بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه آله وسلم وأصحابه إلى يوم الدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
في عصر سيطرت فيه وسائل الإعلام المضللة ذات الأهداف اليهودية على عقول أمتنا بشكل عام، وحتى على كثير من نخبها ومثقفيها، في مثل هذا الزمن الحالك تزداد الحاجة الملحة لنا ولكل عقل حر إلى أن يتلمس من حوله الحقيقة، ورغم الطبقات الهائلة من ركام الأكاذيب والدجل المحيط بنا من كل جانب فإن عدالة الله الذي سوف يحاسبنا عن كل أفعالنا وأقوالنا، تأبى أن تكون الحقيقة مستحيلة الوصول إليها، إن أفعالنا هي نتاج أقوالنا وتصوراتنا، وبما أن تصوراتنا ناتجة عن بيئتنا وما يُقال فيها، فمن المستحيل أن يتركنا الله حيارى بدون طريقة فعالة في الوصول للحقيقة الصحيحة التي تؤدي للتصور والأفعال الصحيحة.
وفي خضم البحث عن الحقيقة وفهم الواقع فهما صحيحاً، نجد قول الله تعالى في سورة العلق أول آية أنزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) هي “إقرأ باسم ربك الذي خلق” فنحن أمة إقرأ، وبها ننجو ونفوز في الدنيا والآخرة، بها نخرج من ظلمات الجهل والضلال العماية، بها خرجت أمتنا من عبادة الأصنام والحروب القبلية، إلى الإيمان والعزة والوحدة، وبها نخرج في هذا العصر من هذا النفق المظلم الذي طال أمده علينا.
لكن يجب أن نعي تماماً أن أي علم وأي فن نريد معرفة الحقيقة فيه، فيجب علينا أن ندرسه من مراجعه ومظانه وفي بيئته، فالقرآن الكريم والسنة أرشدنا لجميع أمور ديننا وكثير من أمور دنيانا، لكنه حثنا على النظر والإعتبار في آيات الله في كونه، فمعرفة الواقع الحالي لا تكون موجودة في داخل آيات القرن والسنة، وإنما نجد إرشادات وقواعد عظيمة تساعدنا، وأولها إقرأ، ولأننا الآن أمة قليلا ما تقرأ فحالنا المأساوي هو نتيجة طبيعة متوقعة، فمن لا يقرأ يسهل على الدجالين والمضللين خداعه وإضلاله، ولأنه لا يقرأ سيهل عليه أن يصدق ويثق بأي شيء وأي تحليل للواقع مهما كان بعيدا عن حقيقة الواقع.
من أجل هذا ومن أجل أن نقرأ نقدم هذا الموقع السياسي الذي يقدم أسس وأصول فقه الواقع والتحليل السياسي، ويهتم بقراءة وتحليل الواقع السياسي المحلي والعربي والعالمي، وسنحاول جاهدين بكل ما آتانا الله أن نكون عند حسن ظنكم وأن نكون على قدر الأمانة والمسؤولية، وسنكون سعداء جدا بأي نصيحة أو نقد بناء وإقتراح يثري هذه الموقع الذي هو موقعكم، فهو من واقعكم وإليكم ومن أجلكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته