طالب البعض بتسمية أحد أيام الجمعة في الثورة السورية بـ “ألم يشبع حقدك من دمائنا يا أمريكا”، فكتبت هذا السطور استغرابا من هذه المبالغة بلوم تخاذل أمريكا لدرجة وضعها في درجة القاتل، وللأسف مع نسيان القاتل الأصلي النظام الأسدي وروسيا وإيران.
“الله ينتقم منك يا أمريكا، فكم أنت مجرمة، فأنت ولي أمر المسلمين ومسؤولة عنهم لكن تتركينهم يقتلون في سوريا!! فعلا أنت شريرة جدا، أكثر من النظام الأسدي نفسه، وأكثر حتى من روسيا وإيران اللتين تدعمان النظام بالأسلحة والشبيحة المجرمين!!
يجب أن نصبح أصدقاء لروسيا والصين وإيران رغم أنهم يذبحوننا، وذلك انتقاما منك يا أمريكا، فأنت أكبر عدو لنا في التاريخ، وحتى لو قتلتنا روسيا وإيران وذبحت أطفالنا بالسكاكين، فأنت السبب يا أمريكا!! وأنت الأكثر عداء لنا، ونحن لسنا السبب وليس لنا أي ذنوب بما كسبت أيدينا كي نستحق ما ينزله الله بنا!!
وحتى لو صمتت تركيا ومنعت تسليح الجيش الحر فهذا لأنها حكيمة لا تريد التورط بالمستنقع السوري، ورغم أنه أصبح نمرا من ورق، ورغم أن إيران شارفت على الإفلاس، وحتى رغم أن الانتخابات التركية قد انتهت العام الماضي، ورغم أن الجيش التركي أقرب إلى سوريا من القواعد الأمريكية وأقوى بعشر مرات من الجيش السوري وعضو في حلف الناتو، فتركيا حكيمة جدا بعدم نصرتها للشعب السوري كي لا تتورط بقضية أكبر منها!!
ورغم أن لديك انتخابات هذا العام يا أمريكا، ورغم أن التاريخ يخبرنا أنك تدخلت عسكريا متأخرة في البوسنة بعد الانتخابات، وأنقذت الشعب البوسني المسلم من استمرار الإبادة، فأنت مع ذلك شريرة، ورغم أنك أصررت على الاعتراف باستقلال كوسوفو المسلمة رغم رفض روسيا القطعي فأنت قمة الخبث والشر، وسوف نتحالف مع روسيا وايران الذين يبيدوننا ضدك!!!
فنحن نعشق من يكثر قتلنا واستعبادنا، وكلما ازدادت روسيا بنا قتلا وتذبيحا، ازددنا حقدا وعداوة لك يا أمريكا، لأنك العدو الأول لمن يذبحنا!!”
نعم إن النظام الاسدي هو من كان يظل يكرر علينا أن امريكا هو الشيطان والعدو الأكبر، وهذا غير صحيح، فهي عدو من الأعداء وليست أكبر عدو، لأن فيها كثير من الإيجابيات لصالح العرب والمسلمين في داخلها وخارجها برغم سيئاتها أيضا، فهي أصلا ليست دولة مسلمة لتكون مسؤولة عن المسلمين.
فعلق أحدهم: “إن التعاطف مع روسيا وإيران غير وارد من الثوار، أما الانتهازيين والمتسلقين فنتوقع منهم كل شيء، فالوعي الذي حصل عليه أبناء شعبنا خلال هذه الثورة يصعب التغلب عليه بسهولة ومخادعته ببساطة.”
فأجبته: “لا أشك في ذلك، ولكن يوجد لدى الانتهازيين من بعض الموالين لروسيا وإيران خطط لخداع الشعب، مثل التركيز على معاداة أمريكا والغرب أكثر من اللازم وأكثر مما يستحقون، وهذه الفكرة مع الزمن وبغياب التذكير بجرائم إيران وروسيا، ستؤدي إلى إعادة إنتاج نفس الفكرة البعثية الداعية للتعاطف والتحالف مع روسيا و بالتالي انتاج نفس النظام السابق، وهذه طريقة مجربة تاريخيا ولهذا أحذر منها. ويجب أن نعمل على أن يستمر الوعي الشعبي من خلال الاستمرار في نشر الوعي، لأنه توجد قاعدة تقول إن ذاكرة الشعوب قصيرة”.
لهذه الأسباب أقترح تسمية جمعة باسم “ألم يشبع حقدكم من دمائنا يا إيران وروسيا؟”.