قامت الثورة التونسية وعم الفرح أرجاء العالم العربي، وها هي الثورة المصرية تقوم ولم تنته بعد ولم يسقط النظام بشكل كامل حتى اللحظة، وقبل المطالبة بمزيد من سقوط الأنظمة، علينا أن نحسب الحسبة الصحيحة ولا نكون غثاء يجرفه تيار اليهودية الهادر ووكلاؤهم من المنافقين، لماذا؟
لأن التغيير لا يكون فقط لأجل التغيير، فليس تغيير نظام الحكم كتغيير غرفة النوم أو طقم الكنب، فمخاض التغيير في أنظمة الحكم عسير، وعسير جدا على الشعوب، ومكلف غاية التكاليف يمتد إلى الضرورات الخمس لحياتنا في كثير من الأحيان، ثم ليس دائما تأتي الثورات بما هو أفضل بل الغالب أنها تأت بما هو أسوأ، ولنتذكر الثورات التالية التي أطاحت بزعماء وأتت بآخرين، هل كانت النتيجة لصالح الشعوب، أم ضدهم؟ هل تحسنت أحوالهم ومعيشتهم؟ هل توقف القتل فيه والإبادة؟ هل شبعوا أم ازداودا جوعا؟ وهل وهل؟ لنر ذلك:
الثورة الفرنسية: قام بالإعداد لها ثم إشعالها مجموعة من اليهود وبعض الماسونيين المتآمرين سرا على نظام الملكية، رفعت شعارات دجلية بالحرية والمساوة، وبعد قيامها، عملت على إعدام ستة ملايين من الشعب الفرنسي، كان الهدف منها أن تشتعل كل دول أوروبا بالثورة لإسقاط الملكيات، وجميع المنظمات السرية في تلك الدول كانت تعمل لصالح المخططات اليهودية للسيطرة على أوربا.
الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا: ظهر فكر الحاخام اليهودي ماركس الذي دعا للثورة الشيوعية في كافة أنحاء أوروبا، إلا أن الثورات الشيوعية بدأت من روسيا، وقد استبدلت الثورة البلشفية النظام القيصري الديكتاتوري بنظام لم يشهد التاريخ له مثيلا في الديكاتورية، حيث بلغ عدد ضحاياها حتى انهيار الاتحاد السوفييتي ما يفوق تسعين مليون ومن ضمنهم عشرات الملايين بسبب المجاعات الناتجة عن سياسيات الشيوعية، ولا زالت روسيا حتى اليوم تعاني من سيطرة أقلية يهودية على الحكم رغم انهيار الاتحاد السوفييتي ورغم تنحية الحزب الشيوعي عن الحكم.
الثورة الأتاتوركية في تركيا: قامت بها جمعية الاتحاد والترقي التي كان معظم قياداتها من يهود الدونمة الذي تظاهروا بالإسلام منذ فترة طويلة وعملوا على التغلغل في قلب الدولة العثمانية وتدميرها، ونتج عن هذه الثورة إقصاء الإسلام واللغة العربية تماما من الدولة والمجتمع التركي. وقد جاءت الثورة العربية الكبرى كرد عربي بعد سيطرة يهود الدونمة على تركيا، ولم تكن قط ثورة ضد العثمانيين.
ثورة يوليو 1952 المصرية: ذهبت بالملك فاروق، وأتت بالاشتراكي الشيوعي جمال عبد الناصر وهو أشد خطرا وديكتاتورية، وقامت على أكتاف الإخوان المسلمين للأسف، وذهب ضحيتها عشرات الآلاف في السجون تحت التعذيب، بغض النظر عن الفقاعة القومية الوهمية لعبد الناصر.
انقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949: ونتج عنه سلسلة كبيرة من الانقلابات والانقلابات المضادة أغرقت البلاد بالفوض، حتى انتهت بانقلاب البعث عام 1963 في سوريا: قام زاعما إعادة الوحدة مع مصر، وذهب بالانفصاليين وأتى بالبعثيين، وتسمى زورا بثورة الثامن من آذار المجيدة، وهذا الحزب أصله ومؤسسه اليهودي ميشيل عفلق، وهذا درس لنا أن الانقلابات حتى لو لم تأت باليهود للحكم مباشرة فقد تأتي بهم لاحقا.
3- ثورة تموز 1958 العراقية: قادها الشيوعي عبد الكريم قاسم وقد أطاحت بالنظام الملكي المستقر، وجاءت بأنظمة شيوعية واشتراكية تنقلب على بعضها حتى أتت بالبعث الاشتراكي بقيادة صدام حسين عام 1979 المعروف لدى الجميع بما قام به من مجازر رهيبة بجميع الطوائف العراقية وهذه هي السياسة البعثية والشيوعية.
4- ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية 1969: ذهبت بالملكية (إدريس السنوسي) وأتت بابن اليهودية الرافضي الاشتراكي الأشد والأخطر، الذي كان له نصيب أيضا من سياسة الإرهاب والمجازر الشيوعية والاشتراكية.
5- 1979 ثورة إيران الخمينية: ذهبت بالشاه وأتت بالخميني الأشد بطشا والأخطر على إيران بل وعلى كل الأمة الإسلامية، وهي ثورة غنية عن التعريف بما قامت به من مجازر بالإيرانيين عموما وخاصة السنة، وما قامت به من حرب إبادية ضد العراق، ومبدأ تصدير الثورة، ومسؤوليتها عن التغلغل في العراق بعد صدام وإقامة المجازر بعشرات الألوف عبر مليشياتها بدر والصدر والمالكي.
ويستثنى مما سبق ذكره الثورات ضد الأنظمة الشيوعية والاشتراكية أو الأنظمة الجديدة التي ورثت الشيوعية أو الاشتراكية، مثل إيران وسوريا وليبيا والصين ودول الاتحاد السوفييتي السابق وروسيا وفنزويلا وكثير من دول أمريكا الجنوبية وغيرها، وذلك بعد التأكد جيدا من تحقق شرط أن تكون الفائدة المرجوة من الثورة تفوق الضرر الناتج عنها، ولا تجوز مثل هذه الثورة إلا بدراسة من العلماء فقه الشرع والواقع، والسر في هنا في إمكانية الاستفادة من الثورة على هذا النوع من الأنظمة، لأنها هي الأنظمة التي أراد اليهود إقامتها وهي جميعها ناتجة عن ثورات سابقة، وقد ينتج بعد الثورة عليها أنظمة أقل سوءا ولكن غالبا ما تظل تحت السيطرة اليهودية تماما أو جزئيا، ومع هذا يصبح الوضع أقل سوءا من ناحية القمع وأكثر سوءا من ناحية قوة الدعاية لصالح مخطط اليهودية للسيطرة على العالم، فيجب هنا التنبه.
ويا ليتنا نتعلم من التاريخ المعاصر فقط. فإزالة المفسدة تكون واجبة إذا إزيلت أو نقصت، ولا يجوز إزالة مفسدة بما هو أعظم منها وأخطر فضلاً عن مثلها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) فكم مرة لدغنا من نفس الجحر، علما بأن ما ذكرت من ثورات غيض من فيض.
وشكرا للعقلاء الذين يتعلمون من التاريخ.
إقرأ أيضا:
تطبيق قواعد التحليل السياسي العلمية على الثورة التونسية الشعبية