مشاكل اللاجئين مع المستضيفين وتسلل الفكر التحريري

في قضايا الشعوب الكبرى التي يحدث فيها تهجير ولجوء، تحدث مشكلات كثيرة دوما بين اللاجئين والمستضيفين، البعض يتصور أن كل الحق اللاجئين وىخرين يتصورون أن كل الحق مع المستضيفين، إن كلا النظرتين قاصرة وغير موضوعية، ومن أخطر تلك المشكلات تسلل الفكر المتطرف إلى اللاجئين، ويساعد على ذلك بيئتهم وحالتهم الصعبة بطبيعة الحال.

 

يجب على اللاجئين السوريين تجنب تعييب بلد أو شعب أو نظام الدولة المستضيف لأن هذا فيه نكران للجميل وخطأ وجهل بالواقع، والأسوأ أنه إذا تطور إلى انتشار أفكار حزب التحرير المتطرفة وتنظيم القاعدة بين اللاجئين، فقد يؤدي إلى مشاكل مع الأنظمة مشابهة لما حدث في أحداث أيلول الأسود في الأردن في السبعينيات، أو ما حدث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان زمن الحرب الأهلية، وهي نتيجة مخططات من أعداء الشعوب الذين هجروهم لإيقاعهم في صراعات جانبية مضرة تجعلهم يخسرون التأييد العربي والدولي لقضاياهم العادلة.

من جهة أخرى يجب على الشعوب المستضيفة أن تحاول أن لا تضيق ذرعا بالسلبيات الناجمة عن استقبال اخوتهم اللاجئين، فالقضية السورية والقضية الفلسطينية وجميع القضايا العربية الكبرى ليست مجرد قضايا محلية، بل قضايا لكل الأمة العربية ضد الظلم والفساد وضد الصهيونية والمشروع الإيراني، وإذا كان المستضيف متضررا ومناضلا في هذه القضايا فإن اللاجئ أكثر تضررا، كما أن الدنيا دين ووفاء، اليوم يقف الأردني والتركي واللبناني مع اللاجئ السوري، وفي الأمس وقف السوري والأردني وغيرهم مع اللاجئ العراقي وقبله مع اللاجئ الفلسطيني وغدا الله أعلم، نسأل الله اللطف بجميع الشعوب العربية والإسلامية.

فاننا اليوم بأمس الحاجة الى الاقتداء بجيل الصحابة الكرام في التكافل الاجتماعي وتقاسم لقمة العيش والنصرة كما حصل بين المهاجرين والأنصار، وأن نفوت الفرصة على كل من أراد دق الأسافين بين الأشقاء في البلاد العربية جمعاء، وإن تضخيم وتهويل المشكلات الناتجة عن استقبال اللاجئين يساعد على نشر التطرف والفكر القاعدي، وإنما يجب إيجاد الحلول لكل المشاكل بالحوار والعلم والتعاون والنقد البنّاء.

بقلم: زاهر طلب

Scroll to Top