نشرت بعض وسائل الإعلام مقابلة عمر البكري مع صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية، قال فيها بحسب الصحيفة من مقرّه في لبنان، بأن جماعات سلفية بينها تنظيم القاعدة وجماعة “الغرباء” التي يتزعمها مستعدة لمساعدة الشعب السوري، عن طريق حملة من الهجمات الانتحارية ضد النظام السوري وأعضاء حزب البعث الحاكم، وحسب هذه المصادر، أفاد بأنه بعمليتين أو ثلاث عمليات يستطيع تنظيم القاعدة أن يحمل حزب البعث على الفرار، وأن تنظيم القاعدة يمكنه بعمليات انتحارية أن يستهدف البرلمان حين يكون البعثيون مجتمعين.
كما صرّح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبوهنية في حديث لـ”العربية”: “من الواضح أن بكري يحاول أن يتماهى مع خطاب حزب الله والنظام السوري”، وأوضح أبوهنية أن بكري يحاول إيصال رسالة بأن القاعدة تعمل في سوريا وأن النزاع في سوريا هو نزاع بين عصابات مسلحة.
لكن عمر البكري نفى في صفحته على الفيسبوك هذه المقابلة، وأيا يكن الأمر، فليس موضوعنا هو شخص عمر البكري، بقدر ما هو التحذير من قبول فكرة مساعدة تنظيم القاعدة للشعب السوري في إسقاط النظام، إن الشعب السوري يرفض بشدة تدخل تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتعامل مع النظام السوري في العراق، في هذه الثورة الشعبية العظيمة، والذي من شأنه نشر الطائفية التي يرفضها الشعب السوري رفضا مطلقا.
إن النظام الاسدي البعثي هو الذي يتمنى ويحلم بأن تأتي القاعدة إلى سوريا لكي يأخذ المبرر محليا وعربيا وعالميا ليستعمل أقصى ما لديه من قوة في قتل الثورة الشعبية بحجة القضاء على الإرهاب، ولا يُستبعد أن يكون هذا أمر متفق عليه بين القاعدة والنظام السوري كورقة أخيرة لإنقاذه.
فلا أهلا ولا سهلا بتنظيم القاعدة التكفيري التفجري الإرهابي في سوريا.
ورغم رفض هذه الفكرة شعبيا، لكن للأسف الشديد فقد لاحظت أن قلة من الجهلاء يحب ويؤيد دخول القاعدة إلى سوريا، ويميل تحت ضغط جرائم النظام لقبول مساعدتها، فأحدهم قال مثلا: “إن النظام يروّج لمثل هذا الكلام وهو يتهم القاعدة في كل عمل تفجيري حتى قبل أن يقوم بالتحقيق، لكن هذا لا يعني أنه اذا قامت القاعدة بعمليات فعلا في سوريا أن هذا شيء خاطئ!!! فأرى أن القاعدة مثل الجيش الحر… ما المانع أن تقوم بعمليات نوعية كالتي يقوم بها الجيش الحر ؟؟”
وهذا قطعا هو أكبر خطأ مميت في الثورة السورية، لأن من الأسباب التي تمنع النظام من أن يقتل كل يوم ألفا أو عشرة ألاف بشكل فوري هو أنه لا وجود لتنظيم القاعدة، وإذا وجدت فسوف يأخذ النظام حريته التامة ويقتل أكبر عدد ممكن من الشعب كل يوم، إن القاعدة ليست مثل الجيش الحر الذي هو من أبناء الوطن، القاعدة تنظيم متعارف عليه عالميا بأنه إرهابي، ومن شأن دخولها فعلا إلى ساحة الأحداث في سوريا إلى أن تتحول كافة الدول في العالم إلى دعم وتأييد النظام معنويا وماديا وبالسلاح في حربه للقضاء على القاعدة، وهو بدوره أيضا سيقضي تماما على الثورة الشعبية، ولن يتورع عن ارتكاب المجازر بعشرات الآلاف يوميا.
أليس في ادعاء القذافي وبشار الأسد بوجود القاعدة وهي غير موجودة دليلا على أنهم يتمنون لو أنها توجد فعلا؟ فلماذا نقدم لبشار أجمل أمنية في حياته مجانا؟!