عداء الأمة الإسلامية مع اليهودية وليس مع الصهيونية وإسرائيل فقط

يخرج علينا بين الفينة والأخرى مفكر أو سياسي أو شيخ ليعلن للملأ بأن عداء الأمة الإسلامية ليس مع الديانة اليهودية ولكن مع إسرائيل والكيان الصهيوني.

هذا الزعم منقوض شرعا وواقعا.

… فالقرآن الكريم لم يقل بأن أشد الناس عداوة للمؤمنين الصهيونية وإسرائيل، بل قال (اليهود والذين أشركوا)، واليهودية هي ديانة معروفة لها أصولها وكتبها المقدسة الخاصة بها (التوراة والتلمود). وكذلك لم يقل القرآن الكريم عن الصهيونية أو إسرائيل، (كلما أوقدوا نارا أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا) وغير ذلك من الآيات الدالة على عدائهم لنا وللإنسانية جمعاء.

فلما نزلت هذه الآيات وغيرها الكثير الدالة على عداء اليهود لنا، لم تكن الصهيونية بعد ولا إسرائيل قد ولدت، فكيف يزعم هؤلاء بان العداء محصور في الصهيونية وإسرائيل، وهذا هو القرآن يخص اليهود بذلك؟؟؟؟!!! ثم ألا يعلم أؤلئك القوم بان الحركة الصهيونية هي حركة سياسية تنطلق بأساس ديني يهودي تهدف إلى عودة اليهود إلى فلسطين وبلاد ما بين الفرات والنيل، كما وعد الرب إبرام على حد تعبيرهم في التوراة. لذلك لم تقبل الحركة الصهيونية بغير فلسطين موطنا لليهود ومنطلقا لهم لحكم العالم بسبب عقيدتهم في ذلك.

ثم ألا يعلم أؤلئك ممن قل فقههم، بل ممن حرفوا الكلم عن مواضعه وأولوه بعيدا عن معناه الحق أن زعماء إسرائيل الآن يطالبون الفلسطينيين والعرب بالاعتراف بيهودية إسرائيل!!! ماذا يعني لهم هذا؟ نريد منهم تأويلا فاسدا كما أولوا آيات الكتاب! ألا اسم دولة إسرائيل التوراتي دليلا على هذا أيضا؟

(أم على قلوب أقفالها)…

والخطر في فصل الصهيونية أو إسرائيل عن الديانة اليهودية يكمن في التستر على أصل الفساد والإفساد اليهودي من جهة، ثم رمي الغرب به باعتبار أن الصهيونية وإسرائيل هي منبت غربي زرع لصالحهم، وهذه الأفكار يروجها فينا الماركسيون إمعانا في التضليل والدفاع عن اليهود واليهودية من جهة، ولتغذية الصراع بين المسلمين والغرب من جهة ثانية.

هذا على مستوى الديانة اليهودية، أما على مستوى الأفراد، فمن الممكن أن نجد يهودياً لا يناصبنا العداء لاعتبارات عنده هو، وهذا النوع من اليهود نعامله ونجادله بالحسنى، قال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). ولكن لا يعني وجود هذا النوع من اليهود على ارض الواقع أن العداء ليس مع الديانة اليهودية .

عدنان الصوص 28/4/2012

(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)
Scroll to Top