تحدث بشار في خطابه الأخير بثقة غير مسبوقة رغم الحالة العسكرية السيئة له على الأرض، فما هو السر؟ ولماذا يعاني الجيش الحر منذ تلك الفترة من نقص حاد في الذخيرة؟ ولماذا أعطت الأمم المتحدة له 500 مليون دولار للإغاثة؟ ولماذا كان الغرب متحمسا للتدخل العسكري ضد السلاح الكيماوي فأصبح فاترا؟ لماذا لم يحصل كل هذا إلا مؤخرا؟ أجد أنه لا تفسير برأيي إلا لأن الشعب السوري والمعارضة الفاشلة قد أعلنوا تأييد جبهة النصرة، برغم أن الجميع يعلم أن النظام هو منشئها في الأساس!، وأنها تتبع لتظيم القاعدة في بلاد الرافدين، للأسف لقد حولوا ادعاء النظام المتهافت إلى حقيقة.
لقد انطلت إخدى خدع النظام أخيرا على الشعب السوري لأسف، بعد أن بقي عصيا على الخداع، وذلك بحديثه عن انتصارات جبهة النصرة، وتجاهل كل انتصارات الجيش الحر والكتائب الأخرى، وانتشرت الإشاعة الإعلامية الممنهجة عن انجازات الجبهة انتشار النار في الهشيم، وهي حملة قد يكون أيضا وراءها مخابرات النظام، ودعّمها النظام بإهداء بعض الانتصارات الحقيقية لجبهة النصرة على الأرض ليعطي تلك الإشاعات مصداقية، تماما كما فعلت إسرائيل في إهداء حزب الشيطان انتصارات اصطناعية في جنوب لبنان لرفع شعبيته جماهيريا ليصبح قائدا للأمة نحو الهلاك.
وهكذا ابتلع الشعب السوري الطعم، فأعلن تأييد جبهة النصرة التابعة فعلا للقاعدة في بلاد الرافدين والتي اخترعها النظام السوري في الأصل، ذلك الفخ الذي كان بشار بحاجة اليه ليحصل ما حصل، إذ لم يكفيه طوال ذلك الوقت الدعم الروسي والإيراني، فهو بحاجة أيضا لإيقاف الذخيرة عن الجيش الحر، وهذه من بركات تأييد الجبهة النصرة!
إن قصة الثورة الشيشانية بمساعدة القاعدة ضد روسيا التي سحقها بوتين بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل بكل قسوة لم يشهد لها التاريخ، تثبت لكل ذي عقل أن تنظيم القاعدة هو مقتل الثورات بامتياز، وإن أي شعب يثور على نظام دموي مجنون عليه أن يفهم أنه بحاجة بعد دعم الله تعالى إلى دعم كبير من الغرب ودول الجوار له، وهي حاجة اضطرارية لا غنى عنها في الثورة ضد الأنظمة ذات الإرث السوفياتي مثل سوريا وليبيا، أما الاستعانة بتنظيم القاعدة في أي ثورة هو أفضل طريقة مثالية لسحق الثورة، وربما إبادة الشعوب ومحوها تماما عن الوجود (لا سمح الله).
أما ما هو البديل؟ فهو دعم الجيش الحر والكتائب المعتدلة وتوحيدهم، والإصرار على التدخل العسكري الذي أصبح ممكنا الآن بوجود السلاح الكيماوي.