خطورة نتائج التقاعس عن مواجهة سياسات التطرف الصهيونية وتهويد القدس

مواجهة سياسات التطرف وتهويد القدس، لا تكون بما تريده إسرائيل، بل بما لا تريده وتزعجه. ففي ظل ضعفنا كعرب وتشتت أمرنا وتفرق كلمتنا، يكون الحلّ المصلحي بمطالبة المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الامم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، والمبادرة العربية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والمحافظة على المقدسات، و رفض الاستيطان.

فالمفاوضات وإن كانت في ظاهرها هزيمة وتنازل للعدو للاراضي المحتلة عام ١٩٤٨، لكن لها فوائد مهمة كثيرة منها:

▪تمنع العدو من التوسع في الاراضي العربية فيما لو بقي شعار المقاومة المسلحة هو الحلّ دون غيره.
▪تعمل على إعادة الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧م، فقد اعيد اكثر من ٩٠% من الاراضي المحتلة عام ٦٧، وبقيت مفاوضات الحل النهائي.
▪تكشف عن وجه إسرائيل الحقيقي المنافق والمخادع للعالم الذي تدّعي فيه انها دولة قانون وسلام.
▪تعمل على تراجع السيطرة الاعلامية للعدو التي حققها في الغرب وعلى انحسارها، وقد بدأ.
▪ستعمل على تفكيك التحالف الغربي مع العدو والحدّ من دعمه وقد لوحظ ذلك.
▪تزيد من دعم الغرب للعرب في مختلف المجالات وخاصة الصناعات العسكرية النوعية، وقد بدأ ذلك.

في حين لو بقي شعار المقاومة هو الحل الوحيد الذي طرحه عبد الناصر وتبنته الجامعة العربية ردحاً من الدهر دون السلام…. فإننا سنخسر النقاط الايجابية اعلاه من جهة، وستؤول تلك الايجابيات للعدو وستدعم قضيته. لذا، وللأسف تم رفض مشروع المقاومة والمفاوضات معاً الذي بدأه عرفات من قبل الفصائل الفلسطينية المرتبطة بسوريا وبايران. وذلك لأجل مصلحة العدو علِم من علِم ، وجهل من جهل.

فالحق بحاجة إلى قوة تحميه، وبما أننا نتفق معك على ألمسار الحقوقي والقانوني الدولي، فيجب (بعد التوكل على الله) أن يتم تعزيز قوة هذا الخيار بالحشد الدولي والإسلامي والعربي.
عدنان الصوص

لكن ماذا سيحصل إذا لم تنجح المساعي لتحقيق عملية السلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، ماذا يتوقع أن يحصل؟
إذا لم تنجح المساعي الدولية والإقليمية في تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنه يمكن أن يؤدي إلى عدة سيناريوهات:
– استمرار الأوضاع القائمة، مع تصاعد التوترات المتقطعة وتفشي العنف بين الجانبين من وقت لآخر.
– احتمال اندلاع نزاع مسلح واسع النطاق بين الجانبين، مما يعرض العديد من الأرواح البريئة للخطر ويزيد من الدمار والخراب في المنطقة.
– قد تستمر الحركات المناهضة لإسرائيل وتزيد من تأثيرها، بالإضافة إلى موجات الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة في الشارع الفلسطيني و في الشوارع العربية و المسلمة .
المشكلة تتمثل في ان النزاع المستمر له تأثير سلبي على الأمن الإقليمي والدولي وأيضا على حياة الناس اليومية البسيطة الذين يعيشون في المنطقة. لذلك من المهم جدا بذل جهود حقيقية وجادة لتجنب المزيد من العنف والنزاع بين الجانبين. إذا لم تنجح جهود السلام ولم يتم التوصل إلى حل مستدام للصراع، من المحتمل أن تتصاعد العنف والأزمات الإنسانية في المنطقة وقد يتمزق وضع السلام الحساس، وربما يشهد المنطقة المزيد من المواجهات عسكرية.
ويمكن أيضاً أن تمتد هذه التوترات إلى مناطق أخرى من العالم العربي والإسلامي ومن المحتمل وجود ردود فعل غاضبة من قبل بعض الدول والجماعات المتضامنة مع الفلسطينيين. ومن المحتمل أيضاً أن تتأثر العلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي تطبيعت علاقاتها مؤخرًا مع إسرائيل. كما انه يمكن ان تزداد حالة العدم الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل عام وهناك أيضا العديد من المخاطر الأخرى المرتبطة بالتصعيد والتي يمكن ان تؤثر على السلام العالمي والأمن وتؤثر على الاقتصادات الإقليمية والعالمية.
خطورة نتائج التقاعس عن مواجهة سياسات التطرف الصهيونية وتهويد القدس
تمرير للأعلى