تم إعداد مسودة هذا الموضوع قبل يومين من الثورة التونسية، لم يكن أحد يتوقع ما حصل في تونس، لكن كان هناك شعور قوي بقرب حدوث شيء كبير، وبعد قيام ثورة تونس تم تأجيل نشر هذا الموضوع إلى أن تهدأ الأوضاع وتتضح الأمور.
مجموعة من حالات الغليان في الشارع العربي، في مصر بعد الانتخابات، وفي تونس مظاهرات أدت الى سقوط رأس النظام، واضطرابات في الجزائر، وحالة الإحباط في الشارع الأردني بعد الانتخابات، سقوط الحكومة اللبنانية، انقسام السودان والوضع الخطير في دارفود، الغليان الإعلامي المصطنع في دول الخليج خاصة السعودية الذي يطالب بتشكيل الأحزاب والحياة البرلمانية، تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، تفاقم معاناة المواطن العربي …ألخ، كلها مسائل تكاد تصل لحافة الإنفجار النووي الهائل. في المقابل هناك نرى إيران ولاية الفقيه وإسرائيل واليهودية العالمية تنتظر هذه اللحظة (لحظة الانفجار) بفارغ الصبر منذ عقود من العمل الصبور، لحظة تظل تتأجل برحمة الله كل حين، لكن إلى متى؟
لقد آن لنا أنظمة وحكومات وشعوبا أن نقف في وجه المؤآمرة العالمية الكبرى، إلى متى سيظل المواطن العربي يصرخ ولا مجيب، إلى متى سيظل يعاني من الفقر وسوء الخدمات والبطالة …، إلى متى سيظل ضحية استغلاله وتضليله من قبل جهات معارضة مشبوهة وقوى خارجية تلعب به وتوجهه إلى حتفه، لقد حان الوقت وحانت الساعة لإنهاء هذه المهزلة إن شاء الله، وحان الوقت لننعم بحياة جديدة آمنة مطمئنة بإذن الله.
صحيح أن الشارع والمواطن العربي يعاني، لكن الأشد سوءا من هذا أنه لا يعرف من المسؤول الحقيقي عن معاناته، والأشد سوءا أن يُتهم صديقه بأنه المسؤول، بينما يتربص به العدو الحقيقي ويختبئ ويتظاهر بأنه المنقذ والمخلص. إن ما يدور حولنا يمكن تشبيهه وتلخيصه من باب التقريب بسيناريو تقريبي، لأن لا أحد إلا الله يعلم بالضبط كيف يخطط اليهود، وهذا يختلف من بلد لآخر وبحسب الظروف، لكنها في كل الأحوال محاولة لفهم وتوقع ما يخططون، وهذا سيناريو مستخلص من بروتوكولات حكماء صهيون وهو قريب لما حصل في الثورة الفرنسية التي زعمت أنها جاءت لتخلص الشعب فأدت إلى قتل أكثر من ستة ملايين من الشعب، والحقيقة أنها كانت ثورة يهودية وليس فرنسية، وهذا ما يراد بشعوبنا:
يوجد دائما في كل زمان ومكان بعض الفاسدين أخلاقياً وعقائدياً، كما يتسرب ويتغلغل إلى داخل المجتمعات وأنظمة الحكم بعض اليهود المتخفين أو بعضاً من وكلائهم من الاشتراكيين أو الرافضة أو الماسون، بهدف تخريب نظام الحكم، ويصل هؤلاء إلى مناصب عالية مع الزمن، ويكوّنون شبكات كبيرة مع بعض الفاسدين المغفلين ويدافعون عن بعضهم ويبنون نفوذا كبيرا، ويعملون على نشر ثقافة الفساد بين أفراد الشعب وخاصة موظفي الحكومة، وتصبح الحياة أسوأ تدريجيا على الشعب، وفي نفس الوقت يعمل طرف آخر من هؤلاء على بث دعاية مجهولة المصدر تنتشر في الساحة الرمادية، مفادها أن نظام الحكم هو الفاسد وهو المسؤول بالكامل عن معاناة المواطن وأن الحل يكمن في إسقاطه وفي اسقاطه فقط، وتستمر هذه العملية لعدة سنوات أو عقود، وبعد انهيار النظام وقيام الثورة، يستلم الحكم طرف ثالث من نفس تلك الزمرة اليهودية، ويذيقون الشعب شتى أنواع العذاب والتنكيل الذي لم يعرف التاريخ له مثيلا، كما يحصل على الدوام عقب أي ثورة حمراء.
