الثورة في سوريا مخاضات عسيرة

بعد مرور سنوات على تجربة التغير في أوربا الشرقية ،وما تبع ذلك من نتائج قد لاتكون متوقعه من قبل القائمين على الثورة ضد الشيوعية القديمة في تلك البلدان. وبالرغم من سرقة الثورات المكررة في ذاكرة الشعوب وخصوصا ثورةروسيا 1917 وثورة ايران 1979 فذاك التاريخ الإنساني لم يلق من الدارس والمهتم العربي العناية اللازمة من البحث والتمحيص وإستخلاص النتائج والعبر ……..

في عام 2011 ثوارت في بلدان عربية متعددة إلا أن مفاهيم وأفكار تلك الثورات كانت ضبابية ومبهمة ومختفية وراء شعارات الحرية والعدالة والمساواة و…

وفي نفس الوقت تقدمت إيران والقاعدة للقول بان إنتصار تلك الثورات هو نصر للثورة الإسلامية القاعدية او الشيعية كل حسب انتمائه
الى ان جاءت الثورة في ليبيا وسوريا لتعيد رسم معالم جديدة وإن كانت غير واضحة إلا في مفهوم إزالة الظلم والتسلط على المستوى المعيشي الحياة اليومية وما رافقها من ظلم واستبداد وطائفية وحزبية ، ومن جهة والعقائدي من جهة اخرى مع تسويق العقيدة البعثية والإشتراكية والشيعية الإمامية برافعة إعلامية من المقاومة والممانعه وإطلاق موقف دعائية تضاد  الواقع الحقيقي…..

ومن المهم الإشارة الى أن الثورات منفردة أو مجتمعه ما زالت بلا قيادة لتلك الثورات وهذا يجعل منها لقمة سائغة أمام سراق الثورات فغالبا ما تكون الموجه الأولى من الثوارت إنتفاضة شعبية ذات نوايا حسنة وفي الإتجاه الصحيح. إن ذلك يضع على كاهل السورين قبل غيرهم الإنتباه من ظهور أولئك القادة الذين سيحددون مستقبلهم من حيث حجم ونوع الصداقة والعداء مع الأخرين وكذلك ترتيب الأولويات والقضايا المهمة فالأهم .
وهنا ناتي الى نقطة من الأهمية بمكان وهي القوة في التاثير وتحديد المسارات ومنها النفوذ الإعلامي لتسويق أودمج وطمس بعض المعطيات ، ذاك النفوذ السحري القادر على سرعه الحشد الجماهيري.

ونفوذ الدول الأقليمية ومشاريعها التي ستحاول ركوب موجه الثورات وحرفها عن مسارها بطريقة أو أخرى لتصب في النهاية إما في مصلحتها أو تمنعها من أن تكون عدو فعال لها  في المستقبل ولمشاريعها وفي منطقتنا لا يمكن التغاضي عن نفوذ حاضر ومتنامي لتركيا واسرائيل وايران، مع غياب لنفوذ ورؤيه عربية اسلامية تحدد طبيعه المخاطر وشكلها من جهة اخرى الاساليب الاكثر فعالية قي مقاومتها وزرع البديل المناسب
لكن يبقى الفرد في منطقتنا الاكثر قدرة على الفعل اذا ما تم رسم الخطوط الاساسية للمرحلة الحالية والمستقبيلة سلبا وإيجابا

يوسف أحمد قبلاوي كاتب ومحلل سياسي

Scroll to Top