ماذا بعد سقوط القذافي؟ كيف يتجنب الشعب الليبي سرقة الثورة؟

خطاب القافييبدو من خلال خطاب القذافي المطول شبه كبير بخطابات وزير الخارجية العراقي في عهد صدام محمد سعيد الصحاف المطولة التي تزعم النصر وتدعو للهجوم في توقيت متشابه بعد سقوط كل من العراق كاملا إلا بغداد بأيدي الأمريكان، وسقوط ليبيا كاملة إلا طرابلس بأيدي الشعب الليبي، فما هي دلالات هذا التشابه؟ ولماذا لا يتشابه خطاب القذافي مع خطابات مبارك الأخيرة؟

ذكرنا في موضوعنا السابق لماذا يهدد النظام الليبي بحرب أهلية بخلاف النظام المصري وتحليل الثورة الليبية وسيناريوهات النظام البديل عن القذافي أن النظام الليبي هو من الأنظمة الشيوعية أو اليسارية ذات الخلفية الشيوعية والتي تتبع لليهودية، والتي هي تنظر للشعب باعتباره مجموعة من الخدم وهذا يظهر جليا بوصفه لهم بالجرذان، وهذا يبشر إن شاء الله بقرب سقوط هذا الطاغية اليهودي المجرم، فهل بعد سقوطه سينتهي كل شر وينتهي تسلط اليهودية على ليبيا؟ ولكي نصدر حكما على هذا الوضع نحتاج إلى أن نعرف العقيدة اليهودية وتكتيك الشيوعية في مثل هذه الظروف، وليس الهدف هو مجرد توقع بقاء الحكم اليهودي في ليبيا أو زواله، بل الهدف هو تفتيح الأذهان إلى المخططات اليهودية من أجل إبطالها.

باختصار شديد جدا، عندما تحكم الشيوعية أو أشباهها مثل الاشتراكية بلدا لمدة طويلة تتجاوز جيلا، فإنها تكون قد تجذرت بدعايتها وحاولت كثيرا غسل أدمغة الشعب وتحويله إلى خادم للأهداف اليهودية وهو يظن أنه يخدم قضيته، ويظهر هذا جليا في زعم القذافي دجلا أن حكمه اليهودي هو حكم ديمقراطي للجماهير، وبسبب طول مدة حكمه فإن معظم الأحزاب والشخصيات السياسية والشعب يكون قد تبنى أيديولوجية الشيوعية أو اليسارية من الناحية السياسية سواء بوعي أو بدون وعي، وأن رفضهم هو فقط للقذافي وعائلته وطريقة تطبيقه لهذه الأيديولجية، ولهذا سيكون الاحتمال الأغلب هو بقاء السلطة في نفس الاتجاه السياسي السابق الذي يخدم أهداف اليهودية، مع تغيير في الوجوه والأسماء وكثير من الشكليات البائدة مثل الكتاب الأخضر، إضافة إلى تطبيق الديمقراطية سواء حقيقة وهذا مستبعد أو مزورة وهذا هو الاحتمال الأكبر.

إن هذا التوقع ليس خيالا أو اختراعا، بل هو واقع حصل في 90% من الدول التي كانت تحكمها الأيديولوجبة الشيوعية، وقليلا ما نجد دولة شيوعية تحررت بشكل كبير من السياسة اليهودية، حيث نجد مثلا في روسيا أن حكم يلتسن وبوتين مشابه في سياسته وديكتاتوريته لحكم ستالين والشيوعية، رغم إزاله اسم الشيوعية ورغم سقوط التطبيق الاقتصادي للشيوعية، لكنها تظل على نفس المبادئ السياسية مع تخفيفها، حيث نجد ديكتاتورية، حكم مطلق، اعتقالات سياسية، دولة بوليسية مخابراتية، تأميم غير مباشر لبعض الشركات تحت مسمى مصادرة بسبب عدم دفع الضرائب، وينطبق نفس الأمر على معظم دول أوروبا الشرقية، فضلا عن دول الاتحاد السوفييتي السابق الإسلامية التي لا يزال يسيطر عليها رؤساء ديكتاتوريون إجراميون يتبعون لموسكو.

ما هو الحل؟

الحل سهل إن شاء الله، يجب على شعوبنا وخاصة الشعب الليبي والشعوب التي تعيش في دول اشتراكية مثل سوريا، أن تعي جيدا أن سبب شقائهم ليس هو فقط شخص أو عائلة حكامهم، ولا حتى الحزب الحاكم فقط، بل هو مجمل الاتجاه السياسي الأيديولوجي اليساري، الذي يستعد الآن لكي يتلبس بلباس الديمقراطية، ويزعم تخليه عن الأيديولوجيات السابقة، وهذا كله مجرد خداع لكي تبقى السلطة على هذه الدول بيد اليهودية، وانطلاقا من تكون هذا الوعي، تستطيع هذه الشعوب أن تختار في صناديق الاقتراع كل ما هو بعيد عن الحكم السابق، وكل ما هو بعيد في حاضره وماضيه عن أي أحزاب اشتراكية أو شيوعية أو عمالية أو ناصرية أو ما شابه، ونشدد كثيرا على أن كثير من هه الأحزاب تحل نفسها ثم يشكل أعضاؤها السابقين أحزابا جديدة بمسميات وطنية وديمقراطية وليبرالية أو حتى إسلامية وغير ذلك لخداعنا، فيجب التثبت جيدا من تاريخ أي حزب جديد أو قديم ومدى صلة إعضائه ومؤسسيه بماضي أحزاب يسارية شيوعية سابقة.

Scroll to Top