن ولم يقدر أن يظهر إيمانه فضلاً عن أمر رعيته به. وهرقل عظيم الروم لم يقدر على جبر حاشيته على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه النظرة الصنمية للحاكم، وإضفاء صفة الإلهية عليه، كأنه يقول للشيء: كن فيكون، نظرة خبيثة خبث الشرك نفسه، يقعد الناس بسببها عن القيام بواجباتهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويترك بذلك المجتمع للتراجع إلى الخلف يوماً بعد يوم، حتى يغدو مجتمعاً فاجراً بمعظمه، وفي هذا لفت نظر لأولئك الذين يدندنون حول (شرك القصور)، مع أنهم أقرب إلى التورط في ذلك، ذلك بأنهم أعطوْا الحاكم المنشود هالة العصمة التي لا تكون لغير نبي، ولربطهم النجاة في الدارين به، مع قيام الأدلة الواقعية على خلاف ذلك، عصمنا الله وإياهم من اتباع الهوى.

وحتى لا يساء الفهم ويهمش دور الحاكم بالكلية فنقع في انحراف في الطرف الآخر، وحتى لا نغفل حدود دوائر المسؤولية فيختلط بعضها ببعض فيتقاعس الحاكم عن الواجبات المناطة به ويلقي بالمسؤولية على عاتق الرعية، وكذلك حتى لا تلقي الرعية بمسؤولياتها وواجباتها على عاتق الحاكم، بإحدى الحجج السابقة التي مر مناقشتها، لا بد لك أخي القارىء أن تستذكر ما مر معك قريباً بهذا الخصوص.

وبالإضافة إلى ذلك أقول: إن الحاكم وحاشيته الصالحة، تكون سيطرتهم على الساحة المكشوفة بقدر قوة أفراد الحاشية، والجماعات التي خلف هذه الحاشية تدعمها، فكلما ضعف إيمانهم وخارت عزائمهم، ونخرت فيهم أسباب الفساد الأخلاقية المنافية للعدل والصدق والأمانة من اعتبار المحسوبيات وقبول الرشاوى والوصولية، أدى ذلك إلى ضعف واضح في الجهاز الحكومي، وبالتالي في تطبيق الأحكام والقوانين مما ينعكس سلباً على سمعة الدولة والنظام الحاكم. فيجد كل صاحب غرض ما يريد في تأليب غثاء الناس ضدها، مما يعين المتربصين من أعدائنا أمثال الاشتراكيين على تحقيق أطماعهم وإسقاط أنظمتنا الإسلامية المعارضة والمعادية للاشتراكية. وبهذا المعنى يكون البعض منا قد سعى مع حسن النية في جلب المفاسد أو تكثيرها وهو لا يعلم.

وكلما قوي الإيمان في أفراد الحاشية، كانت فاعليتهم في تطبيق الأحكام ومنع ظهور المنكرات أعظم، فالقضية إذن نسبية. ومن جانب آخر إذا كان المنكر مما يقع في الساحة المستورة، فكيف للحاكم وحاشيته الوصول إليه ومنعه؟

وأضرب مثلا لتوضيح الأمر، قال تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء:32].

ولمنع وقوع الزنا في المجتمع لا بد من محاربته ومراقبته في كل مكان. فعلى الساحة المكشوفة, يستطيع الحاكم ببطانته الصالحة إغلاق دور الزنا المباشر,  وكل ما يؤدي إلى وقوع الزنا, مثل حفلات الرقص العامة, وبرك السباحة العامة, ومخالفات الشواطئ المختلطة, ورياضة النساء التي تتكشف فيها عوراتهنّ، من تزلج وألعاب القوى والسباحة والرقص في الماء، ومسابقات ملكات الجمال وغيرها الكثير.

كما يستطيع الحاكم ببطانته الصالحة أن يمنع جميع مظاهر الاختلاط المحرم في الساحات والأماكن العامّة والجامعات والمواصلات العامّة, وكذلك أن يحدّ من مظاهر السفور والعريّ المنتشر في الشوارع, والسينما والصور الفاضحة, وأن يراقب ما يجوز وما لا يجوز نشره من مطبوعات ومنشورات وصحف ومجلات،  وما شاكل ذلك من أمور.

