باعتبار فيصل القاسم ذو خلفية يسارية فهو ربما يميل للتعاطف مع روسيا وكراهية أمريكا، فلا يمكن الوثوق بمقاله “من الذي حمى النظام السوري: روسيا أم أمريكا؟” الذي الذي حمّل فيه المسؤولية لأمريكا عما حل بالشعب السوري لأنها لم تساعده، وأن سبب بقاء جرائم بشار ليس هو الفيتويات الروسية، ولم يأت على ذكر إيران.
إننا نحتاج الى موضوعية أكثر، فلا شك بوجود مسؤولية أمريكية، ولكن الفيتو المتكرر والأسلحة الثقيلة والمواقف العنيدة والخبراء كلها روسية وإيرانية!
فأين ذهبت عقولنا؟! هل من المعقول ننسى مسؤولية روسيا بهذه السهولة بسبب تراث الغرب الاستعماري العالق بذاكرتنا؟!
لو كان الأمر فقط بتحميل أمريكا جزء من المسؤولية إضافة للمسؤولين الأصليين، فأنا موافق.
لكن بكل الأحوال صرت أبتعد عن مبدأ تحميل المسؤولية للآخر سواء روسيا أو إيران أو غيرهم، فإذا أردنا التغيير فيجب أن نعلم أننا نحن المسؤولون عن كل ما حصل بنا، ولو أننا عرفنا كيف نراعي مصالح الكل بحنكة وذكاء لسقط بشار.
أما من ناحية قانونية جنائية فالقانون الدولي يقرر أن هذه المسؤولية على النظام ومن عاونه، وليس على من لم يساعد الشعب السوري.
لم يدمر الشعوب العربية شيء بقدر اتهامها الغرب بالمسؤولية عن كل شيء، فأمريكا أصبحت تخاف أن تساعد شعوبا، ثم بعد كل ذلك تلقي بمسؤولية جرائم روسيا عليها!
ومن المؤسف أن بعض التحريف قادر على عكس الحقائق وتصوير أن كل ما جرى لشعوبنا سببه فقط الغرب!
لنتذكر مثالا، صربيا قتلت 200 الف مسلم في البوسنة بدعم بالسلاح والفيتو الروسي، ولكن كثيرين يصنفونها بأنها جرائم غربية وحتى صليبية ويشتمون الغرب بسببها!
لا شك أن الغرب لهم أيضا جرائمهم، ولكن الانصاف يقتضي نسبة الجرائم لأصحابها الحقيقيين، وذلك كي لا نبعد القوى الدولية الراغبة عن مساعتدنا!
بالنسبة لسؤال ما هي المساعدات المقدمة من الغرب حتى الآن؟!.. وأن امريكا لو ارادت التدخل لتدخلت رغم انف روسيا، فهناك رأي يقول بأن التدخل الأمريكي رغم أنف روسيا ممكن ولكنه مكلف جدا، وربما يقود لحرب عالمية ثالثة، وقدم أصحابه مقارنات تاريخية تدلل على ذلك، بالمقابل، فإن مؤيدي النظام يزعمون أنه لولا الفيتو الروسي لقامت الحرب العالمية الثالثة!
اذا افترضنا ان الجميع خائف من حرب عالمية ثالثة، فهل يسببها عدم الفيتو الروسي وترك الشعب السوري يسقط النظام؟! أم يسببها تشبث روسيا بنظام يقتل شعبه واضطرار المجتمع الدولي لخوض حرب عالمية لإنقاذ الشعب؟؟
زاهر طلب
كاتب ومفكر