عندما تنطلق الرصاصة لا تعود الى مكمنها إلا بقدرة الله عزّ وجلّ، والرصاصة السياسية ما هي إلا كلمة يطلقها من يجيد إستخدام المفردات ويجيد تنميقها وسبغها بألوان العاطفة الجذابة ويطلقها من حنجرة قوية سواء بوسيلة إعلامية ظاهره أو بالتدجيل والتدجين الخاص عبر التواصل المباشر، تنطلق هذه الكلمة وتتحول الى رصاصة تغتال أي فعل جماهيري عام، مرة بالتحريض على السلطة لطول مدة حكمها وأخرى بإلصاق كل حالة أو مظهر للفساد بتلك لسلطة وتارةً بخلق أكاذيب وتدبيج مقالات وإتهامات يتم تكريرها والتركيز عليها لتصبح إحدى المسلمات الذهنية وغير ذلك من الأمثلة.
هذا بشكل عام وقد تكون هذه السلطة منبع للفساد (الفساد المؤسسي) وقد تكون سلطة أخرى مقبرة للفساد ويتم مجابهة كلتا السلطتين بنفس الأساليب هذه أهم أساليب التغير الجمعي في الوقت الحاضر وغالباً ما يكون هذا التغير غير المنضبط بالشرع والعقل السليم باباً للشر الذي لا خير بعده لأن العاقل لايسعى للتغير العشوائي بل يسعى للتغيير نحو الأفضل وعندنا الأفضل منضبط بخير الدنيا والآخرة.
منذ الثورة الفرنسية وقيام الغوغاء بأمر اليهود بتجهيز المقصلة وإبتداع المحاكم في الشوارع وسفك الدماء البريئة من التهم الموجهة إليها، ولعنة أن الثورة كالقطة تأكل أبنائها وتبعها بذات المنحى الثورات البلشفية الشيوعية التى قتلت مئات الملايين من المسلمين ومئات الملايين من غيرهم. وساد الهرج والمرج في العالمين الإسلامي والعربي من موجة تغييرات عديدة أشهرها الثورة الناصرية والثورة البعثية وحركة القذافي في ليبيا كل ذلك يسوقنا الى الحالة السائدة في الشقيقة تونس، فقد تحكم بها اليسار من عام 1956 وأبسط دليل على شيوعية نظام بورقيبة وابن على قيام الأول يخلع غطاء رأس المرأه بالقانون واليد وغير ذلك إلى مرحلة شر العابثين ابن علي الذي منع دخول المسجد إلا ببطاقة تخوله الدخول الى مسجد محدد والصلاة فيه ليس إماما بل مأموما.
وعلى أغلب الظن أن المرحلة المقبلة لن تكون أقل ماركسية عما سبقها حتى لو أضيف إليها بعض الديكور الأخضر (الإسلامي)، فحالة تونس التي أرادت الخروج من ظلم وجبروت سبعين سنة قد دخلت في نفق آخر أشد ظلماً:
1- يجتمع اليسار فقط ومن المحتمل إضافة جماعة النهض الى المجتمعين ليقرروا مصير تونس المستقبلي سواء في نوع أو شكل الحكم القادم.
2- تقوم أجهزة المخابرات وتوابعها بحملة ارهابية من قتل ودمار وسرقة عبث أمني في طول البلاد وعرضها.
3- قدرة الهيئة الحاكمة الجديدة على العامل مع التركة السيئة الموروث عن العهد السابق.
4- قدر وتصور الحكام الجدد على تحديد الوجهة التونسية حول طبيعة النظام الجديد.
وسقف الحرية الذي ينشده التونسيين وتسخير هذه الحرية في بناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات المقبلة، لا يسعني أن أتجاوز التجربة الجزائرية الدامية وكيف أن بعض الأجهزة الأمنية عاثت في البلاد خراباً ودمارا باسم الجماعات الإسلامية وكيف تم محاصرة أمرين الأول حكومياً بمنعها من التعامل الحكيم مع فوز المعارضة الإسلامية وكذلك منعها من تحقيق مصالحة وخاصة في عهد بوضياف الذي قضى نتيجة ذلك.
الثاني محاصرة الجماعات الإسلامية عبر مجازر أنجزت بإسمها وكانت بريئه من معظمها.
موضوع آخر ذو صلة:
تطبيق قواعد التحليل السياسي العلمية على الثورة التونسية الشعبية