إن الله تعالى قد أرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وقد كانت معظم العرب والشعوب الأخرى على الشرك والكفر الواضح، ولكن برغم ذلك فإن منهج الرسل والأنبياء وأتباعهم من المؤمنين الصادقين هو الرحمة والشفقة بالناس، حتى بالكفار والوثنيين، وذلك بدعوتهم للإيمان باللطف والحسنى، والإصلاح بالأخلاق الطيبة والتواضع والصدق والأمانة، وبالحوار البنّاء واجتناب الجدل العقيم، قال تعالى: “أدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”.
أما مبدأ التكفير فهو مبدأ شيطاني جاهلي لكنه متلبس لبوس المؤمنين، فهو يطبّق عكس كل تلك الأخلاق، ليس فقط بالكفار بل أيضا بالمسلمين وبإخواننا المواطنين من أهل الكتاب ومن الطوائف الأخرى، إن الأخلاق الداعشية الدموية ومبادئ التكفير تتعارض تماما مع الأخلاق الإسلامية والنفسية المؤمنة، وهي نفسها صفات المجرمين من الكفار والطغاة والشبيحة.
من الناحية النفسية والعاطفية، يكون في الإنسان صفات معينة تجعله مؤهلا ليكون داعشيا تكفيريا أو شبيحا طاغية، فالشبيحة أيضا تكفيريون سفاكون للدماء وهم مثل الشبيحة بالزعم أنهم مواطنون، أما الدواعش فيزعمون أنهم مسلمون، ولا أدعي هنا أن الشبّيح ليس مواطنا والداعشي ليس مسلما، لكن الشبيح يعتبر من يخالفه خائنا يجب قتله، وكذلك الداعشي يعتبر من يخالفه كافرا يجب قتله.
الصفات الداعشية أو السلبية |
الصفات الإسلامية أو الإيجابية |
الغلظة والتطرف والكراهية |
الرحمة والرأفة والمحبة |
الإحباط واليأس والرغبة بالموت |
الأمل والتفاؤل والإيمان والحياة |
الكبر والغرور والصلف والرياء |
التواضع والصدق والإخلاص |
الذلة والخضوع للأقوى والعبودية |
العزة والحرية والكرامة |
الجدل والتخاصم والولدنة |
الحوار والائتلاف والاعتراف بالآخر |
حب السيطرة والانتقام |
حب خدمة الناس والتسامح |
الشكوى من الآخر و الدراما والمظلومية |
لوم النفس والاهتمام بالآخر والعفو عن الناس |
الكذب والنفاق والخيانة والفجور |
الصدق والإيمان والأمانة والصفح |
الجهل وإغلاق العقل وقسوة القلب |
العلم والانفتاح ورقة القلب |
الخوف من الأعداء وإرهاب الناس |
الشجاعة والإقدام وحماية الناس |
الغموض والسرية والخداع والتمويه |
الوضوح والعلنية والنصح |
الدياثة والجشع والحسد |
الشهامة والزهد ومحبة الخير للناس |
رفض الآخر والتكفير والتخوين |
القبول بالآخر والثقة وتفويض الأمر لله |
غلبة النكد وضيق الأفق والتعاسة |
غلبة البهجة وسعة الأفق والسعادة |
إن الصفات الداعشية أو السلبية لا تجعل صاحبها بالضرورة يصبح داعشيا ولكنها موجودة بشكل متفاوت في الدواعش والشبيحة، وكذلك بشكل أقل عند المجرمين الجنائيين، وهي تتواجد أيضا بنسب قليلة بين الناس العاديين، ويجب على كل شخص التخلص منها باستبدالها بما يقابلها من صفات إيجابية، وهي عموما الصفات الناتجة عن تضخم الأنا الزائفة، التي يظن صاحبها أنها الأنا الحقيقية المعبرة عن الذات، في حين أن الصفات الإسلامية أو الإيجابية تتواجد في كل مسلم صادق، وتتواجد في غير المسلم أيضا وتدل على صلاح الإنسان ونجاحه بتحقيق الذات الحقيقية.
زاهر بشير طلب
كاتب وباحث