التغيير بين المنهج “الدعوي الإصلاحي” و”التثوير”

هل تعلم كم قوة إيجابية تحصل عند ممارستك للعمل الصالح؟

والمقصود هنا بالعمل الصالح، أي عمل يدخل في مسمى العبادة، سواء كان:
▪فعل خير/ ركن ام واجب أم مستحبّ
▪اجتناب منكر،/ كبيرة أم صغيرة
▪عمل قلبي
▪عمل جوارح

وهكذا، فإن الكثيرين من الناس يمارسون العبادة على فطرتهم دون الإحاطة بعمق فوائد وإيجابيات ما يقومون به استجابة لأمر الله تعالى.

ومن هذه القيم الايجابية للعمل الصالح الذي تقوم به:

أولا: ما يعود نفعه على النفس، ومنها:
▪الاستقامة
▪نيل رضا الله
▪ارتفاع الدرجات في الجنة
▪النجاة من النار
▪حصول البركة في الأولاد والأموال
▪رفع البلاء او تخفيفه عن النفس

ثانيا: ما يعود نفعه على الأمة و المجتمع، ومنها المساهمة في:
▪التمكين في الأرض
▪الحياة الطيبة
▪العزة
▪النصر
▪رفع العذاب والبلاء أو تخفيفه عن المجتمع

ثالثاً: ما يعود نفعه على الأمم الأخرى غير المسلمة
▪محبة الإسلام والمسلمين
▪التعاطف مع المسلمين في حرب المسلمين ضد غيرهم
▪التقليل من عداوة غير المسلمين للمسلمين
▪اختيار المسلمين حليفاً لهم ضد عدوٍ مشترك
▪سبباً قوياً في الدخول في رحمة الله والاسلام.

هذه بعض فوائد أو القيم نتيجة العمل الصالح، التي تعود بالنفع على النفس والمجتمع والأمة، بل والأمم الأخرى، فلا تستصغر عملاً صالحاً، ولو أن:
▪ تتصدق بشقّ تمرة
▪أو أن تميط الأذى عن الطريق
▪أو ابتسامة في وجه أخيك
▪أو إلقاء السلام

فكيف اذا كان صلاة وزكاة وحجا وذكرا وبرا وصلة رحم وتلاوة قرآن، واجتناب المحرمات الكبرى والصغرى، وأمثال ذلك؟فإن كل ذلك يدخل في مسمى الإصلاح الذي يشمل إصلاح النفس والمجتمع والأمم.

العبرة:
سعى بعض الأعداء لصرف الناس عن سياسة الإصلاح هذه لعظم فوائدها المذكورة أعلاه، وسمّوها لنا “سياسة ترقيع” تنفيراً لنا بها، فتلقّفت بعض الأحزاب وعلى رأسهم حزب التحرير وحركة الإخوان هذا المصطلح وقالوا بأن هذه السياسة، سياسة الترقيع – زعموا – هي سياسة لا تُجدِ نفعاً في إيجاد التغيير المنشود، وهي سياسة فرضها أو / و رضيها الاستعمار الغربي للأمة لأجل ابعادهم عن جوهر التغيير المنشود الذي هو من وجهة نظرهم يقوم على مصطلح الحاكمية الذي هو الصراع الثوري مع الأنظمة القائمة.

طبعا ويكمن في هذا الانحراف المنهحي في التغيير خطر…
▪إبعاد الأمة عمّا ينفعها وهو الدعوة والإصلاح
▪وإشغالها بما يضرّها وهو الثورات على الأنظمة القائمة

فمن سمات أهل البدع الثورية المعاصرة، اعتبار سياسة الدعوة والإصلاح سياسة ترقيع لا تغيير.

للمزيد: اقرأ كتابي: فقه التغيير بين شرك القبور وشرك القصور
والله اعلم.

من أخلاقيات الإرهابيين…

في كل الحروب العاقلة… وليس هذا مبدأ إسلامي فقط، بل مبدأ عسكري إنساني عالمي… [الشعوب تترس بالجيش، والجيش يحمي الشعوب خلفة]…

وذلك لابعاد نيران الحرب عن المدنيين قدر الممكن… كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين وافق على حفر الخندق.
لكنّ الماركسيين الشيوعيين والقوميين العرب والرافضة وداعش، وجميع المليشيات المقاتلة في فلسطين “يتترسون” بالمناطق المأهولة بالسكان والمدارس والمساجد حتى وصل الأمر بهم الى التترس أحيانا بالمستشفيات…

قال الله تعالى:
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ۚ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.

تخيّل حكمته – تعالى – كيف اقتضت كف أيدى المؤمنين عن الكفار، وذلك رحمة بالمؤمنين الذين يعيشون فى مكة مع هؤلاء الكافرين ولا يعرفهم المسلمون كونهم يكتمون إيمانهم.
رب أزِل الغمّة عن الأمة.

فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي…

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ يَسْتَشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْ لَهُ، وَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ). متفق عليه.

والمعنى: أنها تكون فتن تشتبه فيها الأمور، يختلط فيها الناس، ولا تكون واضحةً بسبب دخول الجهلة وعديمي البصيرة، فتكون هذه الفتن خطرًا على المسلمين؛ لقيام مَن لا يُحسن القيام، ولدخول مَن لا يعرف الحقَّ، ولحصول التَّشويش وعدم البصيرة، فالقاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الساعي، مَن يستشرف لها تستشرفه، فمَن وجد معاذًا أو ملاذًا فليَعُذْ به، ولا يُشارك فيها عند خفاء الأمور والتباس الأمور، وإنما يكون الجهادُ على بصيرةٍ لقتال أعداء الله.

أما الفتنة التي تكون بين الناس فيما بينهم فهذه هي الفتنة التي خشيها النبيُّ ﷺ وحذرها، أو تكون على ولاة الأمور على غير بصيرةٍ، فالواجب فيها الحذر، وأن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي؛ ولهذا أمر النبي ﷺ مَن وجد معاذًا أن يعوذ به، وأن يلوذ به، وأن يحذرها، نسأل الله السلامة. الامام ابن باز رحمه الله.

عدنان الصوص

التغيير بين المنهج “الدعوي الإصلاحي” و”التثوير”
تمرير للأعلى