إن ما يقوم به النظام البعثي الاشتراكي المجرم بحق الشعب السوري الأعزل من جرائم لئيمة وحصار وتجويع وقطع للكهرباء والماء وتدمير خزانات المياه، لهي حالة مشابهة لما يفعله القذافي بمصراتة، هذه هي طبيعة الأنظمة الدائرة في فلك الأيديولوجية الماركسية، وينبغي أن لا نخدع كثيرا بتوقف تطبيقهم للاشتراكية في الاقتصاد، لأن جوهر وطبيعة هذه الأنظمة الأمنية المتورمة الإجرامية هي الأصل ولا يمكن لهم أن يتخلوا عنها إلا بسقوط النظام، ومهما كانت هناك أنظمة بوليسية أمنية في مصر أو تونس فهي لا ترقى لإمكانية مقارنتها بالأنظمة الماركسية لا من ناحية الكم ولا الكيف.
جوهر المشكلة:
الشعب في سوريا ليست مشكلته هي مجرد سيطرة طائفة أقلية، فلو كانت فقط هذه هي المشكلة فلا شك بأن الأمور ستكون أهون بكثير، السبب الرئيس هو سيطرة الأيديولوجية الماركسية متمثلة بقناع حزب البعث العربي والقومية العربية، أما الماركسية فلا يوجد دولة حمكتها في أي مكان في العالم إلا كان النظام مماثل تماما لما هو عليه في ليبيا وسوريا، فجوهر المشكلة هو الماركسية والشيوعية، وهي نظرية جدلية دجلية وضعها اليهودي كارل ماركس، لتكون من أهم استراتيجيات اليهود للسيطرة على العالم، ففي روسيا وأروربا الشرقية، تعلم الشعوب بأن سبب شقائها كان ولا يزال هو سيطرة اليهود على كافة مفاصل الدولة، ولم يمثل سقوط الاتحاد السوفياتي إلا تغيير شكلي كبير لا يمس جوهر وطبيعة هذه الأنظمة الأشد إرهابا وفتكا على مدى التاريخ، أكثر حتى من الأيديولوجية النازية، كما ذكرنافي موضوع لماذا أكثر الأنظمة دموية هي الماركسية مثل نظام القذافي؟
لقد كان من الضروري فهم حقيقة المشكلة وأصلها كي نتكمن من التخلص منها وبدء الثورة في سوريا، لكن الأهم أيضا تفادي تكرارها، فعندما حدثت أحداث الثمانينات كانت تنطلق من فكرة خاطئة هي أن المشكلة هي سيطرة الطائفة العلوية الأقلية، وكانت الثورة أشبه بثورة طائفية أدت إلى توحيد الطائفة مع النظام رغم وجود الكثير من المعارضين والضحايا فيها، وليس فقط ذلك بل أيضا أدت إلى التفاف بقية الطوائف والأقليات حوله، وهذه الفكرة عمل النظام على الاستمرار بتغذيتها ليبني حاجزا من الخوف لدى أبناء الطائفة العلوية والطوائف الأخرى، كي يزداد تشبثهم بالنظام ودفاعهم عنه، ما يميز الثورة الحالية هي إدراكها أخيرا لهذه الخدعة، فقررت رفض الطائفية وأن تكون ثورة شعب بكافة طوائفه ضد نظام إرهابي إجرامي فاسد، ولهذا يبدو من الممكن بل المرجح إن شاء الله نجاح الثورة في التخلص من النظام، ويبقى الأهم: ما الذي يجب أن نعرفه ونفهمه من طبيعة المشكلة كي نتفاداها مستقبلا؟ ليس فقط في سوريا بل في أي دولة في العالم؟
لتفادي تكرار المشكلة:
ذكرنا أعلاه أنه يجب أيضا معرفة أن أصل البلاء والمشكلة هي في الأيديولوجية الماركسية، فهي المسؤولة الحقيقية عن طبيعة النظام الأمنية الإجرامية وطبيعته الفسادية الممنهجة، ويكون تجنب تكرار هذه الكوارث بعد الثورة إن شاء الله عبر تفكيك وحظر ليس فقط حزب البعث، بل أي أفكار أو أحزاب ذات مرجعية ماركسية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك تماما مثل ما هو معمول به في أوروبا من حظر ونبذ للأفكار والأحزاب ذات المرجعية النازية، فالجميع يريد الحرية والديمقراطية، والجميع له الحق بتكوين الأحزاب التي يريد، لكن التجربة أثبتت أن أكبر أعداء الحرية وأكبر أعداء البشرية هي الماركسية بكافة أنواعها وأشكالها من شيوعية أو اشتراكية أو اجتماعية أو ناصرية، كما أن الماركسية على استعداد لتكوين أحزاب بمسميات جديدة ديمقراطية أو إسلامية لكنها تخفي في جوهرها نفس الأيديولوجية، كما توجد بعض الأحزاب المتأثرة بالطريقة الثورية الماركسية مثل حزب التحرير وبدرجة أقل بعض أجنحة الإخوان المسلمين، إضافة للحركات التكفيرية وعلى رأسها القاعدة.