خطورة تسليح الجيش الحر بدون التدخل العسكري والحظر الجوي

إن تسليح الجيش الحر يزيد من  قدرته على مواجهة الشبيحة والقناصة وقوات الأمن، لكن عندما يستخدم النظام السلاح الثقيل والدبابات والطيران الحربي، ففي هذه الحالة إذا لم يحصل تدخل عسكري وحظر جوي وتشكيل منطقة عازلة آمنة، فهناك احتمال لاستمرار تكرار حالة اقتحام وتدمير حي باب عمرو في كافة أنحاء سوريا، وهذا يعني تدمير كثير من المدن والقرى، من المؤكد انتصار الثورة، لكن سنكون أمام بلد مدمر مثل أفغانستان بعد انتصاره على الاحتلال السوفياتي.

إن التدخل العسكري الخارجي المحدود يحمي البلاد من الخراب والتدمير الشامل وتهجير الملايين كما حصل في أفغانستان والبوسنة، لكل هذا لا بد من حصول تدخل دولي عسكري سريع بدون قرار من مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي والصيني، وذلك على غرار التدخل العسكري الذي حصل في كوسوفو التي كان في حالتها أيضا فيتو روسي، وذلك بالضغط على الدول الغربية والأمم المتحدة لتفعيل قانون متحدون من أجل السلام، الذي يطالب بحماية المدنيين ولو باستخدام القوة، دون الحاجة لقرار من مجلس الأمن.

ولأن الغرب متردد فيجب علينا شن حملة إعلامية كبرى، وحملة مظاهرات ولافتات كبرى خاصة أمام سفارات الدول الغربية كما فعل الثوار في كوسوفو، فيها مطالبات ملحة بشدة تدعو بكل صراحة الدول الغربية والمجتمع الدولي للتدخل العسكري الفوري لحماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية.

إن التدخل العسكري لحماية المدنيين هو حق لكل شعوب العالم عندما تتعرض لخطر الإبادة الجماعية، وهذه المطالبات ليست استجداءا، بل هي مطالبة بحق أصيل يكفله القانون الدولي، وبما أن بعض التصريحات الغربية تلمّح إلى إمكانية التدخل العسكري وأن كل الخيارات على الطاولة، وبعض التصريحات الأخرى ترفض هذا التدخل، إذن فنحن لسنا أمام حالة رفض وإنما حالة تردد، وهذا يعني أنه يجب علينا تكثيف الضغوط على المجتمع الدولي والدول الغربية ليحسموا ترددهم، ويكونوا في المكان الصحيح من التاريخ.

لا يكفي تسمية بعض الجمع سابقا بجمعة الحظر الجوي والمنطقة العازلة وغيرها، لأن تلك التسميات والمطالبات في ذلك الوقت كانت مبنية على أساس أن تكون بقرار من مجلس الأمن، وبعد الفيتوات الروسية والصينية المجرمة، يجب مرة أخرى إعادة إحياء تلك التسميات وإعادة إعطائها زخما أكبر بكثير من السابق، مع الإعلان رسميا بأنها تطالب بالتدخل العسكري الدولي بناء على قانون “متحدون من أجل السلام“، يجب على كل مراسل إعلامي من الثوار، وكل عضو في تنسيقيات المظاهرات وكافة كتاب اللافتات، أن يكثفوا من المطالبة بهذا الحق بالتدخل الدولي العسكري، وهو أمر يجب فعله من باب أداء الأمانة والمسؤولية عن الشعب السوري الذي يُذبح ويغتصب، ويجب وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم والضغط عليهم بأشد ما يمكن وإجبارهم على التدخل العسكري لحماية الشعب من الإبادة والتهجير.

أما من الناحية العملية، فلا تكفي تصريحات بعض أعضاء المجلس الوطني على وسائل الإعلام،  إن الذي يريد أن يطالب بالقوة يتوجه أولا إلى بروكسل عاصمة بلجيكا مصحوبا بأمثال الطبيب جاك بيرز وبالصحفيين الذين دخلوا بابا عمرو وسوريا وغيرهم، ويتوجه إلى مقر حلف الناتو هناك ويطالب بتدخل الناتو جويا، كما يتوجه إلى مقر الجمعية العمومية للأمم المتحده في نيويورك والتي صوتت الدول الأعضاء فيه بالأغلبية على مشروع القرار الذي يدين العنف في 17 شباط،  ويطالب بتفعيل قانون متحدون من أجل السلام، والذي يخول الدول الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية في حالة وجود خرق للسلام أو عمل من أعمال العدوان ضد المدنيين بما في ذلك استخدام القوة المسلحة عند الضرورة، إن محمود جبريل عضو المجلس الانتقالي الليبي، ذهب إلى مجلس الأمن ليطالب بتدخل الناتو ولم يظهر على الجزيرة.

الخلاصة:

التسليح وحده يزيد قدرة الجيش الحر فقط ضد الشبيحة والأمن والقناصة وجنود المشاة، ولكنه لا يصلح في وجه الدبابات والطائرات، ولا بد من شن حملة ضغط أعلامية ومظاهراتية كبرى داخل سوريا وخارجها وأمام السفارات الغربية للضغط على الدول الغربية للتدخل العسكري بدون قرار من مجلس الأمن وتفعيل قانون متحدون من أجل السلام في الأمم المتحدة الذي يقتضي اللجوء للقوة العسكرية لحماية المدنيين وبدون قرار من مجلس الأمن.

Scroll to Top