الأيام القليلة الماضية شهدت حدث في اليمن ما يجلب الانتباه . حيث قام الحوثيين بأسر أكثر من مئتي جندي يمني في صعدة بكل سهولة ويسر، ولا أحد يحرك ساكنا والتصريحات الحكومية متضاربة بهذا الشأن، وكل تصريح يمثل طرفا أو جهة معينة في الحكومة، وهذه العملية برمتها وغرابتها وهذا التضارب في المواقف والتصريحات يدل على حالة متقدمة واضحة لظاهرة تغلغل واختراق وكلاء اليهودية للدول المستهدفة التي يسعون لإسقاطها، وقد ذكرنا سابقا في موضوع “أهم وسائل اليهود في تطبيق المسألة اليهودية الجزء 2” أن اليهود أو وكلائهم يحرصون على التخفي وادعاء ولائهم للدول المستهدفة من أجل الترقي في مناصبها ثم يعملون من الداخل على زيادة الفساد سعيا لإسقاطها.
فمن يصدق هذه القصة العجيبة، أكثر من مئتي جندي يتم أخذهم أسرى هكذا بكل بساطة وسهولة وبدون معارك ولا ما يحزنون، أين كانوا؟ أين كان باقي الجيش؟ فعلا أعاجيب وألغاز، ولكن بما أنه قد أصبح لدينا فكرة عن إحدى أهم طرق اليهود لإسقاط الدول ليسيطروا عليها فإنه يمكن لنا فهم ماذا حدث؟ ولماذا وكيف؟ ولمصلحة من؟ فجماعة الحوثيين كما هو معروف تابعة لإيران ومنها تأخذ التعليمات، كما أن إيران دولة شيعية ويسارية ثورية على نمط شبيه بالنمط الشيوعي وتتبع للقيادة اليهودية العالمية، وهذه القيادة كانت حريصة على بث الوكلاء في جسم كل دولة مستهدفة ومنها جميع الدول العربية، ونجد ذلك واضحا وجليا في نموذج دولة اليمن، حيث تبدو الاختلافات والتناقضات بين مختلف أطراف الحكومة واضحة للجميع، لكن لماذا التركيز على اليمن بالذات؟ ولماذا إشعال مزيد من الحروب؟
اليمن هي أكبر دولة من حيث عدد السكان في الجزيرة العربية، كما أنها الأعلى في نسبة البطالة والفقر، باختصار هي ديناميت المنطقة بأسرها، وإن استمرار مثل هذه الحروب، مجرد استمرار فقط حتى لو لم يفز بها الحوثيين لهو كفيل بانهيار اليمن عن بكرة أبيها، فالحروب كما تعلمون تعطل أعمال الناس وخطط التمنية وتزيد الفقر والحاجة شدة، كما يساعد تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي المكون بشكل رئيس من ائتلاف أحزاب ماركسية واشتراكية، يساهمون في اقتراب سقوط النظام اليمني داخليا واستبداله بنظام ثوري متوحش ومتعطش للدماء، يلهب المنطقة بأسرها، ويكون بؤرة صراع طويل ومرير، وقد يتسبب بسقوط بعض دول الخليج بين فكي الوحش الإيراني، وبالتالي سقوط باقي المنطقة العربية بأسرها تحت حكم الرافضة الحاقدين وكلاء اليهودية، وهذا يبدو لإيران أهم طريق نحو ظهور “المهدي المزعوم الذي سيقتل ذراري الصحابة” يعني جميع أتباع مذهب أهل السنة.
وهكذا علينا جميعا دولا وشعوبا أن نرسخ في أذهاننا أكثر وأكثر أن هذه الحرب الحوثية هي حرب ضد أمتنا جميعها، ويجب علينا بكل الوسائل والطرق أن نستميت في إفشال هذا المخطط الملعون، وأن لا ننساق نحو من يهدفون إليه ويخططون له، ويجب دعم التنمية في اليمن، ودعم إيجاد فرص العمل والتعليم والصحة، وابتكار كل طريقة من أجل ذلك فهذه معركة وجود، وهؤلاء إخوتنا، ولا ننسى قصة الثيران الثلاثة الذين اكلهم الأسد واحدا وراء الآخر بعد أن ضحك عليهم وأقنعهم بأن يتفرقوا كل لشأنه الخاص، ويد الله مع الجماعة إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.