بعد مجزرة حي كرم الزيتون الطائفية البشعة في حمص، علت قلة من الأصوات المطالبة بتبنّي شعارات الطائفية علنا في الثورة ضد هذا النظام الطائفي المدعوم من أنظمة طائفية وشيوعية كبرى، من مثل قول البعض: “إن هؤلاء الجبناء يهاجمون أهلنا العزل… حرمة أهلهم وعائلاتهم مقابل حرمة أهلنا وعائلاتنا إنهم يشنون حرب إبادة يقتلون فيها الاطفال والصغار العين بالعين والسن وألف علوي يفطس ولا سني واحد ينخدش اصبعه …” ومثل: “بعدين بقى مع هالشعارات هي… لا للطائفية وكلنا سوريا…” الخ… فإذا كانت الطائفية في السابق ليست في مصلحة الثورة، فهل أصبحت الآن في صالحها، مثلما ما أن العسكرة كانت ليست في صالحها فأصبحت الآن في صالحها؟
بالتأكيد الجواب هو لا… فصحيح أن النظام يستخدم كثير من العلويين كشبيحة ويتمادى في القتل والقمع كمحاولة منه لإظهار الأمر للعالم وكأن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية، ولكن هذا ليس هو الواقع تماما، وصحيح أن كثير من علويي الساحل قد رضوا بأن يكونون حميرا يركب عليهم النظام، لكن الصحيح أيضا أن بعض الشبيحة هم من كل الطوائف وخاصة من أحزاب ما يسمى بالجبهة والوطنية التقدمية والتنظيمات الشيوعية الكردية والأحزاب الايرانية في لبنان والعراق.
المشكلة أنه إذا اعتقد للعالم أن الثورة وما يحدث في سوريا هو حرب طائفية، فهذا يسهل على النظام الافلات بأفعاله ويسهل عليه إقامة دويلته الطائفية المسخ، ويسهل عليه تسريب الأكاذيب عن الجماعات الإرهابية داخل سوريا. يجب أن نكون واعين تمام أن مشكلتنا الرئيسية ليست مع الطائفة العلوية، بل مع نظام حزب البعث الاشتراكي الطائفي المرتبط بكل من تل أبيب وطهران وموسكو، ويستخدم الطائفة العلوية، وإن إثارة الطائفية هي خدعة من النظام لأجل أخذ شرعية دولية لإقامة دولته الطائفية.
سيقول البعض: “أنا معك في ما قلته، لكن لا تنسى أننا نواجه مشروعا دينيا شيعياً تقوده إيران ويستخدم بعض الأفراد الخونة من الطوائف الشيعة كوقود، لا يمكن الاستمرار على هذه الحالة، أن يقتلنا الشبيح مهما كانت طائفته وفي نفس الوقت هو آمن على أهله، هذا الشبيح إذا شعر بالخوف على عياله سيفكر ألف مرة قبل الإقدام على قتل أطفالنا وانتهاك أعراض نسائنا، صحيح أن الشبيحة ينتمون لكل الطوائف ولكن الاعتماد الرئيسي والأوحد للنظام هو على الطائفة العلوية، الطائفة العلوية بإجمالها مع النظام، والصفويين الشيعة يخوضون حربا طائفية، بأدوات طائفية وعقائد طائفية، اذا استمرينا على طيبة قلبنا وانخداعنا بالشعارات الزائفة سنُباد عن بكرة أبينا، إنها حرب إما قاتل وإما مقتول، نحن لسنا في معرض اذا مددت يدك لقتلي فلن أمد يدي لقتلك…”
أقول هناك فرق بين أن يكون كل أفراد هذه الطوائف طائفيين وهذا ليس هو الواقع، وبين أن يكون النظام طائفيا يستخدم الأفراد الطائفيين من هذه الطوائف، وإن المشكلة الكبرى هي أن العالم لا يسارع في التدخل لحماية الأكثريات، ولكنه يتدخل بسرعة البرق لحماية الأقليات خاصة تلك الطائفية منها بضغط من إسرائيل، فيجب أن لا يكون اتجاه الثورة بطريقة تعطي النظام ذريعة دولية لإقامة دولة علوية لحماية طائفته، فكلنا نعرف أن العالم يركض بسرعة لحماية أي طائفة الا السنة فهو يماطل ويؤجل حمايتهم.
إن الطائفية إذا ظهرت من الشعب السوري، سيكون لها رد فعل عكسي فادح في التعاطف الدولي والدعم العالمي للثورة، وذلك بفعل الماكينة الإعلامية التي تسيطر الصهيونية العالمية على جزء لا يستهان به منها، خاصة في الدول الغربية، فضلا عن ماكينة النظام الإعلامية على غبائها.
ربما نشاهد إذا اصبحت الثورة طائفية (لا سمح الله) موافقة فورية بضغط من الصين وإيران وروسيا وإسرائيل على الاعتراف الدولي بدولة العلويين الطائفية بحجة حماية أطفال ونساء المجرمين الشبيحة من انتقام الشعب السوري، والنظام يعمل بكل حهده على هذا.
فالخذر… الحذر…
لاحظوا أنه حتى هذا النظام الذي يمارس أبشع أنواع الطائفية، فإنه لا يعلن رسميا أنه طائفي، بل يمارس الطائفية بشكل غير معلن ويزعم أنه وطني!!، هل شاهد أخد بشار أو نصر اللات يصرح بشيء علني ضد السنة؟ كلا… لكن كل أفعالهم هي ضد السنة.