مسيرة الأعلام والتصعيد الصهيوني
يوم الأحد ٢٩/٥/٢٠٢٢ يوافق احتفال اليهود بيوم توحيد القدس الشرقية والغربية كنتيجة لحرب عام ١٩٦٧، وهو عبارة عن مسيرة يقوم بها المستوطنون المتطرفون بحماية الجيش سميت ب مسيرة الأعلام. وعادة ما تنطلق المسيرة من شارع يافا غربي القدس، مرورًا بباب الحديد ومن ثم باب العامود إلى داخل البلدة القديمة، وقرب أبواب المسجد الأقصى الغربية، وصولًا إلى حائط البراق.
كان عدد المتطرفين اليهود المحتفلين بالمسيرة في الستينيات والسبعينيات، بالعشرات، ثم أخذت الأعداد بالازدياد مع الزمن. ومن الملاحظ أن ثمة تصعيد وتحشييد إسرائيلي لافت للنظر هذه السنة، ومن المتوقع أن يشارك آلاف المتطرفين بحماية عسكرية.
ويتخلل المسيرة التي تنطلق عادةً بعد الساعة الخامسة عصرًا، رفع المستوطنين لأعلام الاحتلال، وأداء الأغاني ورقصات تلمودية في شوارع القدس والبلدة القديمة، والقيام بأعمال استفزازية، وترديد هتافات عنصرية تُحرض على “قتل العرب”. هذا الاستفزاز الصهيوني قد زاد حجمه هذا العام ، وأخذ بعداً سياسياً يهدف لبسط السيطرة على كامل مدينة القدس بعد أن فشل العدو في مشروع (القدس الموحدة).
لأجل ذلك استنفرت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هذا اليوم، وتوعدت الاحتلال، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي.
الله يعدّي هذا اليوم وما بعده على خير
العدو يستفزّنا هذا اليوم بمسيرة الأعلام في شوارع القدس القديمة كعادته، ونخشى على شعبنا أن يدفع الثمن كما دفعه العام الماضي ٢٠٢١ في شهر أيار، حين اندلعت معركة (سيف القدس)، والتي سماها العدو (حارس الأسوار)، بسبب محاولات العدو إخلاء سكان حيّ الشيخ جرار، والتي استمرت لمدة اسبوعين، قُتل فيها ١٣ من العدو، أما في قطاع غزة، فقد تسبب العدو بمقتل أكثر من ٢٠٠ مدني منهم نساء وأطفال، وآلاف الجرحى وهدمت البنية التحتية في القطاع، كما هدمت وتضررت آلاف المساكن والابراج.
علماً بأن الدبلوماسية العربية المشتركة ومن خلال التنسيق بين الأردن والسلطة الفلسطينية والمقدسيين، قد هزمت العدو في المعركة القضائية، حيث أثبتت الوثائق الاردنية التي زودت بها السلطة الفلسطينية حقّ اهالي حيّ الشيخ جراح في الارض.
واليوم، فإن العدو مهزوم مهزوم مهزوم في معركة في تهويد القدس، ليس بسبب صواريخ إيران وحزب الله وحماس والفصائل الأخرى، بل بسبب الدبلوماسية العربية الناجحة وقرارات الأمم المتحدة ومعاهدتي أوسلوا ووادي عربة، شاء من شاء، وأبى من أبى.
والخوف هو أنه من المحتمل هذه المرّة أن يقوم العدو من خلال معركة مصطنعة بإهداء نصر كبير لإيران والفصائل المرتبطة بها كي يحقق مزيد من الاختراق الإيراني في الجماهير في فلسطين والعالم العربي عموماً. فحينها سيقال بأن ايران هي التي هزمت العدو الصهيوني واضطرته للتراجع، ومنعت تهويد القدس والمقدسات، وليس ذلك بسبب الدبلوماسية العربية المذكورة أعلاه.
فالكرة الآن في ملعب الاحتلال، وعداد الانتقادات لا زال جارٍ بسبب حمايته حالياً للمتطرفين اليهود والسماح لهم المرور من خلال باحات المسجد الاقصى. فهو الذي بدأ، وسيبقى هو من يتحمل المسؤولية، وما دام الأمر هكذا على هذه الوتيرة، فعليكم بالتكبير والتحميد، ولا تقدموا له ما يتذرع به، فهو الخاسر في معركة تهويد القدس بلا حرب.
النتيجة والتوصيات
إن قوة الاحتلال هي المسؤولة عن ردود الأفعال الفلسطينية للدفاع عن المقدسات وعن القدس وكل ما سينتج عنها من قصف للمدنيين اليهود، أو قصف العدو للمدنيين في قطاع غزة.
كما على الفصائل الفلسطينية إذا أدى اجتهادها الى وجوب إطلاق الصواريخ أن تستهدف مراكز قوى العدو، مع تجنب تعمّد قصف المستوطنات، وذلك لكون العالم يصنف ذلك استهدافاً للمدنيين، وبالتالي يعتبره عملاً إرهابياً، ما سيؤدي الى إضعاف مواقف الداعمين للقضية الفلسطينية في الشرق والغرب وتقوية الرواية الصهيونية، ولحين إقناع العالم معظمه أو حتى بعضه بأن المستوطنين باتوا إرهابيين مقاتلين، فحينها يزول الحذر.
مذكرا بأن العدو سيفشل في محاولته هذه كما فشلت عشرات المحاولات السابقة في بسط سيادته على الأقصى، حتى لو لم تقم الفصائل الفلسطينية بالتدخل، وذلك لأن قوة ملف القدس عند العرب حاضرة ومعهودة بعد توقيع معاهدتي وادي عربة وأوسلو.
هذا وقد قالت قناة “كان” العبرية، يوم الأربعاء ٢٥/٥/٢٠٢٢:
إنه (“بعد الحكم الذي أثار ضجة، تم إلغاء قرار السماح لليهود بأداء طقوسهم في المسجد الأقصى”. وكانت قد أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية، الأحد الماضي، حكماً أولياً بالسماح للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية بصوت عال، والقيام بما يشبه الركوع خلال اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى، وقد نددت الرئاسة الفلسطينية والخارجية الأردنية بالقرار، ووصفته الخارجية الفلسطينية بأنه إعلان للحرب الدينية) انتهى.
اللهم اشف صدورنا
عدنان الصوص
٢٨/٥/٣٠٢٢