أما على الساحة المستورة فإن دور الحاكم وبطانته الصالحة ينتهي ليبدأ دور أصحاب المسؤوليات الأخرى من آباء وأمهات ومربين وكل من له علاقة بالمنكر، أي: إن الحاكم لا يستطيع منع الزنا في البيوت المستورة, ولا الاختلاط المحرم ولا المنكرات في الأسر. كما أنه لا يفعل شيئاً لما بجري من مخالفات ومحرمات داخل المؤسسات الخاصة، والمكاتب، ولا داخل سيارات الأجرة الخاصة والعامة، ولا التعري بين الأقارب ومع الأصحاب, وما يجري داخل البيوت من منكرات الأعراس، ولا يستطيع كذلك أن يمنع ما تعرضه قنوات الدول الأخرى غير الملتزمة الفضائية وغير الفضائية على شاشات التلفاز والانترنت، ولا ما يجري تبادله كذلك من مخالفات وصور فاضحة بين الشباب والشّابّات في أجهزة الهواتف النقالة. ولا يستطيع أن يتتبع جميع الأماكن والشوارع التي تظهر فيه النساء الكاسيات العاريات وخاصة ما يجري في القرى والأرياف بعيداً عن أعين السلطة.

وهنا تجدر الملاحظة بأنه، أينما غاب الرقيب انتهكت المحرمات، حتى لو فرضت القوانين الرادعة لذلك، خصوصاً في مجتمع منهارٍ أخلاقياً وسلوكياً، لذا أكد الإسلام على مراقبة الله تعالى في السر والعلن.

فكلما ضعف الجهاز التنفيذي([29]) عند الحاكم ومراقبته لله تعالى انتشرت مظاهر المحرمات لضعف المتابعة، بل يؤدي إلى وقوع هذا الجهاز فيما حرم الله أو خالف القانون.

وعندنا في الأردن قانون يمنع التدخين في المكاتب والأماكن العامّة, ويقضي بدفع غرامة ماليّة على كل مخالف، ورغم التأكيد المستمر عليه من الحكومة, إلا أننا لم نر لهذا القانون أثراً, لانتهاكه من قبل الكبير والصغير, من داخل الجهاز التنفيذي أو من خارجه, فغدا حبراً على ورق، وذلك بسبب غياب البطانة الصالحة، بل غياب البطانة الصالحة المؤثرة.

وعليه، يجب التعاضد وتركيز العمل على إصلاح الرعية ورفع ظلمهم لأنفسهم والانشغال بذلك، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح للحاكم بشروطه وضوابطه.


(1)       الأوتوقراطية هي: نظام الحكم الفردي الاستبدادي.

(2)       البروتوكول العاشر.

(3)       البروتوكول التاسع.

(4)     المقصود بالملك: (ملك إسرائيل) بعد تتويجه لحكم العالم، أو أي حاكم أو ديكتاتور ممن يأتون بانقلاب عسكري موجه من قبل اليسار (الماركسية).

(5)       البروتوكول الرابع والعشرون.

(6)       وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً…وعاشراً.

(7)       ((تفسير القرطبي)) (7/85).

(8)       ((شرح العقيدة الطحاوية))، ط/ 5، 1399 هـ، (ص430).

(9)       قال الشيخ الألباني رحمه الله: وهو الأستاذ حسن الهضيبي – رحمه الله-.

(10)   من أمثلة هذه الانقلابات، انقلاب (ثورة 23 يوليو 1952 الاشتراكية) في مصر، والثورات الاشتراكية الأخرى في كل من، سوريا وليبيا واليمن والعراق والصومال والسودان والجزائر وإيران وإندونيسيا.

(11)     ((العقيدة الطحاوية))، شرح وتعليق، ط/ المكتب الإسلامي 1978 (ص47).

(12)     ضعفه الشيخ ناصر في ((السلسلة الضعيفة)) (1/490)، (رقم 320).

(13)     ((مجموع الفتاوى)) (35/20).

(14)     ((تفسير الطبري)) (13/121).

(15)     ((بدائع الفوائد)) (2/432).

(16)     في كتاب ((العواصم من القواصم)) (ص77).

(17)     ((بدائع الفوائد)) (2/432).

(18)     ((طريق الهجرتين)) (1/110- 111). وانظر: ((الفوائد)) (1/181، 210).

(19)     رواه البخاري ومسلم.

(20)     (صحيح)، رواه ابن حبان في ((صحيحه))، وصححه الشيخ الألباني في ((الترغيب والترهيب)).

(21)     متفق عليه.

(22)     ((فتح الباري)) (13/113).

(23)     ((شرح النووي على صحيح مسلم)) (12/213).

(24)     ((تفسير القرطبي)) (5/258).

(25)     رواه البخاري رقم (6237)، ورقم (7198)، وفي رواية صفوان بن سليم يقول: ((ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة)).

(26)     ((فتح الباري)) (13/190).

(27)     متفق عليه.

(28)   تخريج السيوطي :  (ن) عن عائشة. تحقيق الشيخ الألباني:  (صحيح) انظر حديث رقم: (6596) في ((صحيح الجامع)).‌ و((سنن النسائي)) (7/159)، بسند آخر وهو صحيح.وفي ((السلسة الصحيحة)) (1/881).

(29)     الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي في الدولة يتشكلان من أشخاص مواطنين في الأصل، قبل أن يكونوا حكوميين.

Scroll to Top