5– إقامة دولة (إسرائيل الأولى) بعد الثورة البلشفية:
بعد (( الاعتراف الصريح من جانب الحكومة الشيوعية الأولى عام (1917) بدولة يهودية في فلسطين))([1])([2])، وقبل إقامتهم لدولة إسرائيل في فلسطين([3])، وقد سماها الدكتور أسعد السحمراني بـ (إسرائيل الأولى)([4])، ففي خاتمة الكتاب، قال د. السحمراني: قبل إصدار وعد بلفور، أقام الشيوعيون السوفيت “دولة اليهود السوفيت” في منطقة (بيروبيجان).
(( تلقى يهود والحركة الصهيونية مشروع (بيروبيجان) بالقبول على أن يكون محطة وتجربة من أجل أن الوطن المستقل لهم هو فلسطين المنوي اغتصابها، وقد عبر عن هذا الموقف لحظة إعلان القرار السوفيتي زمن ستالين عام 1928 م، رئيس المنظمة الصهيونية يومها حاييم وايزمان الذي قال: نبارك هذا المشروع ونحييه، ليس بديلاً عن التفكير ـ الجنوني الإجرامي ـ في إقامة وطن قومي ليهود في فلسطين، بل باعتباره تجربة أولى لفكرة الوطن القومي اليهودي))، انتهى. وقد ذكر الكاتب في صفحة (28)، تبني لينين لـ (حل مشكلة اليهود، ورفع الاضطهاد عنهم).
6- اليهود مؤسسوا الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي:
– إن مؤسسي كل الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي كانوا يهوداً كما بين مؤلف كتاب ((الشيوعية المحلية))([5]):
– فقد تأسس الحزب الشيوعي في فلسطين في سنة 1919 و كان المؤسسون كلهم يهوداً. وقد ذكر الدكتور إبراهيم الشريقي أسماءهم وهم: (جاك شابيليف) و(راوول كارنبورغ)([6]).
– وفي مصر تأسس الحزب الشيوعي سنة 1920 على يد اليهوديين (جوزيف روزنثال، هنري كورييل).
– أما في سوريا ولبنان فتأسس الحزب سنة 1925 م بواسطة ( برغر، أبو سيام، الياهو تيبر، برنمو،نخمان ليتفنسكي) وكلهم يهود .
– وكذلك في العراق فقد أسس الحزب الشيوعي كل من اليهود التالية أسماؤهم: (صديق يهودا، يوسف زلوف ، حسقيل صديق، موشي كوهين).
– وممن قال بأن مؤسسي الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي كانوا يهوداً، فؤاد كرم([7])، وكذلك حكمت الهيثم صاحب الاسم الحركي (الرفيق رائد) العضو السابق في الحزب الشيوعي العراقي في اعترافاته التي أدلى بها في كتاب ((مذكرات شيوعي عراقي)) (ص45). وفي صفحة (72) قال: ((إن اللجنة المركزية لحزبنا تتسلم شهرياً المخصصات من إسرائيل والإتحاد السوفيتي))([8]). وقال: ((إن إسرائيل تعمل على تقوية الحزب الشيوعي العراقي أكثر مما يعمل الحزب نفسه))([9]).
7- حضور الاتحاد السوفياتي المؤتمر الصهيوني العالمي:
شارك الاتحاد السوفياتي وجميع الدول الاشتراكية الأوروبية التي تعيش في كنفه في أعمال المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في أمستردام مؤخر صيف 1966م([10]).
8- دعم السوفييت لقرار التقسيم ومناوراتهم لحمل الأمم المتحدة على الاعتراف بإسرائيل:
– في الوقت الذي أقرت واشنطن الوصاية الدولية على فلسطين، ألحت موسكو على التقسيم والاعتراف بإسرائيل([11]).
– ناور السوفيت لحمل الأمم المتحدة على الاعتراف بإسرائيل([12]).
في الوقت الذي تراجعت فيه أمريكا عن تقسيم فلسطين وطالبت بإلغائه([13])، ناضل من أجله السوفيت([14]). يقول عزيز الحاج، وهو من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي البارزين القدماء بهذا الشأن: ((وفي آذار 1948 اتخذت الولايات المتحدة موقفاً جديداً مفاجئاً بالمطالبة بالعدول عن قرار التقسيم، ووضع فلسطين تحت الوصاية الدولية المؤقتة، غير أن الدول الاشتراكية عارضت ذلك بشدة. وفي جلسة مجلس الأمن في 30 آذار (1947) قال غروميكو: إن رجوع حكومة الولايات المتحدة عن موقفها المؤيد لقرار التقسيم قد خلق وضعاً جديداً للقضية الفلسطينية، يوجب على الوفد السوفيتي استنكاره أشد الاستنكار. فموقف السوفيت نحو التقسيم هو موقف المؤيد له والمناصر والعازم على تنفيذه. إن الولايات المتحدة في موقفها الجديد لا تكتفي بمعارضة مشروع التقسيم فحسب، بل تريد الإبقاء على وحدة فلسطين. وترفض إرغام المعارضين (العرب) على قبول أي حل آخر. إن أمريكا بموقفها هذا إنما تعارض إرادة الأمم المتحدة التي أقرت التقسيم، وأقرت معونة اليهود على خلق وطن قومي لهم في ديارهم بفلسطين))([15])، انتهى.