وهكذا يكون هؤلاء اليهود ووكلاؤهم قد خدعونا، فهم الذين أفسدوا حياتنا في البداية، واتهموا النظام كذبا بالفساد أو تضخيماً له مع وجوده ـ حيث لا بد من وجود وجه للفساد في كل نظام ولو بنسب قليلة ـ وهم اللذين وجوهوننا لنساعدهم في الانقلاب على تلك الأنظمة المستهدفة من قبلهم، ثم عندما نجحوا ركبوا على ظهورنا مرة أخرى، وهكذا نكون قد سلمنا مصيرنا بأيدينا إلى الذئاب لتأكلنا، وقد حصل هذا وانتهى في كثير من الدول العربية والعالمية وعلى رأسها ما حصل للمسلمين في روسيا من خلال الثورة البلشفية وفي كافة الدول الشيوعية، وفي مصر في ثورة يوليو، وما حصل في إيران بالثورة الخمينية، وفي اليمن الجنوبي التي بفضل الله قد انتهت بحلول الوحدة، وما حصل في سوريا بانقلاب حزب البعث، ويكاد يحصل في لبنان والباكستان وأفغانستان، ومصر واليمن مرة أخرى، وهو في طريقه للحصول في الأردن والسعودية ودول الخليج، أما فلسطين فتلك قصة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فهل نظل مكتوفي الأيدي ونحن نرى أوطاننا تتساقط الواحدة تلو الأخرى بين مخالب الشيوعية اليهودية والصهيونية العالمية، ودول الظلم والاستكبار العالمي؟ أم أنه يجب علينا ان نجد طريقا للخلاص مما نحن فيه؟
مع التنويه إلى أن ثورة تونس الأخيرة لا ينطبق عليها هذا السيناريو فقد حصل فيها وانتهى منذ عقود طويلة، و نظام ابن علي كان هو النظام اليهودي المطلوب أن ينتشر مثله في كل الدول، ونتنمى أن تكون هذه الثورة ثورة تحرر حقيقية وليس مجرد تغيير في الأحزاب الحاكمة مع بقاء السيطرة اليهودية.
الحل إن شاء الله بمحاولة تحقيق هذه الخطوات:
1- إخلاص النية في التغيير لله تعالى، وليكن الهدف هو خدمة الوطن المواطن، لا لاجل حسابات مادية، أو رؤى حزبية ضيقة.
2- العودة للتمسك بالإسلام وفهمه جيدا، وهو أفضل طريقة للعيش المشترك بسلام بين كافة الأديان والطوائف الإسلامية.
3- الفهم الجيد للواقع، وهذا سر التغيير الحقيقي والنصر على الأعداء.
4- التفاؤل والاعتماد في الرزق على الله تعالى.
5- الابتعاد عن المغرضين والحركات اليسارية والرافضة والمعارضة من أجل المعارضة.
6- نشر الصدق والأمانة، وهذا أكبر سبب للقضاء على الفساد ونهب المال العام.
7- النصيحة السرية للحكام، أما تهييج الشعوب عليهم فهي فتنة.
8- إصلاح ما بأنفسنا، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
9- التفريق في التعامل والأحكام بين الدول اليسارية الماركسية ودول الرافضة وكلها لها علاقات باليهودية، وبين الدول السنية المعتدلة.
10- أن تكون علاقات الشعوب مع الحكومات قائمة على النصح لا التربص.
11- الانصاف والعدل وإعطاء كل ذي حق حقه، وذكر الإيجابيات قبل السلبيات.
12- احترام الرأي والرأي الآخر ما دام ضمن دائرة الثوابت.
13- عدم المقارنة مع الدول الغربية فلكل دولة وشعب ظروفه.
14- عدم الانشغال بأمراض الحكام والحكومات فإن في ذلك زوال الأمم، فالأمم المتقدمة تنشغل بما ينفعها من علوم وصناعة، وهكذا كنا يوم أنتجت أمتنا الحضارة الإسلامية وعلومها العظيمة.
15- أن نعي جيدا أن تغيير النظم السياسية والاجتماعية المعادية لليسار، هو مخطط يهودي صهيوني إسرائيلي لقيام إسرائيل الكبرى على أنقاضها.
16- الانتباه جيدا لأساليب إسرائيل والدول اليسارية اليهودية في خداعنا.
17- قياس تطبيق الأصول الخمسة الدين والنفس والعقل والمال والنسل على أنظمة الحكم.
18- التعرف إلى أصول السياسة الشرعية.
19- التعرف إلى دور الحكومات ودور الشعوب والفرق بينها.
20- ترجيح رحمة الإسلام في الدعوة على القتال.
وفي الختام نتمنى ممن لديه أي إضافة أن لا يبخل بها علينا، وسنقوم بإضافتها للموضوع إن كانت جديرة بالاهتمام.