الفيتو المخزي مقالة افتتاحية في صحيفة ال باييس الاسبانية – 5 – 2 – 2012

إذا كان هنالك من لا يزال يمنح نتفة من الشرعية للنظام الديكتاتوري القاتل لبشار الأسـد، فإن مذبحة القصف المدفعي العشوائي في حمص، دينامو الانتفاضة الطويلة ضد الديكتاتور السـوري، قد أبطلتها بطريقة لا استئناف فيها. إن القتلى في حمص، وهم أكثر من مائتين، قد أثاروا سخط القوى الديموقراطية، واستجلبوا الغضب على العديد من السفارات السورية، واستدعوا مواقف مثل قطع تونس (حيث بدأت الصحوة العربية) الفوري لعلاقتها مع نظام دمشـق.

أن تصوت روسيا والصين، على هذه الخلفية ، في مجلس الأمن يوم أمس، بمواجهة الثلاثة عشر عضواً الباقين، ضد الاقتراح المعتدل للجامعة العربية الذي يتوقع مغادرة السلطة من قِبَل الطاغية الذي يقود بلاده نحو الحرب الأهلية، فهذا يجعله يوماً أكثر حزناً للسوريين ولقضية الكرامة. ويُظهِر عدم فعالية الجهاز التنفيدي لهيئة الأمم المتحدة في هذه اللحظات الحرجة. من أجل ألا تفرض الفيتو، سعت موسكو، في ممارسة لا تُطاق للكلبية، لأن يُحمِّل النصُ المسؤوليةً عن الإبادة الجارية في سـوريا (حوالى ستة آلاف قتيل) بالتساوي بين النظام الديكتاتوري السفّاح وأولئك الذين انتفضوا ضده.

وإذا كانت الصين، تاريخياً،غير حساسة تجاه أي انتهاك لحقوق الإنسان، فإن موسكو قد جعلت من سـوريا، لأسباب مختلفة، معقلاً لها في الشرق الأدنى. ليس فقط بسبب عقود التسليح المليونية مع دمشق أو من أجل الاحتفاظ بطرطوس قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط. إن الكرملين، الحليف التاريخي لهذه الديكتاتورية الوراثية، يفقد  بشكل كبير نفوذه في المنطقة، سواء أتعلق الأمر بإيران، العراق، أو ليبيا. وهو ليس مستعداً لتكرار الخطأ الذي فتح الأبواب للناتو في ليبيا.

بشار الأسـد، الذي كان يتباهى بأن الربيع العربي لن يصل أبداً إلى عرينه، يغرقه الآن بطلقات المدافع، بعد أن حنث بجميع وبكل واحد من وعوده. إن الأحداث تُظهِر أن مصيره، حتى لو كانت موسكو إلى جانبه، قد تحدد بشكل نهائي. سبق السيف العذل.

ترجمة : الحدرامي الأميني
www.elpais.com/articulo/opinion/veto/infame/elpepiopi/20120205elpepiopi_3/Tes

Scroll to Top