حزب التحرير والدفاع الوقح عن داعش

هاجم أمير حزب التحرير “عطاء بن خليل أبو الرشتة” في مقال له بتاريخ 28/9/2014 التحالف الدولي ضد داعش، واصفاً إياهم بـ”الصليبيين الجدد”، كما اتّهم الحكام بالقتال تحت لواء الصليبيين وبالخيانة! كما كفّرهم متهما إياهم بالحقد على الإسلام والمسلمين! إن التكفير هو الطريق للداعشية، وهذا التحريض التحريري بالكلمة كان هو الطريق للخروج المسلح الذي أنتج القاعدة وداعش، والآن، هو فوق ذلك يستغلّ ضربات التحالف ضدهم لصنع وتجنيد المزيد من الشباب ليكونوا دواعش جدداً…

 

إن هذا يثبت مرة أخرى أن حزب التحرير هو الحاضنة الفكرية وخط الانتاج للتنظميات الإرهابية.

شبهة قتال الجيوش العربية لداعش وتركهم قتال إسرائيل:

ثم دندن على شبهة قتال الجيوش العربية لداعش وتركهم قتال إسرائيل وقت اعتدائها الإجرامي على غزة، والجواب على ذلك بأن قتال الخوارج واجب، وكذلك قتال العدو المحتل هو واجب، ويجوز التحالف مع الغرب بحسب فتاوي كثير من العلماء المبنية على فقه المصالح والمفاسد، أما إسرائيل فيجب قتالها لو تحققت الشروط وانتفت الموانع، ولكن يتعذر ذلك بسبب وجود اتفاقيات سلام وهدنات دولية، وهذه من أكبر الموانع، وكذلك الحال كان مع داعش، فقد انتظرت هذه الدول العربية المشاركة وصبرت لأكثر من سنتين قبل قتال داعش بسبب وجود بعض الموانع سابقاً، وأيضا لحين إيصال الرسالة الشرعية الصحيحة لهم لعلهم يتوبون.

ثم متى كانت محاربة الخوارج الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتالهم هو كفر وحقد على الإسلام؟!

ففي الحديث الصحيح: ” ‏قَالَ ‏عَلِيٌّ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يَقُولُ ‏: ‏يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ ‏سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ،‏ ‏يَمْرُقُونَ ‏مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا ‏يَمْرُقُ ‏السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. رواه البخاري (6930) ، ومسلم (1771) .

ثم دعا الرشتة صراحة للخروج على الأنظمة بقوله “كيف لا تبذلون الوسع مع أبنائكم في القوات المسلحة لتغيير هؤلاء الحكام الموالين للكفار المستعمرين؟ (بزعمه)”، وهذا التحريض التحريري بالخروج هو لبّ وأساس الفكر الذي تقوم عليه حركات الإرهاب من القاعدة وداعش وغيرها، وطريقة حزب التحرير المعروفة هي أن يُحرّض غيره للخروج ولايشارك بنفسه في القتال، ولهذا فإن حزب التحرير أخطر من داعش والقاعدة.

ثم في نهاية مقاله انتقد التنظيم نقداً خفيفا لذر الرماد في العيون زاعما أن الحل يكون ببيان أحكام الدين لهم، وهذا صحيح، فقد تم بيان ذلك لهم بكل وضوح مراراً وتكراراً، ولكنهم لم يستجيبوا لصرخات العلماء وشروحات الفقهاء، ثم كيف لحزب لديه أساس انحرافات فكر داعش أن يدعو لتصحيح انحراف داعش؟!؟!

إن مثل هذا الموقف هو دفاع صريح من حزب التحرير عن داعش، وهو أشد من الدفاع الخفي عنهم من قبل الأحزاب اليسارية والقومية، فهنا قد حدد حزب التحرير موقفه بأنه مع داعش في خروجها الذي هو جوهر الانحرافات، واكتفى بانتقاد الانحرافات الشكلية لذر الرماد في العيون.

حزب التحرير والدفاع الوقح عن داعش
تمرير للأعلى