بعض المناهج الثورية تسعى من خلال مبادئها الى هدم الأنظمة القائمة بالعمل على الإفساد والتخريب المقصود فيها وفي المجتمع ككل بكل وسيلة.
فتقوم الانظمة في باديء الامر بمحاسبتهم أو اعتقالهم واقصائهم قدر الممكن عن اجهزة الدولة.
فحين يصر هؤلاء على منهجهم الثوري واسلوبهم الهجومي والافسادي من جهة، ويصبح لرموزهم تأثير وحضور وأنصار في المجتمع ويرتفع شأنهم من جهة اخرى، تضطر الأنظمة إلى تعيينهم كوزراء وأعيان وغيره من مراكز التأثير؛ فتحقق بذلك عدة امور.
الأول: إثبات ديموقراطية النظام.
الثاني: التخفيف من معارضة أنصار هؤلاء الوزراء للنظام.
الثالث: مشاركتهم في المسؤولية بخير وشرها، بالتالي تخفيض وتيرة الانتقاد ضد النظام.
هذا من جهة النظام، أما جهة رموز المعارضة ممن عينوا في الدولة، فيصيرون على أقسام.
– منهم من يصدم بحقائق كان يرى انها من كذبات أو من تضخيم النظام، فيميل لجهة النظام حقيقة ويصير من انصاره.
– منهم من يصدم بالحقيقة لكنه يتحول إلى محايد تجاه النظام وغير موال خشية سطوة الرفاق.
– منهم من يستمر في نهجه المعارض – مع علمه المسبق بحقيقة النظام – مع إظهار نوع من الولاء، فيستمر وهو في موقعه في الإفساد عن قصد غير مبال بالفضيحة أو سوء النتيجة.
هذا الصنف من المعارضة (الرفاق) يشكلون أصل المعارضة للانظمة القائمة في هذا الزمن المعاصر، وهم الذين يقفون خلف حركات الاسلام السياسي والجهادي المعارضة لانظمة الحكم في الدول السنية المعتدلة.
هذا والله أعلم.
عدنان الصوص
15/1 /2017