تكملة قوانين غسيل الدماغ
تاسعا: استغلال ساحة الدعاية الشعبية أكثر من الساحة الرسمية، وهي ساحة الإشاعات الرمادية وكلام الناس في الشوارع والمقاهي والبيوت، وهي أقوى بكثير من ساحة الدعاية الرسمية والإعلام الرسمي، ولا توجد جهة تعرف كيفية استغلالها كما يجب مثل اليهود الماركسيين في السابق والحركات المعارضة اليسارية الجديدة مثل حركة كفاية، لأن الشعوب عندما تسقط من عيونهم الثقة بالحكومات، فإنهم لا يعبأون بدعايتها بل يستهزؤون بها في مجالسهم مهما كانت دعاية قوية ومحترفة وحتى لو كانت صادقة ومليئة بالحجج والبراهين الحقيقية، في حين نجد أن الدول الماركسية واليسارية الجديدة، تعتمد كثيرا على الدعاية الشعبية لزيادة شعبيتها وهي ناجحة جدا في هذا رغم الركام الهائل من الظلم والبطش والديكتاتورية ورغم فشلها في الدعاية الرسمية لأنها أيضا ساقطة في أعين الناس، ولكن هذه الدعاية الشعبية يقوم بها أفراد عاديون من الشعب وملتحمون في جميع نواحي وهموم الحياة اليومية، ويعانون من نفس الضغوط والظلم، وهم بأعداد كبيرة جدا ومجندون بقوة عقيدية أيديولوجية للقيام بهذه الدعاية بلا أجر مادي، وقد نجحوا أيما نجاح.
عاشرا: من أهم أساليب اليهود الإعلامية في غسيل الأدمغة هو قانون “إحياء أو تضخيم الاحتمالات الميتة أو المستبعدة، وإماتة الاحتمالات الحية أو الغالبة” ومعناه أنه إذا حدثت حادثة ما وكان (1) هو المسؤول الرئيس والحقيقي عنها، وكان (2) مشاركا ثانويا فيها، فإنهم يبثون في الإعلام دعاية مفادها أن (2) هو المسؤول الرئيس وأن (1) عبارة عن مشارك هامشي في حصول تلك الحادثة، وذلك لأن (1) من حلفائهم أو وكلائهم، أما (2) فهو من ألد أعدائهم، وتتم هذه العملية عن طريق كثرة ذكر دور (2) مع قلة ذكر دور (1)، مثلا الظلم الموجود في الدول الشيوعية قديما واليسارية الجديدة يزيد عشرات أو مئات الأضعاف عن الظلم في الدول غير الماركسية ( اليسارية)، لكن الإعلام العالمي لا يكاد يذكر إلا ما ندر عن ظلم ومجازر الدول الماركسية واليسارية، بينما يتم صب التركيز على أقل وحتى أتفه حادثة ظلم في أي دولة غير ماركسية، فتبدو الأمور وكأنه لا يوجد ظالمين في الأرض إلا الدول غير الماركسية، وأن الدول الماركسية واليسارية هي المنقذ والمخلص والأمل بزعمهم.
الحادي عشر: من أجل تطبيق القانون السابق على أكمل وجه ومن دون أن يشعر الناس وحتى الدارسون والمثقفون بأنه قد حصل تغيير في الحقيقة، فقد استعمل اليهود قانون “كفتي الميزان” وقد اكتشفوه من تجاربهم المستمرة في الدجل على الشعوب الغافلة، وهو يعني أنه إذا كان لدينا مثلا العدو (1) وهو الأشد فتكا والعدو (2) وهو الأقل خطر، ثم قام الإعلام اليهودي بشتم العدو (2) وذكر جرائمه ألف مرة مثلا، في حين لا يذكر جرائم العدو (1) الأشد فتكا إلا عشر مرات مثلا، فإن الوجدان الشعبي والعاطفي سوف يتوجه تلقائيا إلى كراهية العدو (2) الأقل خطرا، والتعاطف مع (1) الأشد فتكا حتى لو كانت جرائمه أكبر وأشد بمئات الأضعاف، وفي نفس الوقت يتم بهذه الطريقة ذر الرماد في العيون، فإذا جاء أحد المثقفين أو المتابعين وقال لماذا لا تذكرون شيئا عن جرائم العدو الأكبر رقم (1)، فإنهم يقولون لقد ذكرناها، وفي الحقيقة فإن ذكرهم جرائم للعدو رقم (2) أكثر من ذكر جرائم العدو رقم (1) هو طريقة فعالة ومدروسة ومجربة في غسيل أدمغة الشعوب الغافلة، ولكن يمكن تفادي حصول ذلك بالعلم وفقه الواقع وأن نعرف هذه القوانين ونلاحظ أنهم يستخدمونا، وهذا القانون من اكبر أسباب ما ذكرناه في بداية الموضوع من أن الماركسية تفتك بنا ونزداد حبا لها.
الثاني عشر: قانون فن الدمج، ويقصد بهذا القانون دمج ذكر الأعداء بعضهم ببعض على شكل خلطة واحدة، أو وضعهم في سلة واحدة، ويستخدم هذا القانون للتستر على العدو الأكبر. ومثاله: إن قلت لهم أن الشيوعية أو الاشتراكية قتلت من المسلمين في الاتحاد السوفيتي لوحده مائة مليون مسلم لأنهم مسلمون، واحتلت ملايين الكيلومترات المربعة من مساحات الاراضي الاسلامية، وهدمت آلاف المساجد، وألغت اللغة العربية، وحاربت الدعاة وقتلت العلماء، فيقال لك مباشرة (كلهم أعداء)، ويقصدون بذلك دمج خطر الشرق الشيوعي بخطر الغرب الصليبي، وهذا فيه ما فيه من التستر الواضح من خلال قانون (فن الدمج) عن الخطر الاكبر. ثم لو أنك ذهبت لذكر الخطر الصليبي أو الغربي واستغرق منك ذلك الساعات والساعات، لما قال لك أحد من الخلق ممن يستمعون اليك، (كلهم أعداء) ويقصد بذلك إدخال الخطر الشيوعي الماركسي في المعادلة. لو سألنا أنفسنا لمَ يحدث هذا؟ لماذا يقال لنا كلهم اعداء عند ذكر الخطر الاكبر (الماركسي)، ولا يقال لنا ذلك عند ذكر الخطر الاصغر (الغربي الصليبي)؟ ثم إن هذا القانون يستخدم بطريقة أقل في دمج الاصدقاء بعضهم ببعض، وذلك للتقليل من فضل الصديق الأكبر والنصير الأبرز لقضايا الاسلام والمسلمين.
اقرأ أيضا: