سنوات مضت وأنا أحذر من المخططات التركية، لم أكن أرجم بالغيب.
فقط كنت ألملم المواقف التركية وأصل لاستنتاجات مفادها أن من:
1. يأخذ الثورة السورية لمسار أستانة وسوتشي.
2. ويمنع الثوار من مهاجمة ثالوث الشر (الأسد. روسيا.ايران).
3. ويشحن الشباب للقتال في ليبيا تحديا للعرب وفي أذربيجان تحديا للغرب.
4. ويحرض السوريين على كره وقتال إخوتهم الأكراد.
5. ويحرض أبناء الثورة على الدول العربية. ويضع الثورة في مواجهة أمريكا.
6. ويدعم القاعدة ضد أحرار الثورة ملطخا اسمها بالسواد والارهاب.
7. ويتأسف لمقتل قاسم سليماني وفخري زادة.
8. ويكسر الحصار المفروض على ايران. ويستنكر ثورة الشعوب الايرانية.
9. ويعين أوسخ الحثالات كقادة للثورة
10. ويهين السوريين بالممارسات العنصرية والقتل والتعذيب والتمنن والترحيل.
من فعل كل ذلك ليس من الصعب استنتاج أنه بياع لئيم.. وغدار أثيم..
أنا لست أذكى من الآخرين الذين لم يستنتجوا ذلك.. فالفرق بيننا يتعلق بأمور أخرى!
هذا الاستنتاج هوجمت من أجله من نخب يصلح تسميتها (حريم السلطان)..
لن أطيل أكثر.. فبعض هؤلاء يستفتح اليوم على الناس بالقول:
(أما قلت لكم؟؟؟… أما حذرتكم؟؟..) جميل أن أرى اليوم خيبتكم.. والأجمل من ذاك اختفاؤكم عن المشهد وانعدام صوتكم.. أمام هدير الغضب الشعبي من شعب طالما تآمرتم عليه… ببيعه رخيصا للتركي.
انكشفت عوراتكم.. وظهرت سوءاتكم.. ولم تجدوا ما تسترونها به سوى أيديكم التي سرقت أقوات النازحين الذين ساهمتم بايصالهم الى المخيمات.
سوريا محكومة بمسارين
مسار جنيف الأممي الأمريكي.
ومسار أستانة الروسي التركي الايراني.
مسار أستانة يعيد الأمور الى نقطة البداية (صفر ثورة).. والثورة يجب أن تعاقب تحت مسمى الإرهاب.. والأسد رئيس شرعي لسوريا الموحدة.
مسار أمريكا يمتاز بالمماطلة والبلادة لكنه تجاوز تماماً حقبة النظام.. ليأتي قانون الكبتاغون ويضع النظام على حافة الهاوية… ويحتاج الى مفاعيل ثورية لإسقاطه الى الهاوية.. فهل أنتم فاعلون؟؟ أم تريدون من أمريكا أن تنجز كل شيء ليسجل التاريخ انتصارا للثورة الأمريكية في سوريا!!
خارطة الطريق الأمريكية للانتقال السياسي في سوريا تلخصها معادلة الرياضيات هذه:
(المعارضة السورية-ارهاب القاعدة)+(قوات سوريا الديمقراطية-ارهاب البي كي كي) =معارضة موحدة مؤهلة للذهاب للحل.. الذي يلغي نظام الأسد تماما.
هذه المعادلة تعطلها #تركيا.. والإخوان والائتلاف…
كثيرون يشككون كالعادة
سيشكك الكثيرون بقانون الكبتاغون الذي وقع أمس من الرئيس الأمريكي
هم أنفسهم من شكك سابقاً بقانون قيصر الذي نرى مفاعيله على الأرض بالانهيار الاقتصادي ومنع شركات ورجال الأعمال من التعامل مع النظام حتى شركات حلفائهم ومنع الدول من تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد.
واليوم قانون الكبتاغون، سوف يضيق الخناق على النظام وممكن أن يتم استهداف أي مكان يتوقع أنه ينتج مخدرات أو مستودعات تخزينها، وسوف يحرم النظام من مليارات الدولارات التي كان جلها يذهب لتمويل العصابات الاجرامية. وحرم كبار حيتان النظام من دخلهم من ريع المخدرات.
وسوف يضيق الخناق على مليشيات ايران من حزب الله وغيره التي تعتمد برواتبها على عائدات المخدرات، بعد أن توقفت إيران عن دفع الرواتب بسبب وضعها الاقتصادي.
عبدالناصر أبو المجد