قال الله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ).
في ظل ما نراه من انتشار للمعاصي والذنوب والفساد، أليس من سوء الطالع أن ننشغل بالتأكيد على الثوابت؟ أليست المصلحة الوطنية محفوظة؟
لكن, لعل البعض من المسؤولين لم يدرك بعدُ معنى الوطنية وأهميتها أو قدْرها.
إلى هؤلاء أقول:
إن الوطن وعاء زمانيّ ومكانيّ تعيش في أحشائه الضرورات الخمس للحياة الإنسانية، فكلما قويت تلك الضرورات قوي الوطن، وكلما ضعفت ضعف. فتقديم المصالح الوطنية والعناية بها، يعنى تماماً الحفاظ على الضرورات الخمس وهي: (الدين والنفس والمال والعقل والنسل) ويلحق بها العِرض والارض. لذلك صدق من سماها بـ (المصالح الوطنية العليا). وهل يوجد أسمى وأغلى من هذه الضرورات.
لماذا يضطرنا البعض ممن يشرّقون ويغرّبون سواء كانوا من أقصى اليسار أو من أقصى اليمين، أن نناشدهم بالمحافظة على المصالح الوطنية العليا؟
فيا أيها المسؤولين الكرام في هذا الوطن، اتقوا الله تعالى فيما انتم مؤتمنون عليه، وأوفوا بما اقسمتم لأجله امام الله تعالى أولا ثم أمام الملك والمواطن ولا تنكثوه وأنتم تعلمون. وابتعدوا عن ممارسة الشبهات فضلا عن المحرمات ومواطن الفساد، فان الخبث او المعاصي ان كثرت ستعصف بالوطن وبأمنه وأمانه واقتصاده وستعصف بكم كذلك.
فوطننا العزيز، أو الضرورات الخمس ـ لا فرق ـ بحاجة إلى إخلاصكم وجهودكم فقدموا مصلحته على المصالح الأخرى الضيقة أو المغــرضة، من مصالح حزبية أو قومية أو سياسية، أو شخصية أو مهما كان نوعها. وأعلموا أنكم تتحمّلون أمانة عظيمة أمام الله تعالى ورسوله وأمام المؤمنين، لقوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون). والآيات الكريمات التي تحذرنا من عواقب الذنوب والمعاصي كثيرة منها قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا) وغيرها مما ذكر.
والحمد لله رب العالمين،،،
الكاتب الأستاذ: عدنان الصوص