كما ولخص عزيز الحاج تصريحات غروميكو وغيره من مندوبي الدول الاشتراكية في الأمم المتحدة في عام 1947م، المعبرة عن المواقف الشيوعية المتآمرة على القضية الفلسطينية([16]). وقد أورد كذلك الكاتب نهاد الغادري قصة التأييد السوفياتي لقيام إسرائل وقرار التقسيم في كتابه: ((التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية))، فليراجع فإنه مهم جداً.
9- الاشتراكية وتهجير اليهود إلى فلسطين:
– في الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا منع الدول الاشتراكية ((من مساعدة إسرائيل على القيام في فلسطين , والحد من هجرة اليهود إليها، قامت الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية بهذا الدور))([17]). وذكر ميناحيم بيجن الدور المهم الذي لعبته دول أوروبا الشرقية (الاشتراكية) في المساهمة في هجرة اليهود إلى فلسطين رغم أنف بريطانيا([18]).
– أما عن دور روسيا الاشتراكية، في تهجير اليهود إلى فلسطين راجع ما ذكره الدكتور عمر حليق بهذا الخصوص([19]). هذا الملف، ملف (تهجير الاشتراكية لليهود إلى فلسطين) كبير جداً، له مراجع كثيرة، ذكر فيها أعداد المهاجرين اليهود من كل دولة اشتراكية، ساهمت في دعم قيام إسرائيل.
تحديث:
نشر الكاتب الخبير في الشيوعية طارق حجي في موقعه هذا الموضوع:
في ديسمبر 1947 نظم الحزب الشيوعي العراقي مظاهرات صاخبة ضمت كل أعضائه وأنصاره وطافت المظاهرات في شوارع بغداد وغيرها من كبريات المدن العراقية معلنة تأييدها لقرار تقسيم فلسطين ومؤيدة لفكرة إقامة دولة يهودية، وفي مقدمة كبرى هذه المظاهرات سار عضوان بالحزب الشيوعي العراقي، أحدهما مسلم والآخر يهودي وقد تشابك ساعداهما كرمز للصداقة والمعايشة التي يدعو لها-منذ ذلك اليوم فقط-الحزب الشيوعي العراقي ويباركها….
([1]) عن كتاب ((ستالين))، بسام العسلي، الطبعة الثانية 1986، دار طلاس للدراسات والترجمة، ص (66). وانظر كتاب ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص27 ،35،37).
([2]) (بيروبيجان: منطقة قليلة السكان، تبعد عن موسكو العاصمة ثمانية آلاف كيلومتر في أقصى الشرق لجهة الصين، والاسم مشتق من وجود رافدين لنهر آمور فيها هما: بيرو ـ بيجان). عن كتاب ((إسرائيل الأولى (بيروبيجان)))، د. أسعد السحمراني، (ص23)، ط2، دار النفائس 2004.
([3]) ((مجلة العربي))، العدد348- نوفمبر 1987م. وانظر كتاب: ((خرافة الثقافة اللادينية))، تأليف مرسي عبد العظيم الأسيوطي، مكتبة النهضة المصرية، (ص138).
([4]) في كتابه، ((إسرائيل الأولى(بيروبيجان))).
([5]) ((الشيوعية المحلية ومعركة القوميين العرب))، تأليف الحكم دروزة، ط/1، سنة 1961، (ص237- 244).
([6]) ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، ط/1، +ص 25).
([7]) ((وضاعت الجولان))، فؤاد كرم، (ص61، 62)، ط/3، 1970.
([8]) ((مذكرات شيوعي عراقي))،(ص72).
([9]) ((مذكرات شيوعي عراقي))،(ص45).
([10]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص415).
([11]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص171- 184). وكتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/ 1، (ص 42- 53).
([12]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 – 1969م))، ط/1، 1981، (ص 298- 305)،المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكتاب: ((موسكو وإسرائيل))، (ص 229- 240). وكتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/1، (ص 42- 53).
([13]) ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))، للدكتور إبراهيم الشريقي، ط/1، (ص49). وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص 49).
([14]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص137- 158). وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، داود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص 47-53).
([15]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 ـ 1969م))، ط/1، 1981، صفحة 300- 301،المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
([16]) ((مع الأعوام، صفحات من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق بين 1958 – 1969م))، ط/ 1، 1981، صفحة (298- 305)،المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وانظر كتاب: ((اليهود في المعسكر الشرقي))، لداود سنقرط، ط/1، 1983، دار الفرقان للنشر والتوزيع، (ص47- 53)، تحت عنوان (الشيوعيون والقضية الفلسطينية).
([17]) كتاب ((الثورة))، لمناحيم بيجن، ص 29، ترجمة سمير صنبر،ط دار النشر للجامعيين. وانظر كتاب: ((دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل))،د. إبراهيم الشريقي، ط/1، ص 54- 68.
([18]) ((الثورة))، (ص 29).
([19]) ((موسكو وإسرائيل))، (ص411- 465.)