خلافة داعش المزيفة لخدمة أعداء الإسلام

إن إعادة الخلافة الإسلامية قد تحول في الواقع منذ زمن بعيد إلى مجرد شعار تخفي وراءه الحركات والأحزاب التي ترفعه أهدافا وأجندة مشبوهة، فليست المشكلة في إعادة الخلافة، بل في كثير ممن يرفعون هذا الشعار البراق لخداع المسلمين به، فكلنا يعلم أنه ليس كل ما يلمع ذهبا، وكان أشهر من رفع هذا الشعار سابقا للخداع هو حزب التحرير، وهاي الآن داعش سحبت من البساط من تحته ولم تعد له أهمية عملية في ذلك، ويمكن معرفة هذا الخداع بطرق كثيرة منها:

 

 

1- حزب التحرير وإخفائه الأجندة اليسارية وراء دعوته للخلافة: فحزب التحرير الذي هو أشهر وأكثر الحركات رفعا لهذا الشعار سابقا، قد أظهرت دراسة بعنوان “حزب التحرير والتضليل السياسي” أنه جعل من هذا الشعار الإسلامي مجرد واجهة شكلية لهدف خفي، وهو مساعدة الشيوعية والاشتراكية العالمية لإعادة مجدها السابق وللوصول للحكم، فهو يركز فقط على إسقاط الأنظمة غير اليسارية التي تقف عقبة في وجه تمدد اليسار، مع أن هذه الدول على الأقل لا تحارب الإسلام! إذ كان المفترض بمن يريد إقامة الخلافة حقا أن يبدأ أولا بالأنظمة التي تحارب الإسلام وهي الدول اليسارية.

 

2- استفادة إيران والنظام السوري وكذلك إسرائيل من إعلان الخلافة: في هذه الظروف التي يواجه فيه المشروع الطائفي الإيراني نكسات خطيرة في سوريا والعراق، بسبب الثورات الشعبية ضده، فإن إحدى أفضل الطرق للقضاء على هذه الثورات هي بإدخالهم المتشددين وتنظيم القاعدة في اللعبة لخلط الأوراق ومحاولة إقناع المجتمع الدولي بأنها ليست ثورات شعوب وإنما حركات إرهابية، تتعزز هذه المحاولة التشويهية لهذه الثورات الشعبية بإعلان الخلافة، إذ أن الخلافة في هذا الوقت لا علاقة لها بهذه الثورات، وإنما تم إعلانها لتعطي المبرر والغطاء لهذه الأنظمة التابعة لإيران لتبطش بهذه الشعوب بكل ما أوتيت من قوة.

 

كما أعطت لإسرائيل المزيد من المبررات لمزيد من نهب الأرض ورفض السلام بحجة قيام بعبع الخلافة بجوارها.

 

3- الخلافة ليست هي الطريقة الوحيدة لتوحيد المسلمين وإحياء مجد الحضاة الإسلامية: الطريقة الجوهرية في الإسلام لإعادة مجد الأمة ووحدتها ليس بالضرورة بإعادة الخلافة، لأن الخلافة هي اجتهاد سياسي كان مناسب لزمان وهي ليست جزءا لا يتجزأ من الإسلام، بل إن الأفضل مما يناسب هذا العصر هو الدولة المدنية الديمقراطية والتي بنفس الوقت لا تتعارض مع الإسلام، وأيضا بتشكيل الاتحادات والتحالفات بين الدول على أسس ثقافية وجغرافية واقتصادية مثل الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الخليجي، إن مثل هذا الشكل من الدول والاتحادات يشكل البديل العصري الأفضل عن الخلافة إذا كان آخذا بعين الاعتبار روح الإسلام والعروبة والتاريخ.

 

ولهذه الأسباب وبسبب الأضرار الكثيرة والخطيرة لإعلان الخلافة كما ذكرت أعلاه، فيمكن القول بأن إعلان خلافة داعش قد تفوقت فيه على حزب التحرير وشعاراته المخادعة، فأقامت خلافة مزيفة موهومة تقع خارج التاريخ، وتصب في مصلحة أعداء الإسلام.

 

Scroll to Top