ابن تيمية يرد قول من قال بوجوب القتال باعتباره غاية وليس وسيلة لتكون كلمة الله هي العليا. وعقدوا على ذلك الولاء والبراء، فكل من لم يوافقهم على بدعتهم هذه طعنوا فيه وأبغضوه بل ربما كفروه وقتلوه.
يقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
” وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد، ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله، أن تكون كلمة الله هي العليا، ……….، وذلك أن الله تعالى أباح من قتل النفوس ما يُحتاج إليه في صلاح الخلق، كما قال تعالى:(والفتنة أكبر من القتل)، أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة الكفار من الشر والفساد ما هو أكبر” ا.هـ مجموع الفتاوى 28/354 .
وقال:
” والجهاد مقصودة أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، فمقصوده إقامة دين الله، لا استيفاء الرجل حظه” أ.هـ مجموع الفتاوى 15/170 .
ثم فصل وبين، ورد على شبهاتهم فقال- رحمه الله- :
” من المعلوم أن القتال إنما شرع للضرورة، ولو أن الناس آمنوا بالبرهان والآيات لما احتيج للقتال، فبيان آيات الإسلام وبراهينه واجبٌ مطلقاً وجوباً أصلياً، وأما الجهاد فمشروع للضرورة” ا.هـ الجواب الصحيح 1/238.
وبذلك، تسقط حججهم في قتالهم لكل دولة ديمقراطية يسمح نظامها أو دستورها ممارسة الحريات الدينية ومنها الإسلام والدعوة إليه كما هو حال دول الغرب، فضلا عن الدول الإسلامية التي لم تحكم بكل ما انزل الله كالأردن ومصر ودول الخليج .
عدنان الصوص