حين تكون فرداً لا تمثل إلا نفسك، فإن مآل اتهامك لأي جماعة إسلامية أو دولة بالإرهاب، ليس كمآل اتهام عالم كبير، ولا مآل اتهام معالي وزير، ولا مآل اتهام رئيس دولة، إلا اذا كانت تلك الجماعة أو الدولة تتبنى في منهجها تكفير المجتمعات وتجيز الخروج على الأنظمة الاسلامية، و/ أو يوجد في تاريخها من الأعمال المادية ما يُدينها بالإرهاب، ومن هؤلاء الذين يتبنون الأفكار التكفيرية و/ أو الثورية حزب التحرير والماركسيين والخمينيين، أو من تأثر بهم من المسلمين فكراً أو عملاً كالقاعدة والإخوان وداعش أو أي نظام قائم إن وجد.
أما جماعة التبليغ، من وجهة نظري ليس في منهجها التكفير والتفجير وجواز الخروج على النظم الاسلامية القائمة أصالة، وإن وجد في بعض افرادها من تأثر بتلك الأفكار، فهم بذلك كالسلفية التي ليس في منهجها تكفيراً ولا تفجيراً للمسلمين، ومن وقع في ذلك منهم فهو لا يمثل المنهج السلفي، بل يمثل نفسه هو دون المنهح، وذلك لتأثره بالتكفير أو التفجير من الدعوات المذكورة أعلاه ممن تنتهج التكفير و/ أو التفجير.
وعليه لا يجوز القول بأن المنهج السلفي منهج تكفيري إرهابي لوجود بعض أفراد ينتسبون للمنهج تأثروا بذلك من خارج المنهج السلفي، ولا بسبب وجود جماعة من طاع الله في بلاد نجد التي تطرفت في مسلكها لحدّ الخروج عن الشرع في مسائل التكفير والقتل والقتال وفي مفهوم الولاء والبراء ومفهوم البدعة، مما دفع الملك عبد العزيز آل سعود لمحاولة الحدّ من تطرف هذه الجماعة، بل قتالها في مرحلة لاحقة، فهم من وجهة نظري أصبحوا كالخوارج في زمن عليّ رضي الله عنه، الذين شاركوه الحكم قبل أن يضطّر لقتالهم.
وكذلك الأمر بخصوص جماعة التبليغ التي لا تتدخل في السياسة أصالة وتُعلّم أفرادها على ذلك، لكنها قابلة للاختراق كغيرها من الجماعات، كون أفرادها يجتمعون على الدعوة الى الله والخروج في سبيل الله كما يقولون.
فيجب التفريق بين الفرد الذي يمارس التكفير و / أو التفجير متأثراً بغيره من خارج منهجه السّلميّ، والذي يمارسه أصالة.
وأخيراً:
فإنّ الفتنة دبّت بين السلفيين وجماعة التبليغ حين بدأ افراد في الجماعتين يتهم الآخر بالتطرف والإرهاب،،،،
▪فبعض التبليغيين يتهمون السلفية بالارهاب ويسمونهم بالوهابية، وينسبون أعمال إخوان من طاع الله الإرهابية الى المنهج السلفي.
▪ومن التبليغيين من اعتبر قيام الدولة السعودية بمنعهم من التدريس والخروج بعد حادثة جهيمان عداء للدين والشريعة، وليست مسألة اجتهادية من النظام السعودي تقوم على الحفاظ على منهجه السلفي من وجهة نظره.
▪ كون جماعة التبليغ تأسست في الهند في مجتمع غالب قياداته صوفية، مما سهّل قبول فكرة أنّ السلفية إرهابية.
▪بعض السلفيين مؤخراً اعتبروا جماعة التبليع جماعة إرهابية لوجود بعض أفرادها من يُكفّر الدولة السعودية ويُحرّض عليها، ولا أعلم أن الشيخ ابن باز، أو ابن العثيمين رحمها الله اتهموا التبليغ بالارهاب.
▪بعض السلفيين كذلك نظر الى الخلاف القديم بين دعوة التوحيد ومظاهر الشرك والقبورية واعتبر من هذا الباب جماعة التبليع إرهابية لمعارضتها ذلك.
فاستغل تجار الفتن والإفساد في الأرض هذه الحالة وهذا التناقض بين السلفية وجماعة التبليغ وأظهروه على أنه تناقض أصيل، مما زاد من الاحتقان بين الطرفين امتدت ازمته بين الهند والسعودية. فكان على الطرفين تفعيل فقه الخلاف، ومآلات الأحكام.
وهذا اجتهادي لا ألزم به أحداً، فإن أصبت فالحمد لله، وإن أخطأت فأستغره واتوب إليه.
هذا والله اعلم.
عدنان الصوص
٢١/١٢/٢٠٢١