ماذا بعد ٨ اشهر من بدء الثورة ؟
من من الاثنين سينتصر و ينال من الأخر المجلس الوطني السوري أم الثورة السورية؟ هذا ما يراهن عليه بشار الأسد اللذي لا يكتفي بالتفرج على هذا الجزء من المعارضة البعيدة عن وتيرة الشارع و لكنه يساهم و منذ بداية الثورة باختراقها على كافة المستويات.
الثورة السورية ببرائتها و عفويتها تجبر العالم على إعادة النظر بالتوازن الكاذب اللذي كان قائما في المنطقة.
ايران بتنافسها مع تركيا تبدو مرتاحة لما ألت عليه الامور في المجلس الوطني و مقتنعة بحصتها في تقسيم الكراسي مع تركيا ضمن المجلس الوطني السوري : لتركيا جزء متمثل بالاخوان المسلمين، ولايران يسار سوري صديق لحزب الله كما هو اليسار في لبنان، مفروض على المجلس بمال قطري، الأجدى أن نقول إيران تعبر الينا عن طريق قطر، قطر القائد الجديد لاستراتيجية المنطقة.
من تكلف بنفقات مؤتمر المجلس الوطني في استنبول ؟ حتما تركيا ساهمت لكن الاكرم كانت قطر اللتي ظنت انها تفرض رؤيتها للشرق الأوسط الجديد، و بهذا تعتبر نفسها اشترت الثورة السورية.
مخططها للمنطقة هو الحفاظ على التوازن القائم بين دول الجوار والمرتكز على بقاء الأسد، لهذا فهي تتدخل بتسيير المجلس اللذي ستدفعه عاجلا ام اجلا للحوار و بهذا تكون مدت يد العون للنظام السوري كحليف.
الجامعة العربيه برئاسة قطر وكلت نفسها وسيطا ما بين المعارضة والنظام الاسدي بهدف ابقاء النظام و تسهيل الحوار معه و طلبت منه سحب الدبابات و اطلاق سراح المعتقلين، بمعنى اخر لم تتخذ اي اجراء ضده. لكنه رغم هذا رفض ان ينصت للنصائح فاكسبته بهذا مدة زمنية اطول قتل خلالها عدد اكبر من السوريين العزل.
بهذا احرجت الجامعة العربيه فاضطرت ان تصعد اللهجة و ان تأخذ قرارات عقوبات و تجميد عضوية، لكن لحد الأن هي عاجزة عن ايقاف المجازر التي يرتكبها الاسد بحق الشعب السوري، لم تنطق الجامعة العربية بكلمة تطالبه فيها بالرحيل رسميا و كذلك تستبعد السيناريو الليبي.
لكن و لأمر لم نفهمه تطلب من اطراف تروق لها من المعارضة الحضور للقاهره لحل الأزمة، تماما مثل المجلس الوطني تتعامل مع من تستلطف و يماشيها.
في الوضع الجاري للامور فكرة تطبيق قانون حماية المدنيين كما ينصه القانون الدولي مستبعد من قبل المجلس الوطني السوري تماما كما رفض رئيس هذا المجلس عرض ليبيا بتزوده بالسلاح، مكررا انه لن يحتاج لعسكرة الثورة، كما انه هو نفسه السيد غليون كان من اشد منتقدي ثوار ليبيا لقبولهم مساعدة الغرب. الشعب السوري مجروح و يشعر بالارتياب و لكن وسائل الإعلام ملك الأقوى دائما ، لذا فلن نسمع الا ما تمتنن به الجزيره و ما شاء لها ان تقول ، من يدفع يفرض بماله الخيارات. و هكذا قطرتقرر مصير الشعب السوري و المنطقة.
لكن هل سمعتم يوما عن ثورات للبيع و منذ متى تباع الثورات ؟
عجبا لفرنسا ترحب بهكذا مجلس، و الصمت الاعلامي و اللامبالاة يركزوا واقع غير مقبول.
الثورة، هذا الحدث التاريخي اللذي ينتظروه السوريون منذ تقريبا قرن، لا يمكن تغيير مساره ، ما يحصل الآن في سوريا ليس ثورة جياع و لكنه نضال من اجل قيم أساسية ستحكم الشرق الأوسط الجديد اللذي سيكون متوازن و عادل و ديمقراطي و متحضر و آمن.
سوريا بخصوصياتها المميزة ستكون المفتاح لحل قضية الشرق الأوسط، و هنا حقيقة تفرض نفسها :
ان تترك سوريا بين يدي ايران هو ضد مصلحة الشعب السوري ، و كذلك ضد مصالح الشعوب العربية و…كذلك ضد مصالح الغرب.
لمى الأتاسي